أعلن مشروع مسام الملك سلمان لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام عن إزالة أكثر من ألف لغم وذخيرة غير منفجرة خلال الأسبوع الأول من شهر ديسمبر 2025. وشملت عمليات إزالة الألغام في اليمن 6 ألغام مضادة للأفراد، و62 لغمًا مضادًا للدبابات، بالإضافة إلى 960 ذخيرة غير منفجرة و5 عبوات ناسفة. تأتي هذه الجهود ضمن إطار المساعي المستمرة لإعادة الاستقرار وتأمين حياة المدنيين في اليمن.
وقد نفذت فرق مسام هذه العمليات في مختلف المناطق اليمنية المتضررة من الألغام، مع التركيز على المناطق التي تشهد حركة مدنية كثيفة. وتستمر هذه العمليات بشكل متواصل بهدف تحقيق الأمن والسلام في البلاد. تعتبر هذه الإنجازات مهمة في سياق جهود التنمية وإعادة الإعمار الجارية.
أهمية مشروع مسام في تطهير اليمن من الألغام
يمثل مشروع مسام، الذي يدعمه مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، مبادرة حيوية للتصدي لتهديد الألغام في اليمن. تعتبر الألغام من أكبر العوائق أمام التنمية المستدامة وعودة الحياة الطبيعية للمتضررين. وقد خلفت الحرب في اليمن أعدادًا هائلة من الألغام المتناثرة في مختلف أنحاء البلاد، مما يشكل خطرًا دائمًا على المدنيين.
تأثير الألغام على حياة اليمنيين
تسببت الألغام في إصابات خطيرة ومقتل العديد من المدنيين اليمنيين، بمن فيهم الأطفال والنساء. كما أنها تعيق الوصول إلى الأراضي الزراعية والموارد الطبيعية، مما يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية. بالإضافة إلى ذلك، تعرقل الألغام جهود إعادة الإعمار والتنمية الاقتصادية.
الجهود السابقة لمشروع مسام
منذ انطلاقه، قام مشروع مسام بإزالة عشرات الآلاف من الألغام والذخائر غير المنفجرة في اليمن. وقد ساهمت هذه الجهود بشكل كبير في تقليل عدد الحوادث المتعلقة بالألغام وحماية المدنيين. وتشير الإحصائيات الرسمية إلى أن المشروع قد قام بتطهير مساحات واسعة من الأراضي اليمنية، مما سمح بعودة آمنة للسكان المحليين.
تعتمد فرق مسام على أحدث التقنيات والمعدات المتخصصة في الكشف عن الألغام وإزالتها. كما يخضعون لتدريب مكثف لضمان قدرتهم على التعامل مع مختلف أنواع الألغام والذخائر غير المنفجرة بأمان وفعالية. وتتعاون فرق مسام بشكل وثيق مع السلطات المحلية والمجتمع المدني لضمان نجاح عمليات التطهير.
بالإضافة إلى إزالة الألغام، يقوم مشروع مسام بتنفيذ برامج توعية للمدنيين حول مخاطر الألغام وكيفية التعامل معها. تهدف هذه البرامج إلى تثقيف السكان المحليين حول كيفية التعرف على الألغام والإبلاغ عنها، وكيفية حماية أنفسهم وأطفالهم من خطرها. وتعتبر برامج التوعية جزءًا أساسيًا من استراتيجية المشروع الشاملة للتصدي لتهديد الألغام.
وتشير التقارير إلى أن الحوثيين هم المسؤولون عن زرع غالبية الألغام في اليمن، مما يعقد جهود التطهير ويطيل أمد الأزمة. وقد أدانت الأمم المتحدة مرارًا وتكرارًا استخدام الألغام من قبل الحوثيين، واعتبرته انتهاكًا للقانون الإنساني الدولي. وتدعو المنظمات الدولية إلى محاسبة المسؤولين عن زرع الألغام وتقديمهم إلى العدالة.
تعتبر عمليات إزالة الذخائر غير المنفجرة جزءًا لا يتجزأ من جهود التطهير الشاملة. فهذه الذخائر تشكل خطرًا مماثلًا للألغام، ويمكن أن تنفجر في أي وقت، مما يؤدي إلى إصابات خطيرة أو الوفاة. لذلك، تولي فرق مسام اهتمامًا خاصًا بتحديد وإزالة هذه الذخائر من المناطق المتضررة.
وتواجه فرق مسام تحديات كبيرة في عمليات التطهير، بما في ذلك صعوبة الوصول إلى بعض المناطق بسبب التضاريس الوعرة والظروف الأمنية غير المستقرة. بالإضافة إلى ذلك، فإن الألغام غالبًا ما تكون مدفونة بعمق في الأرض أو مخبأة في أماكن يصعب اكتشافها. ومع ذلك، فإن فرق مسام تواصل العمل بكل تفانٍ وإصرار لتحقيق هدفها المتمثل في تطهير اليمن من الألغام.
تعتبر الأمن الإنساني في اليمن من أهم الأولويات، حيث أن الألغام تعيق وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين. لذلك، فإن إزالة الألغام تعتبر خطوة حاسمة نحو تحسين الوضع الإنساني في البلاد وضمان وصول المساعدات إلى جميع المتضررين. وتدعو المنظمات الدولية إلى زيادة الدعم المالي والتقني لمشروع مسام لمساعدته على مواصلة جهوده في تطهير اليمن من الألغام.
من المتوقع أن تستمر عمليات إزالة الألغام الأرضية في اليمن بوتيرة متسارعة خلال الأشهر القادمة، مع التركيز على المناطق التي تشهد حركة مدنية متزايدة. ومع ذلك، فإن حجم التحدي لا يزال كبيرًا، ويتطلب جهودًا متواصلة وتعاونًا وثيقًا بين جميع الأطراف المعنية. وستظل عمليات التطهير مستمرة حتى يتم تأمين جميع الأراضي اليمنية من خطر الألغام والذخائر غير المنفجرة.






