الخلاف بين المخرج روب رينر والرئيس دونالد ترامب كان تاريخًا مضطربًا امتد لسنوات، وتصاعد بعد وفاة رينر وزوجته بشكل مأساوي في ديسمبر 2025. هذا المقال يستعرض تطور العلاقة بينهما، بدءًا من تعاون زوجة روب، ميشيل سينجر رينر، مع ترامب في الماضي، وصولًا إلى الانتقادات اللاذعة التي وجهها رينر للرئيس السابق، ورد ترامب المثير للجدل بعد وفاتهما.

بدأت القصة في عام 1987 عندما عملت ميشيل سينجر رينر كمصورة فوتوغرافية، وقامت بتصوير غلاف كتاب ترامب “فن التفاوض”. لاحقًا، تزوجت ميشيل من روب رينر في عام 1989، لكن علاقتهما بترامب لم تتطور بشكل كبير حتى انتخاب ترامب رئيسًا في عام 2016. منذ ذلك الحين، أصبح روب رينر، الناشط السياسي الليبرالي، منتقدًا صريحًا لترامب وإدارته.

تطور الخلاف: من التعاون إلى الانتقاد اللاذع

بعد انتخاب ترامب، بدأ رينر في التعبير عن معارضته الشديدة لسياساته. في مقابلة مع مجلة “فارايتي” عام 2017، وصف رينر ترامب بأنه “أقل شخص مؤهل على الإطلاق لتولي رئاسة الولايات المتحدة”، وأشار إلى أنه “غير لائق عقليًا” و”لا يفهم كيفية عمل الحكومة”. هذه التصريحات كانت بداية تصاعد الخلاف العلني بينهما.

في عام 2017، كشف رينر عن تفاصيل مثيرة حول تعاون زوجته مع ترامب. أوضح في برنامج “Off Message” على قناة “بوليتيكو” أن ميشيل كانت تصور غلاف الكتاب على مبنى شاهق، وأن ترامب كان مهتمًا بشكل خاص بتصفيفة شعره، حيث طلب “بخاخ الشعر الخاص” للحفاظ عليها. وصف رينر ترامب بأنه كان “دائمًا أكبر من الحياة” و”جذابًا بطريقة المشاهير”.

تصريحات رينر المتتالية

في عام 2018، مازح رينر في مقابلة مع صحيفة “الغارديان” قائلاً إن زوجته “لديها الكثير لتكفيره” بسبب عملها مع ترامب. وفي عام 2023، عندما أعلن ترامب عن ترشحه للرئاسة مرة أخرى، أكد رينر على اعتقاده بأن ترامب لا يزال غير مؤهل للمنصب. وقال لراديو “MS NOW” إن ترامب “يعلن صراحة أنه سيحكم بطريقة سلطوية”، وتساءل عما إذا كان الأمريكيون يريدون “الفاشية” أم “الاستمرار في 248 عامًا من الحكم الذاتي والديمقراطية”.

تصاعدت حدة الخلاف بعد وفاة روب وميشيل رينر في ديسمبر 2025. وفقًا لتقارير الشرطة، توفيا إثر طعنات، وتم القبض على ابنهما نيك بتهمة القتل. رد ترامب على هذه الأخبار بتوجيه انتقادات لاذعة لرينر، متهماً إياه بـ “هوس مرضي” تجاهه.

نشر ترامب عبر منصته “Truth Social” رسالة وصف فيها وفاة رينر بأنها “أمر حزين للغاية”، واتهمه بـ “إثارة جنون الآخرين” بسبب “هوسه الجامح” به. كما أشار إلى أن إدارة ترامب حققت “عصرًا ذهبيًا لأمريكا”.

أثارت تصريحات ترامب غضب العديد من النجوم والشخصيات السياسية، الذين أدانوا رد فعله المثير للجدل. لكن ترامب دافع عن موقفه، مؤكدًا أنه “لم يكن من محبي رينر على الإطلاق” وأنه كان “شخصًا مهووسًا”. وأضاف أنه يعتقد أن رينر كان “سيئًا لبلدنا”.

التحقيقات في جريمة القتل لا تزال جارية، ومن المتوقع أن يتم تقديم نيك رينر إلى المحاكمة قريبًا. من غير الواضح ما إذا كانت تصريحات ترامب ستؤثر على سير التحقيقات أو على الرأي العام. يبقى أن نرى كيف ستتطور هذه القضية في المستقبل، وما إذا كانت ستؤدي إلى مزيد من التصعيد في الخلاف السياسي.

من المرجح أن تستمر المناقشات حول هذه القضية في الأيام والأسابيع القادمة، مع التركيز على دوافع القتل وعلاقة نيك رينر بوالديه. كما من المتوقع أن يستمر الجدل حول تصريحات ترامب وردود الأفعال عليها، مما يعكس الانقسامات السياسية العميقة في المجتمع الأمريكي.

شاركها.