أظهرت نتائج تجربة سريرية متقدمة أن عقار توكيسا (توكاتينيب) من إنتاج شركة فايزر، بالإضافة إلى العلاج المستمر، يساهم بشكل كبير في تأخير تطور سرطان الثدي النقيلي الإيجابي لبروتين HER2، وهو النوع الأكثر عدوانية من هذا المرض. هذه النتائج، التي تم عرضها في ندوة سان أنطونيو لسرطان الثدي، تقدم أملاً جديداً للمصابات بهذا النوع من سرطان الثدي في المراحل المتقدمة.

تشير البيانات إلى أن العقار، الذي تمت الموافقة عليه بالفعل لعلاج أنواع أخرى من السرطان، يمكن أن يطيل بشكل كبير الفترة التي لا يتفاقم فيها المرض لدى هؤلاء المريضات، مما يقلل من الحاجة إلى العلاج الكيميائي المكثف. وقد أجريت الدراسة على 654 مريضة مصابة بالمرض في مراحله المتقدمة.

فعالية توكيسا في علاج سرطان الثدي HER2 الإيجابي

ينتمي توكيسا إلى فئة من الأدوية تسمى مثبطات كيناز التيروسين. تعمل هذه المثبطات عن طريق منع بروتين HER2 الموجود على سطح الخلايا السرطانية، مما يعيق نمو وانتشار الورم. يعتبر بروتين HER2 هدفاً علاجياً مهماً في علاج سرطان الثدي، حيث أن وجوده بكميات كبيرة يرتبط بانتشار أسرع للمرض.

في الدراسة، تلقت جميع المشاركات علاجاً كيميائياً بالإضافة إلى الأجسام المضادة وحيدة النسيلة هيرسيبتين (تراستوزوماب) وبيرجيتا (بيرتوزوماب) من شركة روش، حتى استقرار المرض. ثم تم توزيع المريضات عشوائياً لتلقي إما توكيسا أو دواء وهمي، مع استمرار العلاج بالأجسام المضادة.

نتائج الدراسة والتأثير على طول فترة المداومة

بعد فترة متابعة متوسطها 23 شهراً، أظهرت النتائج أن المريضات اللاتي تلقين توكيسا لم يشهدن أي تفاقم في المرض لفترة أطول من أولئك اللاتي تلقين الدواء الوهمي. ووفقاً للبيانات المقدمة في ندوة سان أنطونيو، بلغ التحسن في طول الفترة الخالية من التفاقم 8.6 أشهر لصالح مجموعة توكيسا.

صرحت الدكتورة إريكا هاميلتون، الأستاذة في معهد سارة كانون للأبحاث في ناشفيل، والتي قادت الدراسة، بأن هذه النتائج تؤكد أهمية استهداف بروتين HER2 بشكل مكثف خلال مرحلة المداومة. وأضافت أن إطالة هذه المرحلة تسمح بالحفاظ على السيطرة على المرض وتقليل الاعتماد على العلاج الكيميائي.

تعتبر هذه النتائج مهمة بشكل خاص لأنها تركز على مرحلة المداومة، وهي المرحلة التي يتلقى فيها المرضى علاجاً أقل كثافة بعد العلاج الأولي. يهدف العلاج في هذه المرحلة إلى منع عودة السرطان أو تأخير تطوره. غالباً ما يكون العلاج الكيميائي جزءاً من هذا العلاج، ولكنه يحمل معه آثاراً جانبية كبيرة.

بالإضافة إلى ذلك، تشير الأبحاث الحديثة إلى أهمية العلاج الموجه، مثل توكيسا، في تحسين نتائج العلاج وتقليل الآثار الجانبية. العلاج الموجه يستهدف على وجه التحديد الخلايا السرطانية، مما يقلل من الضرر الذي يلحق بالخلايا السليمة. وهذا يمثل تقدماً كبيراً في علاج الأورام الخبيثة.

تعتبر هذه الدراسة خطوة مهمة نحو تحسين الرعاية الصحية للمصابات بسرطان الثدي النقيلي الإيجابي لبروتين HER2. وتشير النتائج إلى أن توكيسا يمكن أن يكون إضافة قيمة إلى خطط العلاج الحالية، مما يساعد على إطالة عمر المريضات وتحسين نوعية حياتهن. كما أن هذه النتائج قد تؤدي إلى تطوير علاجات جديدة وأكثر فعالية لهذا النوع من السرطان.

من المتوقع أن تقدم شركة فايزر هذه البيانات إلى الهيئات التنظيمية في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) والوكالة الأوروبية للأدوية (EMA)، للحصول على موافقة على استخدام توكيسا في علاج سرطان الثدي النقيلي الإيجابي لبروتين HER2. من المرجح أن يتم اتخاذ قرار بشأن الموافقة في غضون عام. سيكون من المهم مراقبة هذه التطورات لمعرفة ما إذا كان توكيسا سيصبح خياراً علاجياً قياسياً للمريضات المصابات بهذا المرض.

شاركها.