أفادت تقارير إخبارية يوم الخميس، 11 ديسمبر 2025، بأن الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش لمح إلى تلقيه “رسالة من موسكو” أثناء وصوله إلى بروكسل لإجراء محادثات مع كبار المسؤولين في الاتحاد الأوروبي. يأتي هذا الإعلان في وقت حرج، مع استمرار المفاوضات لإنهاء الحرب في أوكرانيا، ويضع ضوءًا على الدور الذي تلعبه صربيا كقناة اتصال بين الغرب وروسيا. هذه التطورات تثير تساؤلات حول تأثير روسيا على عملية التفاوض بين صربيا والاتحاد الأوروبي، وعلى مستقبل العلاقات بين صربيا وأوكرانيا.

وقع الحادث أثناء توجه فوتشيتش بجانب رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين لالتقاط صورة جماعية في مبنى بيرلايمونت في بروكسل. بدا أنه يتمتم بعبارة “تلقيت رسالة من موسكو الآن”، قبل أن تتدخل فون دير لاين على الفور، قائلة بصوت خافت “دعنا…دعنا ننتظر حتى”.

الرسالة من موسكو وتداعياتها على مسار صربيا نحو الاتحاد الأوروبي

لم يتضح بعد مضمون الرسالة التي أشار إليها فوتشيتش. ومع ذلك، فإن توقيت هذا الإعلان، بالتزامن مع محادثات الاتحاد الأوروبي مع صربيا، يثير الشكوك حول دوافع موسكو. يُعرف فوتشيتش بأنه أحد القادة الأوروبيين القلائل الذين حافظوا على خط اتصال مفتوح مع الكرملين، خاصة بعد أن قطع الاتحاد الأوروبي العلاقات الدبلوماسية مع روسيا في أعقاب غزوها لأوكرانيا عام 2022.

تأتي هذه المحادثات في إطار الجهود المستمرة للاتحاد الأوروبي لتعزيز العلاقات مع دول البلقان الغربي، وتشجيعها على تبني الإصلاحات الديمقراطية والاقتصادية اللازمة للانضمام إلى التكتل. صربيا هي دولة مرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي منذ عام 2012، وتتقدم ببطء في عملية التفاوض.

دور صربيا كحلقة وصل

لطالما لعبت صربيا دورًا معقدًا في العلاقات بين روسيا والغرب. تاريخيًا، تربط البلدين علاقات ثقافية واقتصادية قوية، وتعتبر روسيا شريكًا مهمًا لصربيا في مجال الطاقة. ومع ذلك، فإن صربيا تسعى أيضًا إلى تعزيز علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي، وتعتمد على التمويل والاستثمار الأوروبي.

هذا التوازن الدقيق يجعل صربيا في وضع فريد، حيث يمكنها أن تكون بمثابة حلقة وصل بين الطرفين. لكن في الوقت نفسه، فإن هذا الدور يعرضها لضغوط من كلا الجانبين.

بالتزامن مع هذه التطورات، تستمر المفاوضات الرامية إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا. أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم الأربعاء أنه سيعرض قريبًا على الولايات المتحدة وثائق “مُحسّنة” تتضمن مقترحات لإنهاء الحرب، مع الأخذ في الاعتبار مساهمات الشركاء الأوروبيين.

من جهته، أشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى أنه قد يسافر إلى أوروبا لحضور اجتماع بشأن المفاوضات، لكنه شدد على أن ذلك سيعتمد على النتائج التي سيتم التوصل إليها. وقال ترامب: “يريدون منا حضور اجتماع في أوروبا في نهاية هذا الأسبوع، وسنتخذ قرارًا بناءً على ما سيعودون به. نحن لا نريد إضاعة الوقت”.

ومن المقرر أن يعقد اجتماع لـ “تحالف الإرادة”، وهي مجموعة تضم أكثر من 30 دولة بقيادة فرنسا والمملكة المتحدة، يوم الخميس. وأكد مكتب الرئاسة الفرنسية أن هذا الاجتماع يأتي في لحظة حاسمة بالنسبة لأوكرانيا وشعبها وأمن أوروبا.

تعتبر هذه الأحداث جزءًا من مشهد جيوسياسي معقد ومتغير باستمرار. تتزايد المخاوف بشأن التدخل الروسي في الشؤون الداخلية للدول الأوروبية، وتأثير ذلك على استقرار المنطقة.

الوضع في أوكرانيا لا يزال يتطلب حلولًا دبلوماسية عاجلة، مع الأخذ في الاعتبار مصالح جميع الأطراف المعنية.

من المتوقع أن يستمر الاتحاد الأوروبي في الضغط على صربيا لتسريع وتيرة الإصلاحات والانضمام إلى العقوبات المفروضة على روسيا. في الوقت نفسه، من المرجح أن تسعى موسكو إلى تعزيز علاقاتها مع صربيا، واستخدامها كأداة للتأثير على السياسة الأوروبية.

ما يجب مراقبته في الأيام القادمة هو رد فعل صربيا الرسمي على هذه الاتهامات، ومحتوى الرسالة التي تلقاها فوتشيتش من موسكو. كما يجب متابعة تطورات المفاوضات بشأن أوكرانيا، وما إذا كان سيتم التوصل إلى أي اختراقات جديدة.

شاركها.