أعلنت شركة إنتل عن توقيع مذكرة تفاهم للاستحواذ على شركة سامبانوفا سيستمز (SambaNova Systems)، وهي شركة ناشئة متخصصة في تطوير رقائق الذكاء الاصطناعي. يأتي هذا الإعلان في وقت تسعى فيه إنتل لتعزيز مكانتها في سوق الذكاء الاصطناعي المتنامي، وتلبية الطلب المتزايد على حلول الحوسبة المتقدمة. وتعتبر هذه الخطوة استراتيجية مهمة لإنتل في سعيها للريادة في مجال التكنولوجيا.

تم الكشف عن هذه الصفقة المحتملة من قبل مصادر مطلعة، وتشير التقارير إلى أن التفاصيل المالية لم تكتمل بعد. وعلى الرغم من أن مذكرة التفاهم تم توقيعها، إلا أن الصفقة لا تزال غير نهائية وتخضع للمراجعة التنظيمية والتدقيق المالي، وقد تستغرق عدة أسابيع أو أشهر قبل إتمامها بشكل كامل.

إنتل تسعى لتعزيز مكانتها في سوق رقائق الذكاء الاصطناعي

تأتي هذه الخطوة بعد فترة شهدت فيها إنتل تأخراً في تطوير رقائق الذكاء الاصطناعي مقارنة بمنافسيها في الصناعة. وتسعى الشركة الآن إلى تسريع وتيرة الابتكار في هذا المجال، والاستفادة من النمو الهائل في تطبيقات الذكاء الاصطناعي المختلفة. وتشير التقارير إلى أن قيمة سامبانوفا سيستمز قد انخفضت عن تقييمها السابق البالغ 5 مليارات دولار أمريكي في عام 2021.

علاقات سابقة بين الشركتين

من الجدير بالذكر أن الرئيس التنفيذي لشركة إنتل، ليب-بو تان، يشغل حاليًا منصب رئيس مجلس إدارة سامبانوفا سيستمز. بالإضافة إلى ذلك، استثمرت شركة إنتل كابيتال، وهي الذراع الاستثماري لإنتل، في سامبانوفا سيستمز في السابق. كما أن شركة سوفت بنك اليابانية، وهي مستثمر رئيسي في سامبانوفا، قامت باستثمار كبير في إنتل في وقت سابق من هذا العام، مما يعكس الترابط بين هذه الشركات.

تأسست سامبانوفا سيستمز في عام 2017 في بالو ألتو، كاليفورنيا، على يد كونلي أولوكوتون ورودريغو ليانغ وكريستوفر ري. وتتخصص الشركة في تطوير منصات رقائق الذكاء الاصطناعي المستخدمة في عمليات الاستدلال، وهي المرحلة التي تستخدم فيها نماذج اللغة الكبيرة للتنبؤ بناءً على كميات هائلة من البيانات.

التمويل والتقييم

حتى أوائل عام 2025، جمعت الشركة الناشئة 1.14 مليار دولار أمريكي في تمويل، وفقًا لبيانات PitchBook. في عام 2020، تلقت سامبانوفا سيستمز تمويلاً بقيمة 250 مليون دولار أمريكي من شركات إدارة الأصول بلاك روك وإنتل كابيتال وGV، مما رفع تقييم الشركة إلى 2.5 مليار دولار أمريكي. وفي العام التالي، وصل تقييم سامبانوفا إلى 5 مليارات دولار أمريكي بعد جولة تمويل ضخمة بقيمة 676 مليون دولار أمريكي، قادتها شركة سوفت بنك فيجن فند 2.

ومع ذلك، انخفض التقييم الضمني للشركة منذ ذلك الحين، حيث خفضت بلاك روك قيمة حصصها في سامبانوفا بنسبة 17٪ خلال العام الماضي، وفقًا لتقرير صادر عن The Information. هذا الانخفاض في التقييم جعل سامبانوفا هدفًا جذابًا لإنتل، بالإضافة إلى حاجة إنتل الماسة لتعزيز قدراتها في مجال الحوسبة عالية الأداء.

بعد توليه المنصب في وقت سابق من هذا العام، صرح الرئيس التنفيذي لشركة إنتل، ليب-بو تان، بأنه يعتزم تقليل ديون الشركة، والتخلص من الأصول غير الأساسية، والتحول إلى استراتيجيات تركز على الذكاء الاصطناعي. كما تلقت الشركة المصنعة للرقائق تعزيزًا لرأس المال بقيمة 8.9 مليار دولار أمريكي من الحكومة الأمريكية في أغسطس، والذي تخطط لاستخدامه لتوسيع عمليات تصنيع أشباه الموصلات المحلية.

في المقابل، تواجه سامبانوفا سيستمز تحديات في تحقيق الربحية وتوسيع نطاق عملياتها. وتشير التقارير إلى أن الشركة كانت تبحث عن مشترٍ محتمل لعدة أشهر. وتعتبر إنتل خيارًا منطقيًا، نظرًا لعلاقاتها السابقة بالشركة وقدرتها على توفير الموارد اللازمة لتطوير وتسويق تقنيات سامبانوفا.

لم تصدر شركة سامبانوفا سيستمز أي تعليق رسمي على الصفقة حتى الآن. كما لم ترد شركة إنتل على طلبات التعليق في وقت نشر هذا الخبر. ومع ذلك، فإن توقيع مذكرة التفاهم يشير إلى أن المفاوضات قد وصلت إلى مرحلة متقدمة.

من المتوقع أن تخضع الصفقة لمراجعة دقيقة من قبل الجهات التنظيمية، للتأكد من أنها لا تنتهك قوانين مكافحة الاحتكار. كما ستخضع الصفقة لتدقيق مالي شامل، لتقييم قيمة سامبانوفا سيستمز بشكل دقيق. ومن المرجح أن يتم الإعلان عن القرار النهائي بشأن الصفقة في الأشهر القليلة المقبلة. وستكون هذه الصفقة بمثابة علامة فارقة في سوق تكنولوجيا أشباه الموصلات، وستؤثر على المنافسة في مجال الذكاء الاصطناعي.

شاركها.