روما: افتتاح محطتي مترو جديدتين تشكلان وجهة جذب سياحي.

شهدت العاصمة الإيطالية روما افتتاح محطتي مترو جديدتين، الكولوسيوم وبورتا مترونيا، بعد سنوات من التأخير بسبب الاكتشافات الأثرية المتكررة أثناء أعمال الحفر. يمثل هذا الافتتاح خطوة مهمة في توسيع شبكة مترو روما وتحسين وسائل النقل العام في المدينة، مع إبراز كنوزها التاريخية الغنية.

تم افتتاح المحطتين الجديدتين يوم الخميس، مما يوفر للمواطنين والسياح خيارات نقل جديدة ويساهم في تخفيف الازدحام المروري. تقع محطة الكولوسيوم بالقرب من المعلم السياحي الشهير، بينما تقع محطة بورتا مترونيا بالقرب من بوابة تاريخية في أسوار المدينة القديمة.

“المحطات البدائية”: كشف مترو روما عن كنوز أثرية

أُطلق على المحطتين اسم “المحطات البدائية” نظرًا للعثور على العديد من الآثار القديمة خلال عملية البناء. تتميز المحطتان بعرض هذه الاكتشافات الأثرية، مما يحولها إلى وجهات ثقافية وسياحية بحد ذاتها.

اكتشافات في محطة الكولوسيوم

في محطة الكولوسيوم، تم العثور على بقايا منزل يعود إلى القرن الأول الميلادي، بما في ذلك المزهريات والأطباق الخزفية والآبار الحجرية وأطلال حمام حراري. تعرض شاشات داخل المحطة مقاطع فيديو توثق عملية التنقيب، وتشرح سبب طول مدة إنجاز المشروع.

كنوز بورتا مترونيا

أما محطة بورتا مترونيا، فستضم متحفًا يفتتح في فبراير، ويعرض بقايا ثكنات رومانية تعود إلى القرن الثاني الميلادي، بالإضافة إلى اللوحات الجدارية والفسيفساء الرومانية. تهدف هذه المعروضات إلى إثراء تجربة الزوار وتقديم لمحة عن تاريخ المدينة العريق.

أكد عمدة روما، روبرتو جوالتيري، أن المشروع يجمع بين الأعمال الهندسية والاكتشافات الأثرية الاستثنائية، مضيفًا أن هذه المشاريع الكبرى تعيد اكتشاف طبقات من الماضي لم تكن معروفة من قبل.

تحديات الإنشاء والتأثير على العاصمة الإيطالية

واجه مشروع توسيع خط المترو C العديد من التحديات، بما في ذلك التأخيرات البيروقراطية والقيود المالية. ومع ذلك، كان الاكتشاف المتكرر للآثار القديمة أثناء الحفر هو السبب الرئيسي في إطالة أمد المشروع.

تعتبر روما مدينة ذات تاريخ غني، وكل حفرة يمكن أن تكشف عن بقايا من الحضارات الرومانية القديمة أو العصور الوسطى. يتطلب التعامل مع هذه الاكتشافات الأثرية تخطيطًا دقيقًا وتعاونًا بين علماء الآثار والمهندسين.

يهدف خط المترو C، عند اكتماله في عام 2035، إلى ربط 31 محطة وتحسين وسائل النقل العام في روما بشكل كبير. تسمح المحطتان الجديدتان بالفعل للمسافرين بالتبديل بين الخطين C و B، مما يسهل الوصول إلى مناطق مختلفة من المدينة.

تعتبر ساحة فينيسيا، وهي مركز نقل وثقافي رئيسي في المدينة، هي المحطة التالية المتوقع افتتاحها في عام 2033. تقع هذه المحطة بالقرب من تل الكابيتولين والمنتديات الإمبراطورية القديمة، مما يجعلها نقطة انطلاق مثالية لاستكشاف المعالم التاريخية في روما.

لا يزال مستقبل خط المترو C يعتمد على التمويل المستمر والتغلب على أي عقبات بيروقراطية أو أثرية محتملة. من المتوقع أن يستمر العمل على المشروع بوتيرة ثابتة، مع التركيز على الحفاظ على التراث الثقافي للمدينة مع توفير وسائل نقل عامة حديثة وفعالة.