تواجه الضوابط الحدودية في المطارات البرتغالية، وخاصةً مطار لشبونة، ضغوطًا متزايدة مع ارتفاع أعداد المسافرين. تثير هذه الزيادة مخاوف بشأن الأمن، حيث حذرت نقابات الشرطة من أن الضغط الحكومي على تسريع عمليات المغادرة والوصول قد يؤثر سلبًا على فعالية الرقابة. وتتعقد الأمور مع اقتراب موعد تطبيق نظام الدخول والخروج الأوروبي، مما يزيد من احتمالية الازدحام والتأخير في إجراءات التفتيش.

أعربت نقابة شرطة الأمن العام (PSP) عن قلقها بشأن ظروف العمل في مطار لشبونة، بعد استلامها مسؤولية مراقبة الحدود الجوية في أكتوبر 2023، إثر حل وكالة الحدود SEF. وقد أرسلت النقابة خطابًا رسميًا إلى وزارة الداخلية في نوفمبر الماضي، تفصل فيه هذه المخاوف وتطالب بمعالجتها بشكل عاجل.

الضغط على الشرطة وتأثيره على مراقبة الحدود

صرح باولو سانتوس، رئيس نقابة الشرطة ASPP، بأن ضباط الشرطة في المطار يتعرضون لضغوط مستمرة لتسهيل حركة المسافرين، وهو ما يتعارض مع الهدف المعلن للحكومة بضمان مراقبة فعالة. ويؤدي هذا التوتر إلى استخدام إجراءات مبسطة في التفتيش، خاصةً خلال أوقات الذروة، مما يقلل من مستوى التدقيق الأمني.

وفقًا لريكاردو جيسوس، رئيس اتحاد وظائف التحقيق الجنائي، فإن الإجراءات المبسطة، والتي تقتصر على التحقق من صلاحية جواز السفر دون إدخال البيانات إلى الأنظمة، كانت مخصصة للحالات الاستثنائية مثل انقطاع التيار الكهربائي. ومع ذلك، يتم تطبيقها بشكل روتيني لفترات طويلة بسبب الضغط المتزايد على الموارد.

ويثير هذا الوضع خطرًا حقيقيًا، حيث يمكن للأفراد المطلوبين أو المشتبه بهم عبور الحدود دون أن يتم اكتشافهم. وقد أشارت النقابة إلى حادثة وقعت في أغسطس، حيث تمكن رجل متهم بالقتل من مغادرة البلاد عبر مطار لشبونة دون أن يتم التعرف عليه، وذلك بسبب تطبيق إجراءات التفتيش المبسطة. لم يتم اعتراضه إلا بعد أن لفت سلوكه العصبي انتباه أحد الضباط الذين قاموا بالتحقق اليدوي من قواعد البيانات.

تأثير نظام الدخول والخروج الأوروبي

من المتوقع أن يزيد نظام الدخول والخروج الأوروبي، المقرر تطبيقه في 12 أكتوبر 2025، من تعقيد الوضع. يتطلب هذا النظام تسجيل بيانات المسافرين من خارج الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك مسح جوازات السفر، وأخذ بصمات الأصابع، والتقاط الصور، مما سيؤدي حتمًا إلى إبطاء عمليات التفتيش وزيادة أوقات الانتظار.

في 14 أكتوبر، وصفت PSP الوضع في المطار بأنه “حرج”، حيث اضطر المسافرون من خارج الاتحاد الأوروبي إلى الانتظار لأكثر من 90 دقيقة لإتمام إجراءاتهم. ويواجه مطار لشبونة تحديًا خاصًا، حيث تجاوز عدد المسافرين 35 مليونًا في عام 2024، في حين أن طاقته الاستيعابية تبلغ 22 مليونًا فقط.

ويرى سانتوس أن نقص البنية التحتية في مطار أومبيرتو دلجادو هو السبب الرئيسي لهذه الصعوبات. ويضيف أن شركة ANA Aeroportos، المشغلة للمطار، تعطي الأولوية للأرباح على حساب الأمن، من خلال السعي إلى تسريع عمليات المغادرة والوصول وتقليل التدقيق الأمني.

نقص الموارد أم سوء الإدارة؟

يرفض كل من ASPP واتحاد وظائف التحقيق الجنائي الادعاءات بأن نقص الموظفين هو المشكلة الأساسية. ويؤكد سانتوس أنه حتى مع زيادة عدد الضباط، فإن عدم وجود مساحة كافية ومرافق مناسبة سيحد من قدرتهم على إدارة الحدود بفعالية. ويعمل حاليًا حوالي 300 من أعضاء الشرطة العامة و35 مفتشًا من الشرطة القضائية في مطار لشبونة.

ويشير جيسوس إلى أن إدارة حركة الطيران في المطار تساهم أيضًا في المشكلة. فقدان تنسيق الرحلات الجوية، خاصةً خلال أوقات الذروة، يؤدي إلى تركيز الضغط على الموارد البشرية المتاحة. على سبيل المثال، تتزامن الرحلات المغادرة المتجهة إلى وجهات تتطلب فحوصات أمنية مكثفة مع أكبر تدفق للرحلات القادمة بين الساعة 7:30 صباحًا و11:30 صباحًا.

أقر خوسيه لويس أرنو، رئيس شركة مطارات ANA، بأن قوائم الانتظار تمثل “مشكلة خطيرة للغاية” خلال مؤتمر عقد في ماكاو. كما وصف وزير الدولة للبنية التحتية، هوغو إسبيريتو سانتو، الوضع بأنه “إحراج وطني”.

أعلن إسبيريتو سانتو عن خطط لزيادة عدد صناديق المغادرة والبوابات الإلكترونية بنسبة 30%، وصناديق الوصول بنسبة 30% مع زيادة البوابات الإلكترونية بنسبة 70%، على أن يتم تنفيذ هذه التحسينات بحلول يونيو 2026. وأشار إلى “نقص في وكلاء PSP” و”عدم الاستقرار التكنولوجي، خاصةً فيما يتعلق بالبوابات الإلكترونية” كأسباب رئيسية لبطء عمليات التفتيش.

دعت ASPP إلى عقد جلسات عامة في المطارات الوطنية في 18 ديسمبر لتقييم الوضع بشكل شامل. من المتوقع أن تستمر المناقشات حول هذه القضية في البرلمان، حيث يطالب المعارضون الحكومة بتقديم حلول جذرية لمعالجة هذه المشكلة. وستراقب الجهات المعنية عن كثب تنفيذ خطط التوسع في مطار لشبونة، وتقييم مدى فعاليتها في تخفيف الضغط على الضوابط الحدودية وتحسين الأمن.

شاركها.