انطلقت في الدوحة فعاليات النسخة الثانية من القمة العالمية للذكاء الاصطناعي، والتي تهدف إلى تعزيز الحوار حول مستقبل هذه التكنولوجيا المتطورة وتسريع تبنيها في مختلف القطاعات. تنظم القمة شركة “إنسبايرد مايندز” بالتعاون مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات القطرية، وتستمر لمدة يومين، مع التركيز على بناء مستقبل مستدام للالذكاء الاصطناعي.

القمة العالمية للذكاء الاصطناعي: محفز للابتكار والنمو في قطر

تأتي هذه النسخة من القمة في وقت تشهد فيه قطر طفرة في الاستثمار في التقنيات الرقمية، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي. ويهدف هذا الاستثمار إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط، بالإضافة إلى تحسين الخدمات الحكومية وتعزيز القدرة التنافسية للقطاع الخاص. وقد شهد حفل الافتتاح حضورًا بارزًا، ضم نائب رئيس مجلس الوزراء القطري ووزير الدفاع، بالإضافة إلى وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

أكد وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات محمد بن علي المناعي أن استضافة القمة تعكس التزام قطر بتطوير اقتصاد رقمي قوي ومتنوع. وأضاف أن الدولة لا تعتبر الذكاء الاصطناعي مجرد خيار تقني، بل ضرورة استراتيجية لمستقبل الاقتصاد والمجتمع.

إطلاق مبادرات جديدة في مجال الذكاء الاصطناعي

شهدت القمة إطلاق العديد من المبادرات الجديدة، بما في ذلك شركة “كاي” (Qai)، وهي شركة وطنية متخصصة في الذكاء الاصطناعي تابعة لجهاز قطر للاستثمار. كما تم الإعلان عن نموذج محدث من نموذج الذكاء الاصطناعي التوليدي العربي “فنار 2.0″، والذي طوره معهد قطر لبحوث الحوسبة في جامعة حمد بن خليفة. هذه المبادرات تعكس التزام قطر بتطوير قدراتها المحلية في مجال الذكاء الاصطناعي.

بالإضافة إلى ذلك، افتتحت قطر جناحًا خاصًا في القمة لعرض مجموعة من المشاريع الوطنية المتقدمة في مجال الذكاء الاصطناعي. شارك في هذا الجناح أكثر من 14 جهة حكومية ومؤسسة وطنية، وعرضت أكثر من 20 مشروعًا مبتكرًا. كما استضاف الجناح 24 شركة ناشئة محتضنة ضمن مبادرات وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

مسارات القمة ومناقشات متعمقة

تتضمن القمة أربعة مسارات رئيسية تغطي جوانب مختلفة من الذكاء الاصطناعي. يركز المسار الأول على الذكاء الاصطناعي المتقدم والسياسات والتشريعات ذات الصلة. بينما يهدف المسار الثاني إلى تسريع تبني التطبيقات الذكية في المؤسسات والشركات، مع التركيز بشكل خاص على قطاع الطاقة. ويخصص المسار الثالث للتقنيات البحثية والأكاديمية وأحدث الابتكارات في هذا المجال. أما المسار الرابع، فيتناول قضايا الذكاء الاصطناعي المسؤول وإمكاناته العالمية، بالإضافة إلى تنظيم هاكاثون متخصص في تقنيات الصحة بالتعاون مع جامعة قطر.

وقد شهدت القمة أيضًا توقيع عدد من الاتفاقيات الجديدة مع شركات عالمية في مجال الذكاء الاصطناعي، وذلك في إطار البرنامج الحكومي للذكاء الاصطناعي. وتشير هذه الاتفاقيات إلى اهتمام متزايد من الشركات العالمية بالاستثمار في قطاع الذكاء الاصطناعي في قطر.

تأتي هذه القمة في سياق عالمي يشهد تسارعًا في تطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات، مثل الرعاية الصحية والتعليم والنقل والمالية. وتسعى قطر إلى الاستفادة من هذه التطورات لتعزيز مكانتها كمركز إقليمي وعالمي للابتكار والتكنولوجيا. وتشمل المجالات ذات الصلة أيضًا تطوير البنية التحتية الرقمية، وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص، وتوفير التدريب والتعليم اللازمين لتأهيل الكوادر الوطنية في مجال الذكاء الاصطناعي.

من المتوقع أن يشهد اليوم الثاني من القمة المزيد من الجلسات المتخصصة وورش العمل التفاعلية التي تجمع الخبراء والمبتكرين ورواد الأعمال. وستركز هذه الجلسات على استكشاف التحديات والفرص المتاحة في مجال الذكاء الاصطناعي، وتبادل أفضل الممارسات والخبرات.

في الختام، من المقرر أن تعلن القمة عن توصياتها الرئيسية في نهاية اليوم الثاني، والتي ستوجه الجهود المستقبلية لتطوير قطاع الذكاء الاصطناعي في قطر. وستراقب الأوساط التقنية والاقتصادية عن كثب تنفيذ هذه التوصيات، وتقييم تأثيرها على النمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية في الدولة. يبقى التحدي الأكبر هو ضمان الاستخدام المسؤول والأخلاقي للذكاء الاصطناعي، وتجنب المخاطر المحتملة المرتبطة بهذه التكنولوجيا.

شاركها.