أعلن صندوق تنمية الموارد البشرية (هدف) اليوم عن مبادرة لدعم تأهيل الكوادر الوطنية في قطاعات حيوية، وذلك من خلال توقيع ثلاث اتفاقيات مع مؤسسات تدريبية متخصصة. تهدف هذه الاتفاقيات إلى تمكين أكثر من 2,191 باحثًا وباحثة عن عمل، وتوفير فرص تدريبية متقدمة لهم بقيمة إجمالية تتجاوز 324 مليون ريال سعودي. ويأتي هذا الإعلان في إطار جهود الصندوق المستمرة لخفض معدلات البطالة وتعزيز مشاركة السعوديين في سوق العمل.

وقع صندوق “هدف” هذه الاتفاقيات مع أكاديمية الطاقة والمياه، والأكاديمية الصحية التابعة للهيئة السعودية للتخصصات الصحية، والأكاديمية السعودية زادك لفنون الطهي. تغطي هذه الشراكات مجالات متنوعة تشمل الطاقة المتجددة، والقطاع الصحي، والضيافة، مما يعكس التزام الصندوق بتلبية احتياجات سوق العمل المتغيرة. وتأتي هذه الخطوة بعد سلسلة من البرامج والمبادرات التي أطلقها الصندوق في الأشهر الأخيرة.

تأهيل الكوادر الوطنية: استثمار في مستقبل سوق العمل

يعتبر هذا الإعلان خطوة مهمة نحو تحقيق رؤية المملكة 2030، التي تولي أهمية قصوى لتطوير الكوادر الوطنية وتمكينها من المساهمة الفعالة في بناء اقتصاد متنوع ومستدام. فقد أظهرت الدراسات أن الاستثمار في التدريب والتأهيل المهني يؤدي إلى زيادة الإنتاجية وتحسين جودة الخدمات. ويتماشى هذا التوجه مع الجهود الحكومية لتعزيز القطاعات غير النفطية.

تفاصيل الاتفاقيات

الاتفاقية الأولى مع أكاديمية الطاقة والمياه ستركز على تدريب وتأهيل الكوادر في مجالات الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. يهدف هذا البرنامج إلى سد النقص في الخبرات المتخصصة في هذا القطاع الحيوي، الذي يشهد نموًا متزايدًا في المملكة. وتشمل التدريبات جوانب فنية وعملية تضمن جاهزية المتدربين لسوق العمل.

أما الاتفاقية مع الأكاديمية الصحية، فستركز على تطوير مهارات العاملين في القطاع الصحي، بما في ذلك الأطباء والممرضين والفنيين. وتأتي هذه الخطوة في ظل التحديات الصحية المتزايدة، والحاجة إلى رفع مستوى الرعاية الصحية المقدمة للمواطنين. وتشمل التدريبات أحدث التقنيات والممارسات الطبية.

فيما يتعلق بالاتفاقية مع الأكاديمية السعودية زادك لفنون الطهي، فستركز على تدريب وتأهيل الكوادر في قطاع الضيافة، وخاصة في مجال الطهي. يهدف هذا البرنامج إلى دعم نمو قطاع السياحة، وتوفير فرص عمل للشباب السعودي في هذا المجال الواعد. وتشمل التدريبات مهارات الطهي المختلفة، بالإضافة إلى إدارة المطابخ.

أهمية القطاعات المستهدفة

اختيار هذه القطاعات الثلاثة لم يكن عشوائيًا، بل جاء بناءً على دراسات متأنية لاحتياجات سوق العمل. فقطاع الطاقة المتجددة يعتبر من أهم القطاعات الواعدة في المملكة، حيث تسعى الحكومة إلى زيادة مساهمة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة. بالإضافة إلى ذلك، يشهد القطاع الصحي تطورات متسارعة، وهناك حاجة مستمرة لتدريب وتأهيل الكوادر الطبية.

بالمقابل، يشهد قطاع السياحة والضيافة نموًا كبيرًا في المملكة، وذلك بفضل المشاريع السياحية الضخمة التي يتم تنفيذها. ويتطلب هذا النمو توفير عدد كبير من الكوادر المؤهلة في هذا المجال. وتعتبر هذه المبادرة جزءًا من جهود أوسع لتعزيز التدريب المهني في المملكة.

بالإضافة إلى ذلك، يركز صندوق “هدف” بشكل متزايد على دعم ريادة الأعمال، وتوفير التمويل اللازم للمشاريع الصغيرة والمتوسطة. وهذا يساهم في خلق المزيد من فرص العمل، وتنويع مصادر الدخل. وتشير التقارير إلى أن دعم ريادة الأعمال له تأثير كبير على النمو الاقتصادي.

من الجدير بالذكر أن صندوق “هدف” قد أطلق العديد من المبادرات الأخرى في الفترة الأخيرة، مثل برنامج “تمكين” الذي يهدف إلى دعم توظيف الشباب السعودي. كما أطلق الصندوق برنامج “تدريب وتوظيف” الذي يوفر تدريبًا مهنيًا للباحثين عن عمل، ثم يوفر لهم فرص عمل في القطاع الخاص. وتعتبر هذه البرامج جزءًا من استراتيجية شاملة لتطوير سوق العمل.

وتشمل مبادرات الصندوق أيضًا دعمًا ماليًا للشركات التي توظف السعوديين، بالإضافة إلى توفير خدمات الإرشاد والتوجيه المهني للباحثين عن عمل. وتسعى هذه الجهود إلى تحقيق التوازن بين العرض والطلب في سوق العمل، وضمان حصول جميع المواطنين على فرص متساوية للتوظيف. وتعتبر فرص العمل المستهدفة ذات جودة عالية.

في الختام، من المتوقع أن يبدأ صندوق “هدف” في تنفيذ هذه الاتفاقيات خلال الأشهر القليلة القادمة، وسيتم الإعلان عن تفاصيل آليات التسجيل والتقديم للبرامج التدريبية في وقت لاحق. يبقى تقييم أثر هذه البرامج على معدلات التوظيف والإنتاجية هو الأمر الأكثر أهمية، وسيكون محور اهتمام المراقبين في الفترة المقبلة. كما يجب متابعة مدى توافق مخرجات هذه البرامج مع احتياجات سوق العمل الفعلية.

شاركها.