مع انخفاض درجات الحرارة في مختلف مناطق المملكة العربية السعودية، أصدرت المديرية العامة للدفاع المدني تحذيرات هامة بشأن وسائل التدفئة وسبل استخدامها الآمن، وذلك بهدف الحفاظ على سلامة الأفراد وخاصة الأطفال. جاء هذا الإعلان عبر منصة (إكس) في محاولة للحد من الحوادث المحتملة المرتبطة بالتدفئة خلال فصل الشتاء. وتأتي هذه التوجيهات في أعقاب تقارير عن زيادة الطلب على أجهزة التدفئة المختلفة.

التحذيرات الصادرة عن الدفاع المدني تشمل التأكيد على ضرورة إبعاد الأطفال عن مصادر التدفئة بأنواعها، والحرص على تهوية الغرف بشكل كافٍ عند تشغيل هذه الوسائل. تستهدف هذه الإجراءات الوقائية تجنب حالات الاختناق أو الحروق التي قد تحدث نتيجة سوء الاستخدام أو الإهمال. وتشمل هذه التوجيهات جميع أنواع التدفئة المنزلية، من المدفآت الكهربائية إلى مواقد الغاز.

السلامة أولاً: إرشادات استخدام وسائل التدفئة

تعتبر وسائل التدفئة ضرورية للتغلب على برودة الشتاء، ولكنها قد تشكل خطرًا كبيرًا إذا لم يتم استخدامها بشكل صحيح. وفقًا للدفاع المدني، فإن الإشراف على الأطفال هو العنصر الأهم في منع الحوادث. يجب التأكد من أنهم لا يقتربون من المدفآت أو العبث بها، حتى لو كانت تبدو باردة الملمس.

مخاطر الاختناق بسبب التدفئة

أحد أهم المخاطر المرتبطة باستخدام وسائل التدفئة هو الاختناق الناتج عن انبعاثات غاز أول أكسيد الكربون، خاصةً في حالة استخدام المدفآت التي تعمل بالوقود مثل الغاز أو الكيروسين. لذلك، شدد الدفاع المدني على أهمية التهوية المناسبة للغرفة أثناء تشغيل هذه الأجهزة. يجب فتح النوافذ بشكل دوري للسماح بتجديد الهواء.

بالإضافة إلى ذلك، يجب التأكد من أن فتحات التهوية في المدفأة ليست مسدودة بأي شكل من الأشكال. كما يوصى بتركيب كاشفات أول أكسيد الكربون في المنازل، خاصةً في الغرف التي تستخدم فيها وسائل التدفئة التي تعمل بالوقود. هذه الكاشفات تنبه السكان في حالة ارتفاع مستوى الغاز إلى مستويات خطيرة.

الحرص على سلامة الأجهزة الكهربائية

بالنسبة للمدفآت الكهربائية، يجب التأكد من أنها في حالة جيدة وأن الأسلاك الكهربائية سليمة وغير متآكلة. يجب أيضًا تجنب استخدام أسلاك التمديد غير المخصصة لتحمل الأحمال الكهربائية العالية، لأن ذلك قد يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارتها واشتعالها. ينصح الدفاع المدني بفحص الأجهزة الكهربائية بشكل دوري من قبل فني متخصص.

كما يجب التأكد من إطفاء المدفأة الكهربائية وفصلها عن الكهرباء عند ترك المنزل أو النوم. وإبعاد أي مواد قابلة للاشتعال مثل الستائر والأثاث عن المدفأة بمسافة آمنة. هذه الاحتياطات البسيطة يمكن أن تقلل بشكل كبير من خطر الحريق.

وتشير الإحصائيات إلى أن معظم حوادث التدفئة المنزلية تحدث بسبب الإهمال وعدم اتباع تعليمات السلامة. لذلك، من الضروري قراءة دليل المستخدم الخاص بكل جهاز تدفئة بعناية قبل استخدامه. كما يجب توعية جميع أفراد الأسرة بمخاطر التدفئة وكيفية الوقاية منها.

وتعتبر التهوية من الأمور الحيوية الأخرى التي يجب مراعاتها. فبالإضافة إلى تجنب الاختناق، تساعد التهوية على الحفاظ على جودة الهواء في المنزل ومنع تراكم الرطوبة التي قد تؤدي إلى نمو العفن والفطريات. يجب التأكد من أن نظام التهوية في المنزل يعمل بشكل صحيح.

في سياق متصل، حذرت وزارة الصحة من مخاطر التعرض لدرجات حرارة منخفضة لفترات طويلة، خاصةً بالنسبة لكبار السن والأطفال وأصحاب الأمراض المزمنة. ونصحت بتوفير بيئة دافئة ومريحة في المنزل وتجنب التعرض للتيارات الهوائية الباردة. كما أكدت على أهمية شرب السوائل الدافئة وتناول الأطعمة الغنية بالطاقة.

وتأتي هذه التحذيرات في ظل توقعات الأرصاد الجوية باستمرار حالة الطقس البارد في معظم مناطق المملكة خلال الأيام القادمة. وتشير التقارير إلى احتمال هطول أمطار غزيرة في بعض المناطق، مما قد يزيد من خطر الانزلاق والسقوط. لذلك، يجب على المواطنين والمقيمين توخي الحذر واتباع تعليمات السلامة الصادرة عن الجهات المختصة.

بالإضافة إلى وسائل التدفئة التقليدية، هناك خيارات أخرى للتدفئة المنزلية مثل أنظمة التدفئة المركزية والمدافئ التي تعمل بالطاقة الشمسية. تعتبر هذه الأنظمة أكثر أمانًا وكفاءة في استخدام الطاقة، ولكنها قد تكون أكثر تكلفة. يجب على المستهلكين اختيار نظام التدفئة المناسب بناءً على احتياجاتهم وميزانيتهم.

وفي الختام، أكد الدفاع المدني على استمرار حملات التوعية والتفتيش للتأكد من التزام المواطنين والمقيمين بتعليمات السلامة المتعلقة باستخدام وسائل التدفئة. ومن المتوقع أن يتم الإعلان عن المزيد من الإجراءات الوقائية في حالة استمرار حالة الطقس البارد. وستراقب الجهات المعنية عن كثب تطورات الوضع الجوي واتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية الأرواح والممتلكات.

شاركها.