عقدت اللجنة العسكرية السعودية التركية المشتركة اجتماعها السابع في العاصمة الرياض، مؤكدةً على استمرار التعاون العسكري الوثيق بين البلدين. ترأس الاجتماع من الجانب السعودي رئيس هيئة الأركان العامة الفريق الأول الركن فياض الرويلي، ومن الجانب التركي رئيس هيئة الأركان العامة التركية الفريق أول سلجوق بيرقدار أوغلو، وذلك بحضور كبار القادة العسكريين لكلا الطرفين. يهدف هذا اللقاء إلى تعزيز العلاقات الدفاعية وتبادل الخبرات في المجالات العسكرية المختلفة.

الاجتماع الذي جرى في الرياض يوم [Insert Date – e.g., 24 أكتوبر 2023]، يأتي في إطار حرص المملكة العربية السعودية وجمهورية تركيا على تطوير آليات العمل المشترك، ومواجهة التحديات الأمنية الإقليمية والدولية. وناقش الجانبان سبل تعزيز التعاون في مجالات التدريب، وتبادل المعلومات الاستخباراتية، ومكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى القضايا ذات الاهتمام المشترك.

أهمية اجتماع اللجنة العسكرية السعودية التركية المشتركة

تكتسب اجتماعات اللجنة العسكرية السعودية التركية المشتركة أهمية بالغة في ظل التطورات الجيوسياسية المتسارعة التي تشهدها المنطقة. يعكس هذا التعاون الاستراتيجي رغبة مشتركة في تحقيق الاستقرار الإقليمي، وحماية المصالح المشتركة لكلا البلدين. وتشكل هذه الاجتماعات منصة هامة لتبادل الرؤى حول التحديات الأمنية الناشئة، وتنسيق الجهود لمواجهتها بفعالية.

خلفية العلاقات العسكرية السعودية التركية

تعود العلاقات العسكرية بين السعودية وتركيا إلى عقود مضت، وشهدت تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة. وقد شهدت هذه العلاقات توقيع العديد من الاتفاقيات العسكرية التي تهدف إلى تعزيز التعاون في مختلف المجالات. وتشمل هذه الاتفاقيات التعاون في مجال الصناعات الدفاعية، والتدريب المشترك، وتبادل الخبرات الفنية.

في عام 2022، زار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المملكة العربية السعودية، وتناول اللقاءات الثنائية قضايا عسكرية واقتصادية وسياسية. وقد أسفرت هذه الزيارة عن تعزيز التعاون في مجالات الاستثمار والتجارة، بالإضافة إلى التوصل إلى تفاهمات حول القضايا الإقليمية. وتعتبر هذه الزيارة بمثابة نقطة تحول في العلاقات الثنائية بين البلدين.

بنود النقاش في الاجتماع الأخير

ركز الاجتماع السابع للجنة على عدة محاور رئيسية، بما في ذلك تعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف. كما ناقش الجانبان سبل تطوير القدرات العسكرية المشتركة، من خلال إجراء المزيد من التدريبات المشتركة وتبادل الخبرات. بالإضافة إلى ذلك، تم بحث التعاون في مجال الأمن البحري، وحماية الممرات المائية الإقليمية.

ووفقًا لبيان صادر عن هيئة الأركان العامة السعودية، فقد تم خلال الاجتماع استعراض آخر المستجدات الإقليمية والدولية، وتبادل وجهات النظر حول التحديات الأمنية التي تواجه المنطقة. كما تم التأكيد على أهمية التنسيق المستمر بين البلدين، من أجل مواجهة هذه التحديات بفعالية. وتشمل التحديات الأمنية الإقليمية الصراعات الدائرة في بعض الدول، والتهديدات الإرهابية، والتدخلات الخارجية.

التعاون الدفاعي بين الرياض وأنقرة لا يقتصر على الجانب العسكري فحسب، بل يمتد ليشمل مجالات الصناعات الدفاعية. وتسعى السعودية إلى الاستفادة من الخبرات التركية في هذا المجال، من خلال نقل التكنولوجيا وتوطين الصناعات الدفاعية. في المقابل، تسعى تركيا إلى تعزيز وجودها في السوق السعودية، وزيادة حجم الصادرات الدفاعية.

بالإضافة إلى ذلك، ناقش الجانبان أهمية تعزيز التعاون في مجال الأمن السيبراني، وحماية البنية التحتية الحيوية لكلا البلدين. وتشكل الهجمات السيبرانية تهديدًا متزايدًا للأمن القومي، وتتطلب اتخاذ تدابير وقائية لمواجهتها. وتعتبر هذه نقطة جديدة نسبياً في التعاون العسكري، لكنها تكتسب أهمية متزايدة.

وتشير التقارير إلى أن الاجتماع شهد أيضًا مناقشة حول التعاون في مجال البحث والتطوير العسكري، وتبادل المعلومات حول أحدث التقنيات العسكرية. ويعتبر هذا التعاون ضروريًا لمواكبة التطورات المتسارعة في المجال العسكري، وتعزيز القدرات الدفاعية لكلا البلدين.

في سياق منفصل، أكدت مصادر عسكرية على أهمية الدور الذي تلعبه اللجنة العسكرية السعودية التركية المشتركة في تعزيز الثقة المتبادلة بين القوات المسلحة لكلا البلدين. وتساهم هذه الثقة في تسهيل التعاون العسكري، وتحقيق الأهداف المشتركة.

ومع ذلك، يرى بعض المحللين أن هناك حاجة إلى مزيد من الشفافية في أنشطة اللجنة، وإطلاع الرأي العام على نتائج الاجتماعات. ويرجع ذلك إلى أهمية القضايا التي تتناولها اللجنة، وتأثيرها على الأمن الإقليمي.

من المتوقع أن تعقد اللجنة العسكرية السعودية التركية المشتركة اجتماعها الثامن في تركيا خلال العام القادم. وسيركز هذا الاجتماع على متابعة تنفيذ القرارات والتوصيات التي تم التوصل إليها خلال الاجتماعات السابقة. كما سيتم بحث سبل تعزيز التعاون في المجالات التي لم يتم تناولها بشكل كافٍ في الاجتماعات السابقة. يبقى التطور الإقليمي والسياسي المؤثر الأكبر على مستقبل هذا التعاون.

شاركها.