شهد سهم شركة فيرمي (Fermi Inc.) المتداولة في بورصة ناسداك تحت الرمز (FRMI) انخفاضًا حادًا يوم الاثنين، حيث تراجع بنسبة 14.87٪، وذلك بعد إعلان الشركة عن إلغاء اتفاقية تأجير رئيسية. يأتي هذا الانخفاض في سياق تقلبات سوق الأسهم المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، حيث يراقب المستثمرون عن كثب أداء الشركات في هذا القطاع.
تراجع سهم فيرمي (FRMI) بسبب إلغاء صفقة تأجير رئيسية
أعلنت شركة فيرمي في إفصاح تنظيمي الأسبوع الماضي أن أحد المستأجرين المحتملين، والذي كانت قد أبرمت معه اتفاقية تأجير بقيمة 150 مليون دولار لمجمع بياناتها الذي تبلغ مساحته 11 جيجاوات في تكساس، قرر الانسحاب من الاتفاقية. لم تكشف الشركة عن هوية المستأجر، مما أثار المزيد من التساؤلات حول الأسباب الكامنة وراء هذا الانسحاب.
على الرغم من هذا التطور السلبي، أكدت شركة فيرمي أنها لا تزال تجري محادثات مع شركات أخرى بشأن اتفاقيات تأجير محتملة. هذا يشير إلى أن الشركة تسعى بنشاط لتعويض الخسارة الناجمة عن إلغاء الصفقة السابقة.
تأمين إمدادات الطاقة لمجمع البيانات
في بداية شهر ديسمبر، أعلنت شركة فيرمي عن اتفاقية لتوريد الطاقة مع شركة Southwestern Public Service Company (SPS)، وهي شركة فرعية مملوكة لشركة Xcel Energy. تهدف هذه الاتفاقية إلى توفير ما يصل إلى 200 ميجاوات من الطاقة لمجمع البيانات الجديد.
ستبدأ SPS بتوريد 86 ميجاوات من الطاقة الشهر المقبل، مع زيادة تدريجية للوصول إلى 200 ميجاوات. يُعد هذا الاتفاق خطوة مهمة لضمان إمدادات طاقة موثوقة وفعالة من حيث التكلفة لمجمع البيانات، وهو أمر بالغ الأهمية لعمليات الذكاء الاصطناعي المكثفة للطاقة.
صرح لاري كيلرمان، الرئيس التنفيذي للعمليات في شركة فيرمي أمريكا، بأن هذه الاتفاقية تعكس تحول الشركة من النية إلى التنفيذ، مع الدعم القوي من شركة Xcel Energy. وأضاف أن تأمين الطاقة الموثوقة والفعالة من حيث التكلفة هو عنصر أساسي في خطط فيرمي المستقبلية.
من جانبه، أكد توبي نيوغباور، الرئيس التنفيذي لشركة فيرمي، أن الشراكة مع Xcel Energy تُظهر إمكانية تطوير طاقة واسعة النطاق وموثوقة للذكاء الاصطناعي في الوقت المحدد وضمن الميزانية.
تداعيات قرار الانسحاب على قطاع مراكز البيانات
يأتي هذا التطور في وقت يشهد فيه قطاع مراكز البيانات نموًا سريعًا مدفوعًا بالطلب المتزايد على خدمات الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي. تعتبر مراكز البيانات من بين أكبر مستهلكي الطاقة، مما يجعل تأمين إمدادات طاقة مستدامة وموثوقة أمرًا بالغ الأهمية.
قد يؤدي إلغاء صفقة التأجير إلى تأخير خطط التوسع لشركة فيرمي، ولكنه لا يغير بالضرورة النظرة الإيجابية طويلة الأجل للشركة. يعتمد مستقبل الشركة على قدرتها على جذب مستأجرين جدد وتأمين تمويل إضافي لتطوير مجمع البيانات.
يرى بعض المحللين أن هذا الانخفاض في سعر السهم قد يمثل فرصة استثمارية للمستثمرين الذين يبحثون عن أسهم مراكز البيانات بأسعار معقولة. ومع ذلك، يحذرون من أن هناك مخاطر كبيرة مرتبطة بالاستثمار في هذا القطاع، بما في ذلك المنافسة الشديدة والتغيرات التكنولوجية السريعة.
بالإضافة إلى ذلك، يراقب المستثمرون عن كثب التطورات في السياسات الحكومية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي والطاقة، حيث يمكن أن يكون لهذه السياسات تأثير كبير على أداء الشركات في هذا القطاع.
في الوقت الحالي، يركز فريق إدارة فيرمي على إيجاد مستأجرين بديلين لمجمع البيانات في تكساس. من المتوقع أن تعلن الشركة عن مزيد من التفاصيل حول هذه الجهود في الأشهر المقبلة.
من المهم ملاحظة أن سوق الاستثمار في التكنولوجيا بشكل عام يشهد تقلبات، وأن أداء أسهم فيرمي قد يتأثر بعوامل خارجية خارجة عن سيطرة الشركة.
في الختام، يمثل إلغاء صفقة التأجير انتكاسة لشركة فيرمي، ولكنه لا يهدد بالضرورة مستقبلها. سيعتمد نجاح الشركة على قدرتها على التكيف مع الظروف المتغيرة والاستفادة من الفرص المتاحة في قطاع مراكز البيانات المتنامي. من المتوقع أن تشهد الأسابيع القادمة مزيدًا من الوضوح بشأن خطط الشركة المستقبلية وتأثير هذا التطور على أدائها المالي.






