أطلقت أمانة منطقة المدينة المنورة مشروع “مسارات شوران“، وهو مبادرة حضرية تهدف إلى تحسين تجربة المشاة وتعزيز الأنسنة في المدينة المقدسة. يركز المشروع على تطوير شبكة من الممرات الآمنة والمريحة التي تربط بين المواقع الدينية والتجارية والترفيهية الرئيسية، مع إعطاء الأولوية لتوفير بيئة صديقة للمشاة. بدأ العمل في المشروع في الربع الأول من عام 2024، ويشمل مناطق متعددة في المدينة المنورة.

يهدف المشروع إلى معالجة التحديات المتعلقة بالازدحام المروري وصعوبة التنقل للمشاة، خاصة خلال مواسم الذروة مثل الحج والعمرة. تعتبر المدينة المنورة من أسرع المدن نموًا في المملكة العربية السعودية، مما يزيد من الضغط على البنية التحتية الحالية. “مسارات شوران” يمثل جزءًا من جهود أوسع لتطوير المدينة لتلبية احتياجات الزوار والمقيمين على حد سواء.

أهمية **مسارات شوران** في تحقيق رؤية المدينة المنورة

تأتي أهمية هذا المشروع في سياق رؤية المملكة 2030، التي تولي اهتمامًا خاصًا بتحسين جودة الحياة في المدن السعودية. تسعى الرؤية إلى جعل المدن أكثر استدامة وجاذبية للسكان والزوار، مع التركيز على تعزيز المشي والأنشطة البدنية. يعتبر تطوير البنية التحتية للمشاة، مثل “مسارات شوران”، أمرًا ضروريًا لتحقيق هذه الأهداف.

عناصر المشروع الرئيسية

يشمل مشروع “مسارات شوران” عدة عناصر رئيسية تهدف إلى تحقيق الأهداف المرجوة. يتضمن ذلك إنشاء ممرات مشاة عريضة ومظللة، وتوفير مقاعد للراحة، وتركيب إضاءة مناسبة لضمان السلامة في الليل. بالإضافة إلى ذلك، يركز المشروع على تحسين إمكانية الوصول لذوي الاحتياجات الخاصة.

كما يشمل المشروع تطوير المساحات الخضراء على طول الممرات، وزراعة الأشجار والنباتات لتوفير بيئة مريحة وجذابة. تهدف هذه الجهود إلى تحسين جودة الهواء وتقليل تأثير الحرارة في المدينة. وتشير التقارير إلى أن استخدام مواد صديقة للبيئة في بناء الممرات هو جزء أساسي من استراتيجية الاستدامة للمشروع.

التكامل مع شبكة النقل العام

يولي المشروع اهتمامًا خاصًا بالتكامل مع شبكة النقل العام في المدينة المنورة. يهدف إلى تسهيل الوصول إلى محطات الحافلات والقطارات من خلال توفير ممرات مشاة آمنة ومريحة. هذا التكامل سيشجع السكان والزوار على استخدام وسائل النقل العام، مما سيساهم في تقليل الازدحام المروري والانبعاثات الكربونية.

بالإضافة إلى ذلك، يخطط المشروع لربط “مسارات شوران” بشبكة الدراجات الهوائية التي يجري تطويرها في المدينة. هذا الربط سيوفر خيارات تنقل متعددة ومستدامة للسكان والزوار. وتعتبر هذه الخطوة جزءًا من جهود أوسع لتعزيز مفهوم التنقل المتكامل في المدينة المنورة.

التحديات المحتملة وتنفيذ المشروع

على الرغم من الفوائد المتوقعة، يواجه مشروع “مسارات شوران” بعض التحديات المحتملة. أحد هذه التحديات هو الحاجة إلى تنسيق الجهود بين مختلف الجهات الحكومية المعنية، مثل أمانة المدينة المنورة ووزارة النقل وهيئة تطوير المدينة المنورة. يتطلب التنفيذ الناجح للمشروع تعاونًا وثيقًا بين هذه الجهات.

بالإضافة إلى ذلك، قد تواجه عملية البناء بعض العقبات اللوجستية، مثل الحاجة إلى إغلاق بعض الطرق أو تعطيل حركة المرور. تتخذ الأمانة خطوات لتخفيف هذه الآثار، مثل توفير طرق بديلة وإعلام الجمهور مسبقًا بأي إغلاقات محتملة. وتشير التقديرات الأولية إلى أن المشروع سيستغرق حوالي 3 سنوات لإكماله.

تعتبر إدارة حركة المشاة خلال مواسم الذروة تحديًا آخر. يتطلب ذلك توفير تدابير أمنية إضافية وتوجيه المشاة بشكل فعال. تخطط الأمانة لاستخدام التكنولوجيا، مثل أنظمة المراقبة الذكية، لمساعدة في إدارة حركة المشاة وضمان سلامة الجميع. وتشمل التحديات أيضًا الحفاظ على نظافة الممرات وصيانتها بشكل دوري.

تأثير المشروع على السياحة والاقتصاد المحلي

من المتوقع أن يكون لمشروع “مسارات شوران” تأثير إيجابي على السياحة والاقتصاد المحلي في المدينة المنورة. من خلال تحسين تجربة المشاة، سيشجع المشروع الزوار على استكشاف المدينة بشكل أكبر وقضاء المزيد من الوقت في المناطق التجارية والترفيهية. هذا سيؤدي إلى زيادة الإنفاق السياحي ودعم الشركات المحلية.

علاوة على ذلك، قد يجذب المشروع المزيد من الاستثمارات في قطاع العقارات والتطوير العمراني. من المرجح أن يفضل المستثمرون بناء الفنادق والمتاجر والمطاعم بالقرب من “مسارات شوران”، مما سيساهم في خلق فرص عمل جديدة وتعزيز النمو الاقتصادي. وتشير الدراسات إلى أن تطوير البنية التحتية للمشاة يمكن أن يزيد من قيمة العقارات المحيطة.

بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن يساهم المشروع في تعزيز صورة المدينة المنورة كوجهة سياحية عالمية المستوى. من خلال توفير بيئة حضرية حديثة ومريحة، سيجذب المشروع المزيد من الزوار من جميع أنحاء العالم. وتعتبر هذه الخطوة جزءًا من جهود أوسع لتنويع مصادر الدخل في المدينة وتقليل الاعتماد على النفط. وتشير التوقعات إلى زيادة عدد الزوار بنسبة ملحوظة بعد اكتمال المشروع.

في الختام، يمثل مشروع “مسارات شوران” خطوة مهمة نحو تحقيق رؤية المدينة المنورة كمدينة حديثة ومستدامة وصديقة للمشاة. من المتوقع أن يتم الانتهاء من المرحلة الأولى من المشروع بحلول نهاية عام 2026، مع استمرار العمل على المراحل اللاحقة. يبقى من المهم مراقبة التحديات المحتملة وتقييم تأثير المشروع على السياحة والاقتصاد المحلي بشكل مستمر لضمان تحقيق أهدافه المرجوة. سيتم الإعلان عن تفاصيل إضافية حول مراحل التنفيذ والجدول الزمني للمشروع في الأشهر القادمة.

شاركها.