حذر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، يوم الأربعاء، من أن روسيا تُظهر “إشارات” تدل على استعدادها لتصعيد الحرب في أوكرانيا العام المقبل، داعيًا الولايات المتحدة وحلفاءها إلى الرد بشكل حاسم. يأتي هذا التحذير في ظل استمرار القتال الشديد في شرق وجنوب أوكرانيا، وتصاعد التوترات الدبلوماسية بين البلدين. وتعتبر قضية الحرب في أوكرانيا من أهم القضايا الأمنية التي تشغل العالم حاليًا.
تصعيد محتمل في الحرب بأوكرانيا: دعوة زيلينسكي للردع
أكد زيلينسكي، في منشور على منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، أنه سمع “إشارات من موسكو” تشير إلى أن الكرملين يخطط لجعل العام القادم “عام حرب”. وأضاف أن هذه الإشارات ليست موجهة لأوكرانيا وحدها، بل يجب أن يراها شركاء كييف، خاصةً الولايات المتحدة، وأن يردوا عليها بشكل مناسب.
في المقابل، صرح مسؤول في البيت الأبيض أن إدارة الرئيس بايدن أحرزت “تقدمًا كبيرًا” في جهودها للتوصل إلى حل سلمي للنزاع، وأنهم “أقرب الآن من أي وقت مضى” إلى تحقيق ذلك. ومع ذلك، فإن هذه التصريحات تتناقض مع الخطاب الروسي المتزايد العدوانية.
موقف روسيا المتصلب
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال اجتماع لمجلس الدفاع، أن روسيا ستواصل العمل لتحقيق أهدافها في أوكرانيا، سواء من خلال المفاوضات أو القوة العسكرية. ووفقًا لنص منشور من الكرملين، أكد بوتين على أن مهمة “خلق وتوسيع منطقة عازلة للأمن” ستستمر بشكل منهجي.
هذا التصريح يعكس استمرار روسيا في اعتبار أوكرانيا جزءًا من مجال نفوذها الأمني، ورفضها التنازل عن المطالب التي تعتبرها ضرورية لضمان أمنها القومي.
دعوات لزيادة الدعم الأوكراني
تأتي دعوة زيلينسكي للردع في وقت تشهد فيه أوكرانيا نقصًا حادًا في الذخيرة والمعدات العسكرية، مما يعيق قدرتها على مواجهة القوات الروسية. وقد دعا العديد من المشرعين الأمريكيين إلى زيادة المساعدات العسكرية والمالية لأوكرانيا، بما في ذلك إرسال أسلحة بعيدة المدى.
على سبيل المثال، صرح النائب الجمهوري دون بيكون على منصة “إكس” بأنه يجب على الولايات المتحدة إرسال 200 صاروخ كروز بعيد المدى ودقيق إلى أوكرانيا، معتقدًا أن ذلك قد يدفع بوتين إلى “أخذ الأمر على محمل الجد والبحث عن السلام”.
في سياق منفصل، أعلنت أوكرانيا أنها نفذت أول هجوم ناجح بطائرة مسيرة تحت الماء على غواصة روسية في نوفوروسيسك، في خطوة تعتبر تصعيدًا جديدًا في الحرب البحرية. هذا الهجوم يظهر قدرة أوكرانيا المتزايدة على استهداف الأصول الروسية في المياه الإقليمية.
الأصول الروسية المجمدة والحلول الدبلوماسية
أشار زيلينسكي أيضًا إلى الحاجة إلى اتخاذ “إجراءات مالية” ضد روسيا، بما في ذلك مصادرة الأصول الروسية المجمدة في الخارج. تعتبر هذه الخطوة مثيرة للجدل، حيث يخشى البعض من أنها قد تؤدي إلى رد فعل انتقامي من روسيا.
بالإضافة إلى ذلك، حذر زيلينسكي من أن روسيا قد تستخدم الدبلوماسية كغطاء لمواصلة سعيها لتدمير أوكرانيا وسرقة أراضيها، مشيرًا إلى أن الكرملين قد يزعم في المستقبل أن دولًا أوروبية أخرى هي “أراض تاريخية” لروسيا. هذا التحذير يسلط الضوء على المخاوف الأوكرانية من أن روسيا لا تسعى إلى حل سلمي حقيقي، بل تهدف إلى تحقيق أهداف توسعية.
تتواصل الجهود الدبلوماسية، بقيادة الولايات المتحدة، للتوصل إلى “سلام دائم ومستدام” بين أوكرانيا وروسيا. ومع ذلك، فإن التوقعات بشأن تحقيق تقدم كبير في المستقبل القريب تظل غير مؤكدة، نظرًا للمواقف المتصلبة للطرفين.
من المتوقع أن تستمر المناقشات حول المساعدات العسكرية والمالية لأوكرانيا في الكونجرس الأمريكي خلال الأسابيع القادمة. كما يجب مراقبة التطورات على ساحة المعركة، وخاصةً في شرق وجنوب أوكرانيا، لتقييم مدى جدية التهديد الروسي المحتمل. بالإضافة إلى ذلك، فإن أي تغييرات في الخطاب الروسي أو الإجراءات العسكرية قد تشير إلى تحول في استراتيجية الكرملين. الوضع في أوكرانيا والمنطقة يظل متقلبًا ويتطلب متابعة دقيقة.






