هجوم إرهابي مروع استهدف احتفالًا بذكرى حانوكاه في منطقة بوندي بيتش في سيدني، أستراليا، أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 15 شخصًا، من بينهم فتاة تبلغ من العمر 10 سنوات وناجية من الهولوكوست وزوجان مسنان. وقد أثار هذا هجوم بوندي صدمة وغضبًا على نطاق واسع، وأدانته دول ومنظمات حول العالم. وتعتبر هذه الحادثة الأكثر دموية في أستراليا منذ سنوات.

وقد حددت السلطات الأسترالية الجناة بأنهما أب وابنه، وأشارت إلى أن الهجوم استلهم من تنظيم داعش الإرهابي. قُتل الأب في مكان الحادث، بينما أُصيب الابن بجروح خطيرة وألقي القبض عليه لتلقي العلاج.

تفاصيل الضحايا في هجوم بوندي المأساوي

الضحايا الأبرياء الذين قضوا في هذا الهجوم المروع ينتمون إلى خلفيات متنوعة، لكنهم جميعًا كانوا يحتفلون بذكرى حانوكاه في مكان عام. وقد سلطت التقارير الضوء على قصصهم المؤثرة، مما زاد من الحزن والغضب العام.

مطيلدا بريتفان: أصغر الضحايا

كانت مطيلدا بريتفان، البالغة من العمر 10 سنوات، أصغر ضحايا الهجوم. وصفتها عمتها، لينا تشيرنيخ، بأنها “طفلة سعيدة” و”منفتحة القلب”، وأنها كانت “مثل الشمس أينما ذهبت”. قُتلت مطيلدا أمام شقيقتها الصغرى، التي كانت معهما في الاحتفال. وقد أطلقت حملة لجمع التبرعات تكريمًا لذكراها.

أليكس كليتمان: بطل من الهولوكوست

أليكس كليتمان، البالغ من العمر 87 عامًا، كان ناجيًا من الهولوكوست من أوكرانيا. كان يحتفل بذكرى حانوكاه مع زوجته، لاريسا كليتمان، وهي أيضًا ناجية من الهولوكوست، عندما بدأ الهجوم. وفقًا لمنظمة تشباد اليهودية الدولية، فقد ضحى أليكس بحياته لحماية زوجته من رصاص المهاجمين. وقد تركت لاريسا، التي تبلغ من العمر 87 عامًا، 11 حفيدًا.

الحاخام إلي شلانجر: قائد مجتمعي

كان الحاخام إلي شلانجر مساعدًا للحاخام في تشباد بوندي، ولعب دورًا رئيسيًا في تنظيم فعالية “حانوكاه بجانب البحر”. وقد عمل كحاخام وكاهن روحي لمجتمع بوندي لمدة 18 عامًا. قبل الهجوم بوقت قصير، كتب رسالة إلى رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز، وحثه على “عدم خيانة الشعب اليهودي”.

بوريس وصوفيا جورمان: تدخل بطولي

بوريس وصوفيا جورمان، وهما زوجان يهوديان روسيان، واجها أحد المهاجمين قبل بدء الهجوم. تمكنا من نزع سلاحه مؤقتًا، لكن المهاجم تمكن من الحصول على بندقية أخرى وقتل الزوجين. كان بوريس وصوفيا على وشك الاحتفال بذكرى زواجهما الـ 35 في يناير، وكذلك عيد ميلاد صوفيا الـ 62 في 17 ديسمبر.

إديث بروتمن: مناضلة ضد التحيز

كانت إديث بروتمن نائبة رئيس لجنة لمكافحة التحيز والتمييز في B’nai B’rith New South Wales. وصفها زملاؤها بأنها “سيدة ذكية جدًا” و”متحمسة للتعامل مع التحيز والتمييز”.

الحاخام يعقوب ليفيتان: عضو فعال في المجتمع

كان الحاخام يعقوب ليفيتان سكرتيرًا لـ Sydney Beth Din (محكمة حاخامية) وكان “مشاركًا بعمق في عمليات تشباد في سيدني”. وقد وصفته تشباد بأنه “منسق شعبي” لأنشطتها في سيدني.

دان إلكايام: رياضي شاب

دان إلكايام، البالغ من العمر 27 عامًا، وهو مواطن فرنسي، كان لاعب كرة قدم في نادي Rockdale Ilinden Football Club. وقد أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ووزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو وفاته. وكان إلكايام “يحب أسلوب الحياة الأسترالي” و”كان شغوفًا بكرة القدم”.

بيتر ماغير: مصور متقاعد

كان بيتر ماغير رقيب شرطة متقاعدًا في شرطة نيو ساوث ويلز وعضوًا في نادي Randwick Rugby. كان يعمل كمصور مستقل في فعالية حانوكاه. وصفه زملاؤه بأنه “شخصية محبوبة وأسطورة مطلقة” في النادي.

ريوفن موريسون: محاولة لإنقاذ الآخرين

ريوفن موريسون، البالغ من العمر 62 عامًا، هاجر من الاتحاد السوفيتي إلى أستراليا. حاول حماية مجتمعه من المهاجمين، على الرغم من أنه كان أعزلًا. وقد اندفع نحو المهاجمين وألقى شيئًا عليهم.

ماريكا بوجاني: متطوعة مخلصة

كانت ماريكا بوجاني، البالغة من العمر 82 عامًا، عضوة في COA Sydney، وهي خدمة تطوعية لكبار السن اليهود. وقد عملت كمتطوعة لمدة 29 عامًا، وقدمت أكثر من 12000 وجبة كوشير للمنازل.

التحقيق والتداعيات

تجري السلطات الأسترالية تحقيقًا شاملاً في الهجوم، وتسعى إلى تحديد جميع المتورطين والدوافع الكامنة وراءه. وقد أعلنت الحكومة عن تعزيز الإجراءات الأمنية في جميع المراكز اليهودية في جميع أنحاء البلاد. بالإضافة إلى ذلك، هناك نقاش متزايد حول مكافحة معاداة السامية والتطرف العنيف في أستراليا.

من المتوقع أن تستمر التحقيقات في الأيام والأسابيع المقبلة، مع التركيز على جمع الأدلة وتحليل الاتصالات وتحديد أي شبكات دعم محتملة للمهاجمين. ومن غير الواضح حتى الآن ما إذا كان الهجوم جزءًا من مؤامرة أوسع، أو ما إذا كان عملًا فرديًا. ومع ذلك، فإن السلطات تعامل الأمر بجدية بالغة وتتخذ جميع الاحتياطات اللازمة لضمان سلامة المجتمع.

شاركها.