أطلقت منصة ريديت (Reddit) تحديًا قانونيًا ضد قانون أسترالي جديد يهدف إلى حماية الأطفال عبر الإنترنت. القانون، الذي دخل حيز التنفيذ مؤخرًا، يمنع المستخدمين دون سن 16 عامًا من إنشاء حسابات على العديد من منصات التواصل الاجتماعي الرئيسية، بما في ذلك ريديت. وتعتبر هذه الخطوة تصعيدًا في الجدل الدائر حول تنظيم وسائل التواصل الاجتماعي وحماية القاصرين.
جاء هذا التحدي القانوني بعد أيام قليلة من تطبيق القانون الجديد، والذي يفرض على المنصات التحقق من أعمار المستخدمين. وتهدد المخالفة بغرامات مالية كبيرة تصل إلى 49.5 مليون دولار أسترالي. وتأتي هذه التطورات في وقت يزداد فيه القلق بشأن تأثير منصات التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية للأطفال والشباب.
تحدي ريديت القانوني: حرية التعبير والخصوصية
تدعي ريديت في دعواها المقدمة إلى المحكمة العليا الأسترالية أن القانون ينتهك حرية التعبير السياسي ويشكل خطرًا على خصوصية المستخدمين. وتشير المنصة إلى أن غالبية مستخدميها بالغون، وأنها لا تستهدف الأطفال بالإعلانات.
وفقًا لريديت، فإن القانون يطبق عليها بشكل غير عادل مقارنة بمنصات أخرى. وأوضحت المنصة أنها كانت قد طبقت بالفعل تصنيفًا عمريًا “+17” في متجر تطبيقات آبل قبل دخول القانون حيز التنفيذ.
رد فعل الحكومة الأسترالية
رد وزير الصحة الأسترالي، مارك بتلر، على التحدي القانوني، واتهم ريديت بتفضيل الربح على سلامة المستخدمين. وأكد أن الحكومة ستدافع بقوة عن القانون الجديد.
وأضاف بتلر أن الشركات التي تحقق أرباحًا كبيرة من المنتجات التي قد تكون ضارة غالبًا ما تتحدى القوانين التي تهدف إلى حماية المواطنين. واعتبر أن الادعاء بأن القانون يحد من الحريات السياسية للشباب هو “هراء”.
الخلفية والتداعيات المحتملة لتنظيم وسائل التواصل الاجتماعي
يأتي هذا القانون في سياق عالمي متزايد من التدقيق في تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على المجتمع، وخاصة على الأطفال. تزايدت الدعوات لتنظيم هذه المنصات بشكل أكثر فعالية لحماية المستخدمين من المحتوى الضار والتنمر الإلكتروني والإدمان.
تعتبر أستراليا من بين الدول الرائدة في محاولة تنظيم منصات التواصل الاجتماعي. وقد أثار القانون الجديد جدلاً واسعًا بين شركات التكنولوجيا وخبراء الخصوصية وحقوق الإنسان.
بالإضافة إلى ذلك، يثير القانون تساؤلات حول فعالية آليات التحقق من العمر عبر الإنترنت. وتواجه الشركات تحديات كبيرة في التحقق من أعمار المستخدمين بشكل دقيق وموثوق، خاصة في ظل استخدام العديد من المستخدمين لأسماء مستعارة أو معلومات خاطئة.
الخطوات التالية والمستقبل
من المتوقع أن تبدأ المحكمة العليا الأسترالية في النظر في القضية في الأشهر المقبلة. وستكون نتيجة هذه القضية ذات أهمية كبيرة لمستقبل تنظيم وسائل التواصل الاجتماعي في أستراليا وخارجها.
يجب على الشركات المتأثرة بالقانون الالتزام بمتطلبات التحقق من العمر بحلول الموعد النهائي المحدد، وهو بعد عام من دخول القانون حيز التنفيذ. وسيكون من المهم مراقبة كيفية تنفيذ هذه المتطلبات وما إذا كانت ستكون فعالة في حماية الأطفال عبر الإنترنت.
في الوقت الحالي، لا يزال من غير الواضح كيف ستتطور هذه القضية، وما إذا كانت ستؤدي إلى تغييرات في القانون أو في ممارسات شركات وسائل التواصل الاجتماعي.






