تستضيف تركيا خلال عام 2026 ثلاثة أحداث دولية كبرى، وهي قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ومؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 31)، بالإضافة إلى قمة منظمة الدول التركية. وتُعد هذه الاستضافات بمثابة فرصة لتركيا لتعزيز دورها الإقليمي والدولي، وتأكيد مكانتها كلاعب رئيسي في القضايا العالمية، بما في ذلك قضايا الأمن والمناخ والتعاون الإقليمي. وتشكل استضافة تركيا لهذه القمم علامة فارقة في مسيرتها الدبلوماسية.

ومن المقرر أن تعقد قمة حلف شمال الأطلسي في العاصمة أنقرة في يوليو/تموز 2026. تأتي هذه القمة في وقت تلعب فيه تركيا دورًا نشطًا داخل الحلف، وفي العديد من القضايا الإقليمية والدولية، بما في ذلك الحرب الروسية الأوكرانية. ويُتوقع أن تركز المناقشات على تعزيز الأمن الجماعي، ومواجهة التحديات الأمنية المتزايدة في المنطقة، وتنسيق الجهود لمواجهة التهديدات الإرهابية.

استضافة تركيا لمؤتمر كوب 31 للمناخ

بالإضافة إلى قمة الناتو، ستحتضن تركيا مؤتمر الأطراف الـ 31 (كوب 31) للمناخ في إسطنبول، مع إقامة الفعاليات الرئيسية في مدينة أنطاليا الساحلية. جاء هذا القرار بعد اتفاق رسمي أنهى أزمة استمرت منذ عام 2022 حول مكان انعقاد محادثات الأمم المتحدة بشأن المناخ، حيث تنافست تركيا وأستراليا على الاستضافة. ويعتبر هذا المؤتمر فرصة لتركيا لإبراز جهودها في مجال مكافحة تغير المناخ، وتعزيز التعاون الدولي في هذا المجال.

تُعد “كوب” اختصارًا لمؤتمر الأطراف، وهو القمة السنوية للمناخ التي تعقدها الأمم المتحدة بموجب اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ. تهدف هذه المؤتمرات إلى التفاوض حول كيفية الحد من الاحتباس الحراري، وخفض انبعاثات غازات الدفيئة، وتقديم الدعم للمجتمعات المتضررة من آثار تغير المناخ. وتشارك في هذه المؤتمرات دول العالم، بالإضافة إلى خبراء وناشطين ومنظمات بيئية.

أهمية استضافة تركيا للمؤتمرات الدولية

تأتي استضافة تركيا لهذه المؤتمرات في ظل سياق إقليمي ودولي معقد. فمن ناحية، تواجه المنطقة تحديات أمنية متزايدة، بما في ذلك الصراعات الإقليمية والتهديدات الإرهابية. ومن ناحية أخرى، يشهد العالم تداعيات خطيرة لتغير المناخ، مثل ارتفاع درجات الحرارة والجفاف والفيضانات. وبالتالي، فإن استضافة هذه المؤتمرات تتيح لتركيا لعب دور فعال في معالجة هذه التحديات، وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.

وتشكل قمة منظمة الدول التركية، التي ستستضيفها تركيا أيضًا في عام 2026، فرصة لتعزيز التعاون بين الدول الناطقة بالتركية في مختلف المجالات، بما في ذلك السياسة والاقتصاد والثقافة. تأسست هذه المنظمة في عام 2009، وتضم حاليًا خمس دول أعضاء هي تركيا وأذربيجان وكازاخستان وقرغيزستان وأوزبكستان، بالإضافة إلى تركمانستان والمجر وجمهورية شمال قبرص التركية بصفة مراقب.

وتعتبر تركيا من بين الدول الأكثر تأثراً بتغير المناخ، حيث تشهد ارتفاعًا في درجات الحرارة وتراجعًا في هطول الأمطار. لذلك، فإن استضافة مؤتمر كوب 31 تمثل فرصة لتركيا لإبراز التحديات التي تواجهها، والدعوة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة تغير المناخ. كما أنها فرصة لتركيا لتقديم حلول مبتكرة ومستدامة للتخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف معه.

بالإضافة إلى ذلك، فإن استضافة هذه القمم تعزز مكانة تركيا كمركز إقليمي ودولي هام، وتساهم في جذب الاستثمارات وتعزيز السياحة. كما أنها تتيح لتركيا تبادل الخبرات والمعرفة مع الدول الأخرى، وتعزيز التعاون في مختلف المجالات. وتشير التقديرات إلى أن هذه المؤتمرات ستجذب آلاف الزوار من جميع أنحاء العالم، مما سيساهم في تعزيز الاقتصاد التركي.

من المتوقع أن تعلن تركيا عن تفاصيل تنظيمية أكثر تحديدًا لهذه القمم في الأشهر المقبلة، بما في ذلك جدول الأعمال والمشاركين المتوقعين. وستعمل الحكومة التركية على ضمان نجاح هذه الأحداث، وتوفير جميع التسهيلات اللازمة للزوار والمشاركين. وستراقب الأوساط الدولية عن كثب هذه الاستضافات، وتقييم تأثيرها على السياسة الإقليمية والدولية.

شاركها.