شهدت صادرات الأسلحة الإسرائيلية ارتفاعًا قياسيًا في عام 2024، حيث بلغت 15 مليار دولار، مما عزز مكانة إسرائيل كواحدة من كبار مصدري الأسلحة في العالم. وتأتي هذه الزيادة مدفوعة بالطلب المتزايد على الأنظمة الدفاعية، وعلى رأسها نظام القبة الحديدية، الذي أثبت فعاليته في اعتراض الصواريخ. وتستفيد إسرائيل من خبرتها القتالية في تطوير وبيع هذه التقنيات المتقدمة، مما يجعلها شريكًا جذابًا للعديد من الدول حول العالم.

القبة الحديدية والأسلحة الإسرائيلية: صعود تصديري ملحوظ

تجاوزت إسرائيل في تصدير الأسلحة دولًا مثل بريطانيا وتركيا وكوريا الجنوبية، لتصبح الآن في المرتبة الثامنة عالميًا. ووفقًا لتقارير الصناعة، فإن أوروبا هي أكبر سوق للأسلحة الإسرائيلية، مع صفقات كبيرة مع ألمانيا وفنلندا. بالإضافة إلى ذلك، تشهد دول في آسيا والشرق الأوسط، مثل الهند والمغرب والإمارات العربية المتحدة، زيادة في مشترياتها من الأنظمة الدفاعية الإسرائيلية.

وتشمل هذه الصفقات صواريخ وأنظمة طائرات بدون طيار وأنظمة الأمن السيبراني. وتعتبر القبة الحديدية، على وجه الخصوص، من بين المنتجات الأكثر طلبًا، نظرًا لقدرتها على حماية المدن والبنية التحتية الحيوية من هجمات الصواريخ. وقد أدت التوترات الإقليمية المتزايدة إلى زيادة الاهتمام بهذه الأنظمة الدفاعية.

نظام “شعاع الحديد”: ثورة في الدفاع الجوي

بالتزامن مع ارتفاع مبيعات الأسلحة، كشفت إسرائيل عن أحدث ابتكاراتها في مجال الدفاع الجوي: نظام “شعاع الحديد”. هذا النظام يستخدم تقنية الليزر لاعتراض الصواريخ والمقذوفات والطائرات بدون طيار على مسافة تصل إلى 9.6 كيلومترًا.

ما يميز “شعاع الحديد” هو تكلفته المنخفضة للغاية مقارنة بأنظمة الاعتراض الصاروخي التقليدية. فقد صرح يوفال شتاينيتز، رئيس شركة رافائيل للصناعات الدفاعية، الشركة المصنعة للنظام، أن تكلفة اعتراض هدف واحد باستخدام الليزر لا تتجاوز دولارًا أو دولارين، وهو ما يعادل سعر وجبة خفيفة في نيويورك. في المقابل، تتراوح تكلفة صاروخ اعتراض واحد بين 100 ألف دولار ومليون دولار.

يعمل النظام بسرعة الضوء، مما يجعله أكثر فعالية في اعتراض الأهداف مقارنة بالصواريخ الاعتراضية التي تحتاج إلى وقت للانطلاق والتوجيه. وقد تم استخدام النظام بالفعل في عمليات قتالية ضد أهداف تابعة لحزب الله في لبنان وإيران، وفقًا لبروفيسور إسحاق بن دافيد من جامعة تل أبيب.

وتعتبر إسرائيل أول دولة تتمكن من استخدام أسلحة الليزر بنجاح في الحرب، بعد عقود من التجارب الفاشلة من قبل دول أخرى. ومن المتوقع أن يتم نشر أنظمة “شعاع الحديد” أولاً في الشمال الإسرائيلي، حيث يهدد حزب الله بإطلاق الصواريخ. لاحقًا، سيتم توسيع نطاق استخدامها لتشمل السفن والقواعد الجوية.

ويرى شتاينيتز أن هذا النظام يمثل بداية حقبة جديدة في مجال الدفاع الجوي، حيث قد تتمكن إسرائيل في غضون خمس سنوات من إسقاط أي هدف معادي في الجو. ويؤكد أن هذه التكنولوجيا ستغير قواعد اللعبة في المنطقة.

تم تطوير هذه التكنولوجيا بالتعاون بين شركة رافائيل وشركة لوكهيد مارتن الأمريكية، بدعم مالي قدره 1.2 مليار دولار من وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون). ويشير شتاينيتز إلى أن التكنولوجيا يتم مشاركتها بالفعل مع برنامج الطاقة الموجهة التابع للجيش الأمريكي.

ويضيف: “لا يمكننا الاستغناء عن الولايات المتحدة، ولكن في بعض الأحيان، في الشراكة، يمكن حتى للقزم أن يساهم في العملاق.”

تتجه إسرائيل نحو تعزيز التعاون مع الولايات المتحدة في مجال تطوير الأسلحة، مع التركيز على أنظمة الدفاع الجوي المتقدمة مثل “شعاع الحديد”. ومن المتوقع أن تشهد الأشهر القادمة مزيدًا من الاختبارات والتطويرات للنظام، بالإضافة إلى مناقشات حول إمكانية نشره على نطاق أوسع. يبقى أن نرى كيف ستؤثر هذه التكنولوجيا الجديدة على ميزان القوى في المنطقة، وما إذا كانت ستشجع دولًا أخرى على الاستثمار في أسلحة الليزر.

شاركها.