أعلنت القيادة الوسطى الأمريكية (سنتكوم) عن استمرار التعاون الوثيق مع الشركاء السوريين لمكافحة بقايا تنظيم الدولة، وذلك في إطار جهود لمنع إعادة تنظيمه وتهديده للأمن الإقليمي والعالمي. وتأتي هذه الجهود بعد عمليات مشتركة أسفرت عن تدمير مخابئ أسلحة واعتقال وإيقال عناصر التنظيم. هذا التطور يمثل نقطة تحول في استراتيجية مكافحة الإرهاب في سوريا، مع إشراك الحكومة السورية بشكل مباشر في هذه العمليات.

وذكرت سنتكوم أن العمليات التي نفذت خلال الشهر الماضي، بالتعاون مع القوات السورية، أدت إلى تدمير حوالي 130 صاروخًا وقذيفة وأسلحة أخرى تابعة للتنظيم. وتأتي هذه العمليات في أعقاب الإعلان عن نتائج عمليات سابقة استهدفت تعطيل قدرات تنظيم الدولة في جنوب سوريا وريف دمشق، وهو ما يمثل تطوراً هاماً في الضغط على الجماعات المتطرفة.

جهود مشتركة لاستهداف تنظيم الدولة

أشارت القيادة الوسطى إلى أن العمليات العسكرية المستمرة تهدف إلى إحباط جهود تنظيم الدولة لتعزيز قدراته القتالية وتجنيد عناصر جديدة. وقد أسفرت العمليات خلال الأشهر الستة الماضية عن مقتل 14 عنصراً من التنظيم واعتقال 119 آخرين. توضح هذه الأرقام حجم الجهود المبذولة لتقويض البنية التحتية للتنظيم والحد من نفوذه المتزايد.

العمليات الأخيرة في سوريا

منذ شهر يوليو الماضي، نفذت القوات الأمريكية وشركاؤها ما يقرب من 80 عملية في الأراضي السورية، مركزة على القضاء على العناصر الإرهابية وتفكيك شبكاتهم. وشملت هذه العمليات ضربات جوية وعمليات تفجير ميدانية، بالإضافة إلى مداهمات بحثًا عن قيادات وأفراد مرتبطين بالتنظيم.

وفي نهاية شهر نوفمبر، أعلنت القيادة الأمريكية عن عملية عسكرية مشتركة مع وزارة الداخلية السورية استهدفت أكثر من 15 مخزنًا ومستودعًا للأسلحة تابعًا لتنظيم الدولة في جنوب سوريا وريف دمشق. هذه العمليات تعكس تحولًا في التكتيكات المتبعة، حيث يتم التركيز على استهداف مصادر تمويل التنظيم وإمداداته.

يأتي هذا التعاون الجديد بعد سنوات من العمليات التي قادها التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة، والذي ضم عشرات الدول. ومع ذلك، كانت الحكومة السورية تقليديًا غير مشاركة بشكل مباشر في هذه العمليات قبل هذا التطور الأخير.

تأثير التعاون السوري على مكافحة الإرهاب

يعتبر إشراك الحكومة السورية في العمليات ضد تنظيم الدولة خطوة مهمة، حيث يمكن أن يوفر وصولاً أفضل إلى المناطق التي يسيطر عليها التنظيم، بالإضافة إلى تبادل المعلومات الاستخباراتية. ومع ذلك، يثير هذا التعاون أيضًا بعض المخاوف المتعلقة بالوضع السياسي في سوريا، واحتمالية استغلاله من قبل النظام لتحقيق أهداف أخرى.

يؤكد خبراء الأمن الإقليمي على أهمية الحفاظ على الشفافية والمساءلة في هذه العمليات، وضمان احترام حقوق الإنسان. إضافة إلى ذلك، يرى البعض أن التركيز يجب أن يكون على معالجة الأسباب الجذرية لانتشار التطرف، مثل الفقر والبطالة والتهميش السياسي.

وبالرغم من التقدم المحرز في تدمير مخابئ الأسلحة واعتقال العناصر الإرهابية، لا تزال هناك تحديات كبيرة تواجه جهود مكافحة تنظيم الدولة في سوريا. ويتضمن ذلك التهديد المستمر من الخلايا النائمة، وتدفق المقاتلين الأجانب، واستغلال الفراغ الأمني في البلاد.

في الوقت الحالي، تخطط سنتكوم لمواصلة العمليات المشتركة مع الشركاء السوريين، مع التركيز على استهداف البنية التحتية المالية للتنظيم، وتعطيل قدرته على التجنيد والتدريب. ومن المتوقع أن يتم تقييم فعالية هذه العمليات في الأشهر القليلة القادمة، وسيتم تعديل الاستراتيجية وفقًا لذلك. تبقى الوضعية في سوريا معقدة. ستراقب الجهات المعنية عن كثب تطورات الوضعSecurity السياسي والأمني في سوريا، والآثار المترتبة على التعاون الجديد في مكافحة الإرهاب.

شاركها.