شاركت وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات في فعاليات منتدى “تعهيد الأعمال والتقنية 2025” الذي أقيم في مدينة بريدة مؤخرًا. تهدف المشاركة إلى تسليط الضوء على جهود المملكة في تطوير قطاع تعهيد الأعمال وجعله أكثر تنافسية، بالإضافة إلى دعم الكفاءات الوطنية وتمكين الشركات السعودية ضمن منظومة رقمية متكاملة. يمثل المنتدى منصة مهمة لتبادل الخبرات والمعرفة في مجال الخدمات الرقمية والتقنية.
عُقد المنتدى على مدار يومين في مركز الملك عبد العزيز للمؤتمرات في بريدة، وشهد حضورًا واسعًا من ممثلي الشركات المحلية والإقليمية، والخبراء في مجال تقنية المعلومات، والمهتمين بقطاع الأعمال. ركز المنتدى على استعراض أحدث الاتجاهات في تعهيد الأعمال، والتحديات التي تواجه هذا القطاع، والفرص المتاحة للنمو والتوسع. أكد المشاركون على أهمية الاستثمار في تطوير المهارات الرقمية وتعزيز الابتكار.
أهمية تطوير قطاع تعهيد الأعمال في المملكة
تولي المملكة العربية السعودية اهتمامًا متزايدًا بتطوير قطاع تعهيد الأعمال كجزء من رؤية 2030، التي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على النفط. يعتبر هذا القطاع محركًا رئيسيًا للنمو الاقتصادي، حيث يوفر فرص عمل جديدة ويساهم في زيادة الإنتاجية والكفاءة في مختلف القطاعات.
دعم الكفاءات الوطنية
أوضحت وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات أن مشاركتها في المنتدى تهدف أيضًا إلى دعم الكفاءات الوطنية في مجال التقنية، وتأهيلها لتلبية احتياجات سوق العمل المتغيرة. تتضمن هذه الجهود توفير برامج تدريبية متخصصة، ومنح الشهادات المهنية المعتمدة، وربط الخريجين بفرص العمل المتاحة في الشركات العاملة في قطاع تعهيد الأعمال.
تعزيز القدرة التنافسية للشركات السعودية
تسعى المملكة إلى تعزيز القدرة التنافسية للشركات السعودية في مجال الخدمات الرقمية، وتمكينها من تقديم خدمات عالية الجودة بأسعار تنافسية. يشمل ذلك توفير الدعم المالي والفني، وتسهيل الإجراءات الحكومية، وتحسين البنية التحتية للاتصالات وتقنية المعلومات. تُشجع الحكومة الشركات على تبني أحدث التقنيات والابتكارات.
خلال المنتدى، تم عرض العديد من الدراسات والتقارير التي تؤكد على النمو المتسارع لقطاع تعهيد الأعمال على مستوى العالم. يشير التقرير الصادر عن جمعية تعهيد العمليات التجارية (IAOP) إلى أن حجم سوق التعهيد العالمي يتجاوز تريليون دولار أمريكي، ويتوقع أن يستمر في النمو خلال السنوات القادمة. هذه الزيادة مدفوعة بالتحول الرقمي المتسارع، وتزايد الطلب على الخدمات المتخصصة.
ركز النقاش على أهمية الأمن السيبراني في عمليات التعهيد، حيث تتعامل الشركات مع كميات كبيرة من البيانات الحساسة. أكد الخبراء على ضرورة تطبيق أفضل الممارسات والمعايير الأمنية لحماية هذه البيانات من الاختراق والتهديدات السيبرانية. يشمل ذلك استخدام تقنيات التشفير، وتطبيق إجراءات التحكم في الوصول، وإجراء عمليات تدقيق أمنية منتظمة. هذا الأمر له صلة قوية بمجال التحول الرقمي.
بالإضافة إلى ذلك، تم استعراض أهمية الذكاء الاصطناعي وتحليلات البيانات في تحسين عمليات التعهيد وزيادة الكفاءة. يمكن استخدام هذه التقنيات لأتمتة المهام المتكررة، وتحسين جودة الخدمة، واتخاذ قرارات أفضل. ولفت المشاركون إلى ضرورة الاستثمار في تطوير البنية التحتية اللازمة لدعم هذه التقنيات.
شهد المنتدى أيضًا توقيع العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين الشركات العاملة في قطاع تعهيد الأعمال، بهدف تعزيز التعاون وتبادل الخبرات. حسبما أفادت وكالة الأنباء السعودية، تهدف هذه الاتفاقيات إلى تطوير حلول مبتكرة تلبي احتياجات السوق المتغيرة، وتساهم في تحقيق أهداف رؤية 2030.
وعلى هامش المنتدى، نظمت وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات ورش عمل وندوات متخصصة، استهدفت رواد الأعمال والمهتمين بقطاع التعهيد. تناولت هذه الورش العمل موضوعات مختلفة، مثل كيفية إنشاء شركة تعهيد ناجحة، وكيفية الحصول على التمويل، وكيفية التسويق لخدمات التعهيد. كما تم تقديم استشارات فردية للشركات الناشئة.
تعتبر مدينة بريدة مركزًا إقليميًا هامًا للخدمات اللوجستية والتقنية؛ مما يجعلها موقعًا مثاليًا لاستضافة مثل هذا المنتدى. تسعى المنطقة إلى جذب المزيد من الاستثمارات في قطاع التعهيد، وتوفير فرص عمل جديدة للشباب. وتشير التقارير إلى وجود زيادة ملحوظة في عدد الشركات العاملة في قطاع تقنية المعلومات في المنطقة.
في الختام، تُمثل مشاركة وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات في منتدى “تعهيد الأعمال والتقنية 2025” خطوة مهمة نحو تطوير هذا القطاع الحيوي وتعزيز مكانة المملكة كمركز إقليمي رائد للخدمات الرقمية. من المتوقع أن تعلن الوزارة عن خطط ومبادرات جديدة خلال الأشهر القادمة لدعم هذا القطاع، مع التركيز على تطوير المهارات الوطنية وتشجيع الابتكار. يبقى التحدي في تكييف السياسات مع السرعة المتزايدة للابتكار في مجال التكنولوجيا و الخدمات الرقمية.




