تزايد الاهتمام بـ “سانتافيليا” أو الانجذاب لشخصية سانتا كلوز بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، خاصةً بين البالغات، وهو ما يظهر في ارتفاع عمليات البحث المتعلقة بسانتا كلوز على مواقع الإنترنت الإباحية بنسبة كبيرة. تتراوح الدوافع وراء هذا الانجذاب بين الإعجاب بالشخصية التقليدية المحبة للعطاء، إلى الارتباط برموز السلطة والتحكم، وصولاً إلى الاستمتاع بفكاهة الموقف. وتثير هذه الظاهرة تساؤلات حول علم النفس البشري والتأثير الثقافي لشخصية سانتا كلوز.

ظاهرة الانجذاب إلى سانتا كلوز: سانتافيليا

تُعرف هذه الظاهرة باسم “سانتافيليا” (Santaphilia) وهي ليست جديدة تمامًا، ولكنها اكتسبت مزيدًا من الانتشار والاعتراف مع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي وزيادة المناقشات الصريحة حول الميول الجنسية المختلفة. وفقًا لتقارير من Pornhub، ارتفعت عمليات البحث عن كلمة “سانتا” بنسبة 203% خلال الثلاثين يومًا الماضية، مما يشير إلى زيادة ملحوظة في الاهتمام بهذه الفئة من المحتوى. كما شهدت عبارات مثل “سانتا كلوز المساعد” و”الجنس في عيد الميلاد” ارتفاعًا كبيرًا في عمليات البحث خلال فترة الأعياد.

الدوافع النفسية وراء الانجذاب

يشير الدكتور جاستن ليميلر، الباحث في معهد كينسي، إلى أن الانجذاب إلى سانتا كلوز يمكن أن يعزى إلى عدة عوامل. قد يجد البعض في سانتا شخصية تمثل الأبوة والاهتمام والرعاية، بينما يربط آخرون الأمر برموز السلطة والمكافأة والعقاب. يذكر أن سانتا هو من يحدد من هو “حسن” أو “سيئ”، ويوزع الهدايا بناءً على هذا التقييم، وهو ما قد يثير الإثارة لدى البعض. بالإضافة إلى ذلك، قد يكون هناك عنصر فكاهي وجاذبية في فكرة الانجذاب لشخصية مرحة ومحبوبة مثل سانتا كلوز. وقد يلعب المظهر الجسدي دوراً، مثل اللحية البيضاء والجسد الممتلئ.

أمثلة من الحياة الواقعية

كاسيدي كوسا، وهي صانعة محتوى تبلغ من العمر 25 عامًا، ذكرت أنها شعرت بالانجذاب إلى سانتا كلوز منذ طفولتها، أثناء مشاهدة فيلم “The Santa Clause” بطولة تيم ألين. وهي تعبر عن إعجابها بـ “الرجال الأكبر سنًا ذوي اللحية الجميلة” الذين “يريدون تقديم الهدايا”. بينما اكتشفت ميليسا روزن، وهي مستشارة أعمال تبلغ من العمر 47 عامًا، انجذابها إلى سانتا كلوز في سن 16، عندما رأت سانتا كلوز خارج العمل يدخن سيجارة ويشرب البيرة. وتصف روزن انجذابها بشغف تجاه “روح عيد الميلاد” التي يمثلها سانتا كلوز.

“سانتا الموضة” وتأثيره

بول ماسون، المعروف باسم “سانتا الموضة”، بدأ في استغلال مظهره الذي يشبه سانتا كلوز في عام 2014. وعلى الرغم من أنه لا يقدم محتوى للبالغين بشكل مباشر، إلا أنه يلاحظ اهتمامًا من النساء البالغات بأسلوبه الجذاب والمرح. ويرى أن الأمر يتعلق بتقديم صورة أكثر حداثة وجاذبية لشخصية سانتا كلوز، مع لمسة من الدعابة. وقد ساهمت هذه الظاهرة في زيادة الوعي بـ “سانتافيليا” وتطبيعها.

القيود البحثية والمستقبل

وفقًا للدكتور ليميلر، لا يزال هناك نقص في الدراسات الإحصائية التي تحدد مدى انتشار “سانتافيليا”. ومع ذلك، تشير البيانات من مواقع الإنترنت الإباحية إلى وجود اهتمام كبير ومتزايد بهذه الظاهرة. من المتوقع أن يستمر هذا الاهتمام في النمو مع استمرار المناقشات حول الجنسانية والثقافة. وسيتطلب فهم هذه الظاهرة بشكل كامل إجراء المزيد من الأبحاث والدراسات العلمية.

في المستقبل القريب، من المرجح أن نرى المزيد من التغطية الإعلامية والتحليل لهذه الظاهرة، خاصةً خلال فترة الأعياد. ومن المهم مراقبة التطورات في هذا المجال، وفهم الدوافع النفسية والثقافية التي تقف وراءها، وتقديم منظور موضوعي ومتوازن حولها. ويجب أيضاً مراعاة الجوانب الأخلاقية والقانونية المرتبطة بهذا النوع من المحتوى، وضمان احترام حقوق وخصوصية الأفراد.

شاركها.