حذرت الجمعية الألمانية لأمراض الجهاز الهضمي والأيض من أن القيء الأخضر أو المائل إلى الأصفر قد يكون علامة تحذيرية خطيرة تشير إلى انسداد الأمعاء الدقيقة، وهي حالة طبية طارئة تهدد الحياة. وأكدت الجمعية على أهمية طلب المساعدة الطبية الفورية عند الاشتباه بهذه الحالة، خاصةً إذا ظهرت أعراض أخرى مصاحبة.
يحدث انسداد الأمعاء الدقيقة عندما يُعيق شيء ما مرور الطعام والسوائل عبر الأمعاء الدقيقة. يمكن أن يكون هذا الانسداد ناتجًا عن مجموعة متنوعة من العوامل، مما يستدعي تقييمًا طبيًا سريعًا لتحديد السبب وتقديم العلاج المناسب. التأخير في العلاج قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة.
أسباب انسداد الأمعاء
وفقًا للجمعية الألمانية، يمكن أن يعزى انسداد الأمعاء الدقيقة إلى عدة أسباب، بدءًا من الحالات المزمنة وصولًا إلى المشكلات الطارئة. من بين هذه الأسباب تضيق الأمعاء نتيجة التهابات مزمنة في الأمعاء، مما يعيق حركة المحتويات الطبيعية.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تلعب الأورام دورًا في التسبب بالانسداد، سواء كانت أورامًا حميدة أو خبيثة. كما أن وجود حصوات في المرارة قد يؤدي إلى انسداد الأمعاء في بعض الحالات، بالإضافة إلى اضطرابات الدورة الدموية التي تقلل من تدفق الدم إلى الأمعاء.
في بعض الأحيان، يحدث الانسداد نتيجة انحباس الأمعاء، وهي حالة تتلوى فيها الأمعاء حول نفسها. وأخيرًا، يمكن أن يكون التهاب تجويف البطن سببًا آخر لـانسداد الأمعاء الدقيقة، حيث يؤدي الالتهاب إلى تورم الأنسجة وتضييق المسارات.
الأعراض المصاحبة للقيء الأخضر
أشارت الجمعية إلى أن لون القيء الأخضر المائل للأصفر ليس العرض الوحيد الذي يجب الانتباه إليه. يجب على المرضى أيضًا مراقبة ظهور ألم شديد في البطن، والذي قد يكون متقطعًا أو مستمرًا.
تصلب البطن هو عرض آخر مثير للقلق، حيث تصبح جدران البطن صلبة وغير مرنة عند اللمس. كما أن وجود دم في القيء يعتبر علامة خطر تتطلب تدخلًا طبيًا فوريًا. وأخيرًا، قد يشير تقيؤ البراز إلى انسداد كامل في الأمعاء.
تشخيص وعلاج انسداد الأمعاء
يعتمد تشخيص انسداد الأمعاء الدقيقة على الفحص السريري للمريض، بالإضافة إلى إجراء فحوصات تصويرية مثل الأشعة السينية أو التصوير المقطعي المحوسب (CT scan). تهدف هذه الفحوصات إلى تحديد موقع الانسداد وسببه.
أما العلاج، فيختلف تبعًا لسبب الانسداد وشدته. في بعض الحالات، قد يكون العلاج المحافظ كافيًا، ويشمل إدخال أنبوب من خلال الأنف إلى المعدة لتفريغ السوائل والغازات. ومع ذلك، في حالات الانسداد الشديد أو المعقد، قد يكون التدخل الجراحي ضروريًا لإزالة الانسداد وإصلاح الأمعاء.
تتوقع الجمعية الألمانية لأمراض الجهاز الهضمي والأيض إصدار المزيد من التوجيهات حول الوقاية من انسداد الأمعاء في الأشهر القادمة، مع التركيز على أهمية الكشف المبكر عن الأمراض المزمنة التي قد تزيد من خطر الإصابة. كما أن الأبحاث مستمرة لفهم أفضل للعوامل التي تساهم في تطور هذا الانسداد، بهدف تطوير علاجات أكثر فعالية وأقل تدخلًا.






