استنكرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بشدة تهديد وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير بهدم قبر الشيخ عز الدين القسام في قرية الشيخ المهجرة (تل حنان) شرق حيفا، واصفةً التهديد بأنه اعتداء صارخ على المقدسات وانتهاك لحرمة الأموات. يأتي هذا التهديد في ظل تصاعد التوترات الإقليمية وتزايد الإجراءات الإسرائيلية المثيرة للجدل في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
الحدث، الذي وقع اليوم الخميس، أثار ردود فعل غاضبة في الأوساط الفلسطينية والعربية. أعلنت حماس أن هذا التهديد يمثل تجاوزاً للخطوط الحمراء، ويكشف عن انحدار أخلاقي في سلوك الاحتلال الإسرائيلي. وتعتبر هذه القضية حساسة للغاية نظراً للأهمية التاريخية والرمزية للشيخ عز الدين القسام في الذاكرة الفلسطينية.
تهديد بن غفير لقبر الشيخ عز الدين القسام
وفي تطور لافت، نشر بن غفير مقطع فيديو على قناته في تليغرام يظهر فيه وهو يشرف شخصياً على إزالة خيمة أقامتها لجنة الوقف الإسلامي بجوار الضريح. أعلن بن غفير أن هذه الخطوة هي “الخطوة الأولى والمهمة لإنهاء الاستعراض التحريضي الذي يُسمى قبر عز الدين القسام”. ويأتي هذا الإجراء كجزء من سلسلة خطوات تهدف إلى تغيير الطابع التاريخي والجغرافي للمنطقة.
إضافة إلى ذلك، قامت شرطة الاحتلال بإزالة اللافتة التعريفية لتاريخ المقبرة ووحدة الطاقة الشمسية، مبررة ذلك بتنفيذ أمر الهدم. تعتبر هذه الإجراءات بمثابة تصعيد في الجهود الإسرائيلية للإجهاز على ما تبقى من أرض المقبرة، وفقاً لمصادر فلسطينية.
الأهمية التاريخية للشيخ عز الدين القسام
الشيخ عز الدين القسام (1882-1935) كان من رواد الكفاح المسلح ضد الاستعمار الفرنسي في سوريا، ثم ضد الانتداب البريطاني في فلسطين. استشهد في معركة “يعبد” قرب جنين عام 1935، وأصبحت شرارته رمزاً خالداً للمقاومة الفلسطينية. وقد أطلقت حركة حماس اسم “كتائب الشهيد عز الدين القسام” على جناحها العسكري تيمناً به، مما يعكس مكانته الكبيرة في الحركة الفلسطينية.
ردود الفعل الفلسطينية والعربية
أدانت حركة حماس بشدة هذه الإجراءات، واعتبرتها محاولة يائسة لطمس الذاكرة الفلسطينية وإزالة أحد أبرز شواهد كفاحها ضد الاحتلال. ودعت المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية والدينية إلى اتخاذ موقف حازم لردع ما وصفته بـ “التوحش الفاشي” الذي بات سياسة رسمية في حكومة الاحتلال. كما أعربت فصائل فلسطينية أخرى عن رفضها لهذه الإجراءات، وحذرت من تداعياتها الخطيرة على الأوضاع في المنطقة.
بالإضافة إلى ذلك، أصدرت العديد من الشخصيات الدينية والسياسية العربية بيانات إدانة، مطالبة بوقف هذه الإجراءات التي تعتبرها اعتداءً على المقدسات الإسلامية. وتشير التقارير إلى أن هناك تحركات دبلوماسية عربية وإسلامية للضغط على إسرائيل لوقف هذه الإجراءات.
تداعيات محتملة وتطورات مستقبلية
من المتوقع أن تشهد الأيام القادمة تصعيداً في التوترات في المنطقة، خاصة إذا استمرت إسرائيل في تنفيذ تهديداتها بهدم قبر الشيخ عز الدين القسام. قد يؤدي ذلك إلى مواجهات بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية، وتصاعد في عمليات المقاومة. المقاومة الفلسطينية قد تتخذ خطوات تصعيدية رداً على هذه الإجراءات، مما يزيد من تعقيد الوضع الأمني.
في الوقت الحالي، لا يوجد جدول زمني واضح لتنفيذ عملية الهدم، ولكن بن غفير أكد عزمه على المضي قدماً في هذه الخطوة. يجب مراقبة التطورات على الأرض عن كثب، وتقييم التداعيات المحتملة على الأوضاع في المنطقة. الأراضي الفلسطينية تشهد حالة من الترقب والقلق في ظل هذه التطورات المتسارعة.
من المرجح أن تستمر الجهود الدبلوماسية العربية والإسلامية للضغط على إسرائيل لوقف هذه الإجراءات، ولكن فرص النجاح تظل محدودة في ظل السياسات المتطرفة التي تتبناها الحكومة الإسرائيلية الحالية. الوضع في فلسطين يتطلب تحركاً دولياً عاجلاً لمنع المزيد من التصعيد وحماية المقدسات الإسلامية.






