تصاعدت التوترات بين الولايات المتحدة وفنزويلا بشكل حاد بعد قيام واشنطن بالاستيلاء على ناقلة نفط قبالة سواحل فنزويلا، وهو ما أثار رد فعل غاضب من الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو الذي حذر من أن بلاده يجب أن “تدافع كالمحاربين… وجاهزة لتحطيم أسنان الإمبراطورية الأمريكية الشمالية”. يأتي هذا الإجراء في وقت تشهد فيه العلاقات بين البلدين تدهورًا مستمرًا، مع اتهامات متبادلة بالتدخل في الشؤون الداخلية وتصعيد العقوبات الاقتصادية. هذا التطور المتعلق بـناقلة النفط يمثل نقطة تحول جديدة في الأزمة.

الاستيلاء على ناقلة النفط وتصريحات مادورو

أعلنت الإدارة الأمريكية، بقيادة الرئيس دونالد ترامب، عن الاستيلاء على الناقلة، مدعية أنها كانت تنقل نفطًا محظورًا من فنزويلا وإيران، وفقًا لتصريحات المدعية العامة بام بوندي. يأتي هذا الإجراء كجزء من حملة أوسع تهدف إلى استهداف مصادر تمويل الحكومة الفنزويلا، التي تواجه عقوبات أمريكية صارمة.

ردًا على ذلك، أدانت وزارة الخارجية الفنزويلية بشدة ما وصفته بـ “السرقة الجسورة وعمل القرصنة الدولي”، متهمة ترامب بالسعي علنًا إلى “الاستيلاء على النفط الفنزويلي دون دفع أي مقابل”. وأضافت الوزارة أن هذا الفعل يتماشى مع جهود أمريكية طويلة الأمد لنهب الموارد الطبيعية للبلاد، مشيرة إلى قضية شركة سيتغو بتروليوم، التي تطالب كاراكاس باستعادتها.

تصعيد اللهجة من مادورو

خلال تجمع حاشد في كاراكاس، لوح مادورو بسيف سيمون بوليفار، رمز الاستقلال في أمريكا الجنوبية، وحث أنصاره على الاستعداد لـ “العدوان الإمبريالي”. وقد أظهر مقطع فيديو الرئيس وهو يغني ويرقص على أنغام أغنية “Don’t Worry, Be Happy” للمغني الأمريكي بوبي ماكفيرين، في مشهد يهدف إلى إظهار الثقة والروح المعنوية العالية على الرغم من التحديات.

وأكد مادورو على أن “الأسباب الحقيقية وراء العدوان المستمر على فنزويلا” لا تتعلق بالهجرة أو مكافحة المخدرات أو الديمقراطية أو حقوق الإنسان، بل “تتعلق دائمًا بمواردنا الطبيعية، ونفطنا، وطاقتنا”. كما اتهم واشنطن باستغلال حادثة الناقلة لصرف الانتباه عن فشل الجهود السياسية في أوسلو، والتي تهدف إلى إيجاد حل للأزمة الفنزويلية.

خلفية التوترات المتصاعدة

تأتي هذه التطورات في سياق تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وفنزويلا منذ شهور. وقد نفذت الولايات المتحدة سلسلة من العمليات البحرية التي استهدفت سفنًا يُزعم أنها مرتبطة بمهربي المخدرات، مما أسفر عن مقتل أكثر من 80 شخصًا منذ سبتمبر، وفقًا لتقارير إخبارية.

بالإضافة إلى ذلك، أعلنت الولايات المتحدة عن استعدادها لوقف مهربي المخدرات الفنزويليين على الأرض، وهو ما أثار رد فعل غاضب من مادورو. ولم يستبعد الرئيس ترامب إمكانية إرسال قوات أمريكية إلى فنزويلا كجزء من جهود مكافحة الجريمة المنظمة، لكنه أشار أيضًا إلى إمكانية إجراء محادثات مع مادورو. العلاقات الأمريكية الفنزويلية تشهد أسوأ حالاتها منذ سنوات.

وتشمل العقوبات الأمريكية المفروضة على فنزويلا حظرًا على استيراد النفط الفنزويلي، وهو المصدر الرئيسي للدخل القومي للبلاد. وقد أدت هذه العقوبات إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية والإنسانية في فنزويلا، مما أدى إلى نقص حاد في الغذاء والدواء والخدمات الأساسية. الأزمة الاقتصادية في فنزويلا هي عامل رئيسي في التوترات.

الخطوات التالية والتوقعات

من المتوقع أن تتصاعد حدة التوتر بين البلدين في الأيام والأسابيع المقبلة. من المرجح أن تسعى فنزويلا إلى رفع قضيتها إلى الهيئات الدولية، بما في ذلك الأمم المتحدة، وتطالب بوقف ما تصفه بـ “العدوان الأمريكي”. في المقابل، قد تواصل الولايات المتحدة الضغط على الحكومة الفنزويلية من خلال فرض المزيد من العقوبات واتخاذ إجراءات أخرى.

يبقى مستقبل العلاقات بين الولايات المتحدة وفنزويلا غير واضح. يعتمد الكثير على نتائج المحادثات المحتملة بين الطرفين، وكذلك على التطورات الداخلية في فنزويلا. من المهم مراقبة ردود فعل المجتمع الدولي، وخاصة دول أمريكا اللاتينية، على هذه الأزمة المتصاعدة.

شاركها.