أعلنت الجهات المختصة في المملكة العربية السعودية عن تحقيق تقدم ملحوظ في مجال تطوير الثروة الحيوانية وحماية الصحة النباتية، وذلك من خلال تنفيذ برامج مكثفة لمراقبة الآفات وتحصين الحيوانات. وقد تم تحصين أكثر من 41 مليون حيوان ضد الأمراض ذات الأولوية، مع خطط لزيادة هذه النسبة في الفترة القادمة. يهدف هذا الجهد إلى تعزيز الأمن الغذائي وتقليل الخسائر الاقتصادية في القطاع الزراعي والحيواني.

وتشمل هذه الإنجازات السيطرة على 18 مرضًا حيوانيًا، والإعلان عن خلو المملكة من ثلاثة أمراض خطيرة تصيب الخيول، وهي طاعون الخيل الأفريقي، وأنيميا الخيل، والرعام. كما تم إطلاق منصة متطورة للاستشعار الذكي لمراقبة الأمراض الحيوانية ورسم خرائط انتشارها، مما يساهم في اتخاذ قرارات سريعة وفعالة لمكافحة هذه الأمراض. وقد بدأت هذه الجهود في وقت سابق من العام الحالي وتستمر حتى الآن.

تعزيز الأمن الغذائي من خلال تطوير الثروة الحيوانية

تعتبر الثروة الحيوانية ركيزة أساسية في تحقيق الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي في المملكة العربية السعودية. وتسعى الحكومة جاهدةً لتطوير هذا القطاع من خلال الاستثمار في برامج التحصين ومكافحة الآفات، بالإضافة إلى دعم المزارعين وتوفير التمويل اللازم لهم. وتأتي هذه الخطوات في إطار رؤية المملكة 2030 التي تولي اهتمامًا خاصًا بقطاع الزراعة والأمن الغذائي.

برامج المراقبة والإدارة المتكاملة للآفات

نفذت الجهات المعنية 25 برنامجًا لمراقبة الآفات التي تهدد المحاصيل الزراعية، بالإضافة إلى 19 برنامجًا للإدارة المتكاملة للآفات ذات الأولوية والأثر الاقتصادي الكبير. تهدف هذه البرامج إلى الكشف المبكر عن الآفات واتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من انتشارها، وذلك باستخدام أحدث التقنيات والأساليب العلمية. وتشمل الإدارة المتكاملة للآفات استخدام المكافحة الحيوية، والمبيدات الآمنة، والتدوير الزراعي.

تحصين الحيوانات ومكافحة الأمراض

بلغ عدد الحيوانات التي تم تحصينها ضد الأمراض ذات الأولوية 41,242,825 حيوانًا، وهو ما يمثل 73% من إجمالي الحيوانات المستهدفة بالتحصين. وتستهدف الحملات الحالية تحصين 43,304,966 حيوانًا، أي ما يعادل 78% من إجمالي القطيع. وتشمل هذه الأمراض الحمى القلاعية، وإنفلونزا الطيور، وغيرها من الأمراض التي قد تتسبب في خسائر اقتصادية فادحة.

وقد ساهمت هذه الجهود في السيطرة على 18 مرضًا حيوانيًا، والإعلان عن خلو المملكة من ثلاثة أمراض خطيرة تصيب الخيول. هذا الإنجاز يعزز الثقة في قطاع الخيول السعودي ويدعم حركة النقل والتجارة المحلية والدولية لهذه الحيوانات. وتعتبر الخيول جزءًا هامًا من التراث والثقافة السعودية.

بالإضافة إلى ذلك، أدى تحسين صحة الحيوانات إلى زيادة إنتاجية القطاع الحيواني، وتحسين جودة المنتجات الحيوانية، مثل اللحوم والألبان والبيض. وهذا يعود بالنفع على المستهلكين ويدعم النمو الاقتصادي.

منصة الاستشعار الذكي: نقلة نوعية في مكافحة الأمراض

يمثل إطلاق منصة الاستشعار الذكي خطوة مهمة نحو تطوير نظام فعال لمراقبة الأمراض الحيوانية والاستجابة السريعة لها. تعتمد المنصة على استخدام أجهزة استشعار متطورة لجمع البيانات حول صحة الحيوانات، وتحليل هذه البيانات باستخدام الذكاء الاصطناعي. وتقوم المنصة بعرض البيانات على خريطة تفاعلية، مما يتيح للمسؤولين اتخاذ قرارات مستنيرة وتطبيق استراتيجيات مكافحة الأمراض بفاعلية.

وتساعد هذه المنصة في تحديد المناطق الأكثر عرضة لخطر انتشار الأمراض، وتوجيه الموارد اللازمة إليها. كما تتيح للمزارعين الحصول على معلومات دقيقة حول صحة حيواناتهم، واتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة. وتعتبر هذه المنصة مثالًا على كيفية استخدام التكنولوجيا الحديثة لتحسين أداء القطاع الزراعي والحيواني.

وتشمل التحديات التي تواجه قطاع الإنتاج الحيواني في المملكة العربية السعودية، ندرة المياه، وارتفاع تكاليف الأعلاف، والتغيرات المناخية. ولكن، من خلال الاستثمار في التكنولوجيا والابتكار، يمكن التغلب على هذه التحديات وتحقيق التنمية المستدامة في هذا القطاع. وتعتبر الصحة الحيوانية جزءًا لا يتجزأ من الأمن الغذائي.

وفيما يتعلق بالصحة النباتية، تولي وزارة البيئة والمياه والزراعة اهتمامًا كبيرًا بحماية المحاصيل الزراعية من الآفات والأمراض. وتنفذ الوزارة برامج توعية للمزارعين حول أفضل الممارسات الزراعية، وتوفر لهم الدعم الفني والمالي اللازم. وتعتبر حماية المحاصيل الزراعية أمرًا ضروريًا لضمان استمرار الإنتاج الغذائي.

من المتوقع أن تستمر الجهات المختصة في تنفيذ برامجها الطموحة لتطوير الثروة الحيوانية وحماية الصحة النباتية في الفترة القادمة. وستركز هذه البرامج على زيادة تغطية التحصين، وتوسيع نطاق المراقبة، وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص. وستظل التحديات المتعلقة بتغير المناخ وتوفر الموارد الطبيعية محور اهتمام رئيسي. وستعتمد النجاحات المستقبلية على القدرة على التكيف مع هذه التحديات والاستفادة من الفرص المتاحة.

شاركها.