اختر منطقتك 
حالة الطقس 
يُعد النقرس من أكثر الأمراض الروماتزمية انتشارًا، خاصة لدى الرجال في منتصف العمر، وقد ارتبط عبر التاريخ بلقب “داء الملوك” نظرًا لعلاقته بتناول اللحوم بكثرة. في بدايات فهم المرض، يبحث الكثيرون عن أعراض النقرس لمعرفة العلامات التي تستدعي القلق، كما يحرص البعض على إجراء فحص حمض اليوريك للتأكد من مستويات هذا الحامض في الدم، إذ يُعد ارتفاعه (فرط يوريك الدم) المسبب الرئيسي لمرض النقرس، ويرتبط بشكل مباشر بحدوث النوبات ومضاعفاتها.
ما هو النقرس وكيف يحدث؟
النقرس هو التهاب روماتزمي ناتج عن تراكم بلورات حامض اليوريك داخل المفاصل. يتكون حمض اليوريك في الأساس من تحلل البيورينات، وهي مركبات طبيعية موجودة في الجسم وفي بعض الأطعمة الغنية بالبروتين. في الحالة الطبيعية، تتخلص الكلى من معظم كمية هذا الحامض عبر البول، لكن عندما يرتفع إنتاجه بشكل كبير أو يقل طرحه، يتجمع في الدم ويترسب تدريجيًا على شكل بلورات دقيقة تشبه الإبر، ما يؤدي إلى التهابات حادة ومؤلمة.
غالبًا ما يصيب النقرس مفصل الإصبع الكبير في القدم، لكنه قد يصيب مفاصل أخرى مثل الكاحل والركبة والرسغ. وتشير الدراسات الحديثة إلى أن فرط حمض اليوريك قد يرتبط أيضًا بزيادة خطر أمراض القلب وارتفاع الضغط والسكري، ما يجعل مراقبته أمرًا مهمًا لصحة الجسم عامة.
الأعراض الأكثر شيوعًا للنقرس
تظهر نوبة النقرس عادة بشكل مفاجئ، وغالبًا ما توقظ المريض من النوم بسبب الألم الشديد. من أبرز الأعراض:
- ألم حاد ومفاجئ في المفصل المصاب.
- احمرار وبروز في الجلد المحيط بالمفصل.
- سخونة شديدة وتورم واضح.
- تقييد في حركة المفصل خلال النوبات.
تستمر النوبة عادة من 3 إلى 10 أيام، وتخف تدريجيًا مع العلاج.
أسباب ارتفاع حمض اليوريك والإصابة بالنقرس
يمكن تقسيم الأسباب إلى عوامل وراثية وأخرى مكتسبة:
1. العوامل الوراثية
وجود تاريخ عائلي للنقرس يزيد احتمالية الإصابة، وذلك بسبب اضطرابات أيضية تنتقل عبر الجينات.
2. السمنة وزيادة الوزن
زيادة وزن الجسم تقلل قدرة الكلى على طرح حمض اليوريك، ما يؤدي إلى تراكمه.
3. تناول الأغذية الغنية بالبروتين والدهون
الإفراط في اللحوم، الكبدة، والأسماك الدهنية يرفع مستوى البيورين وبالتالي حمض اليوريك.
4. شرب الكحول بكثرة
الكحول يعيق طرح الحمض ويزيد إنتاجه.
5. خلل في وظائف الإنزيمات
بعض الاضطرابات الأيضية تجعل الجسم ينتج حمض اليوريك بكميات أكبر من المعتاد.
أطعمة يجب تجنبها عند الإصابة بالنقرس
لأن الغذاء يلعب دورًا مهمًا في النوبات، فهناك مجموعة من المأكولات التي يُنصح بالابتعاد عنها:
- اللحوم الحمراء بأنواعها.
- المأكولات البحرية مثل السلمون والأسماك النهرية.
- البقوليات كالعدس والبازلاء والفول.
- الخضراوات الغنية بالبيورين مثل الهليون.
- الطماطم لدى بعض المرضى الحساسين لها.
- المعجنات المحتوية على الخميرة.
- المشروبات الغازية والكحولية والقهوة والشاي بكثرة.
- الشوكولاتة والمكسرات ومرق اللحم المركز.
تهدف هذه الإرشادات إلى تخفيف الضغط على الكلى وتقليل فرص ارتفاع حمض اليوريك.
نصائح وقائية فعّالة لتجنب نوبات النقرس
يمكن تقليل احتمال حدوث النوبات عبر اتباع مجموعة من الإجراءات الصحية:
- شرب ما لا يقل عن 8 أكواب من الماء يوميًا لتحسين طرح السموم.
- الإكثار من الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم مثل الموز، لدورها في تنظيم مستويات الحمض.
- تناول أطعمة عالية بالألياف لدعم توازن التمثيل الغذائي.
- الإكثار من الكرز والفراولة والعنب، إذ تشير الدراسات إلى أنها تساعد في خفض الالتهاب وحمض اليوريك.
- شرب عصير الكرز الأسود بقدر الإمكان لتحسين الاستجابة الالتهابية.
- تناول نصف ملعقة من كربونات الصودا مع الوجبات لبعض الحالات بعد استشارة الطبيب، لتقليل حموضة الدم ومنع النوبات.
الأسئلة الشائعة حول النقرس
متى تكون نسبة النقرس عالية؟
يعد مستوى حمض اليوريك مرتفعًا عندما يتجاوز 6.8 ملغم/ديسيلتر للرجال و6.0 ملغم/ديسيلتر للنساء. عند هذه المرحلة، تبدأ البلورات بالتكون داخل المفاصل، ما يزيد احتمالات حدوث نوبة النقرس.
كيف يتم فحص النقرس؟
يعتمد التشخيص على عدة فحوصات، أبرزها:
- تحليل حمض اليوريك بالدم لتحديد مستوى الحامض.
- تحليل سائل المفصل للكشف عن وجود البلورات.
- الأشعة والموجات فوق الصوتية لرصد الترسبات في المفاصل.
ما هي مدة الشفاء من النقرس؟
تتحسن النوبات الحادة غالبًا خلال 3 إلى 10 أيام، بينما الحالات المزمنة تحتاج متابعة طويلة للحفاظ على مستويات طبيعية من حمض اليوريك ومنع عودة النوبات.
الخلاصة
النقرس مرض مؤلم لكنه قابل للسيطرة بشكل كبير عند فهم أسبابه والتزام نمط حياة صحي يجنب المريض النوبات المتكررة. فالتوازن الغذائي، شرب الماء بكثرة، والمتابعة الدورية للمستويات الحيوية في الجسم تُعد مفاتيح أساسية للحفاظ على صحة المفاصل وجودة الحياة. التحكم في هذا المرض يبدأ بخطوة بسيطة: الوعي ومعرفة كيفية حماية الجسم من تراكم حمض اليوريك.
