حذرت الجمعية الألمانية لأمراض الأوعية الدموية من خطورة جلطة الساق، مؤكدةً على أهمية التعرف على العلامات التحذيرية المبكرة لتلقي العلاج المناسب وتجنب المضاعفات الخطيرة. وتعتبر جلطة الساق حالة طبية طارئة تتطلب تدخلًا سريعًا، خاصةً مع إمكانية انتقالها إلى الرئة وتسبب الانسداد الرئوي.

تحدث جلطات الساق عادةً عندما يتكون جلطة دموية في أحد الأوردة العميقة في الساق، مما يعيق تدفق الدم. يمكن أن تحدث هذه الجلطات نتيجة عوامل متعددة، بما في ذلك الجلوس لفترات طويلة، أو الإصابة، أو الجراحة، أو بعض الحالات الطبية المزمنة. التعرف على الأعراض الأولية أمر بالغ الأهمية.

أعراض جلطة الساق التي يجب الانتباه إليها

وفقًا للجمعية الألمانية، تشمل العلامات التي قد تشير إلى الإصابة بجلطة الساق ما يلي: تورم ملحوظ في الكاحل أو أسفل الساق أو الساق بأكملها، مصحوبًا بشعور بالضيق وعدم الراحة. يجب الانتباه إلى أن التورم قد يكون في ساق واحدة فقط.

بالإضافة إلى التورم، قد يعاني الشخص من ألم في ربلة الساق يزداد سوءًا عند محاولة حمل الوزن أو المشي. قد يكون الألم مستمرًا أو متقطعًا، ولكنه يستدعي استشارة طبية فورية.

تشمل الأعراض الأخرى زيادة في حرارة الساق المتورمة، وازرقاق لون الجلد في الساق عند تدليها. هذه التغيرات في اللون ودرجة الحرارة هي مؤشرات قوية على وجود مشكلة في تدفق الدم.

الانسداد الرئوي: مضاعفات خطيرة لجلطة الساق

أوضحت الجمعية أن جلطة الساق قد تتسبب في مضاعفات خطيرة، أبرزها انتقال الجلطة إلى الرئة، مما يؤدي إلى الإصابة بالانسداد الرئوي. الانسداد الرئوي هو حالة تهدد الحياة وتتطلب علاجًا فوريًا.

وتشمل أعراض الانسداد الرئوي ضيقًا متزايدًا في التنفس، يزداد سوءًا مع مرور الوقت، حتى أثناء الراحة. قد يشعر المريض بألم حاد في الصدر عند الاستنشاق، ودوار أو إغماء مفاجئ.

كما يمكن أن يصاحب الانسداد الرئوي سعالًا، قد يكون مصحوبًا ببلغم دموي. بالإضافة إلى ذلك، قد يعاني المريض من سرعة أو عدم انتظام ضربات القلب، وخفقان.

الوقاية من جلطة الساق: خطوات بسيطة لحماية صحتك

تؤكد الجمعية الألمانية على أهمية اتخاذ تدابير وقائية للحد من خطر الإصابة بجلطة الساق. تشمل هذه التدابير ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، مثل المشي أو الركض، وتمارين التمدد لمدة 30 دقيقة على الأقل يوميًا لتحسين الدورة الدموية.

الترطيب يلعب دورًا هامًا أيضًا، حيث يجب شرب السوائل بكميات كافية، لا تقل عن لترين يوميًا، للمساعدة في الحفاظ على سيولة الدم. ارتداء الجوارب الضاغطة، خاصةً أثناء السفر الطويل أو الجلوس لفترات طويلة، يمكن أن يساعد في تحسين تدفق الدم في الساقين.

الإقلاع عن التدخين هو خطوة أساسية للوقاية من جلطات الساق، حيث أن التدخين يضر بالأوعية الدموية ويزيد من خطر تكون الجلطات. بالإضافة إلى ذلك، يجب تجنب الجلوس أو الوقوف في نفس الوضعية لفترات طويلة، والحرص على تغيير الوضعية بانتظام.

وفي بعض الحالات، قد يوصي الطبيب بتناول أدوية مضادة للتخثر، مثل مميعات الدم، للوقاية من الجلطات، خاصةً بعد الجراحة أو في حالات وجود عوامل خطر أخرى. يجب تناول هذه الأدوية تحت إشراف طبي دقيق.

من المتوقع أن تصدر الجمعية الألمانية لأمراض الأوعية الدموية في الربع الأول من عام 2026 توصيات محدثة حول أفضل الممارسات للوقاية من جلطات الساق وعلاجها، مع التركيز على أحدث التطورات في مجال الأدوية والإجراءات الطبية. يجب على المرضى والأطباء على حد سواء متابعة هذه التوصيات لضمان أفضل رعاية صحية.

شاركها.