أوقفت الشرطة البريطانية رجلاً يبلغ من العمر 31 عامًا في مطار هيثرو بلندن يوم الأحد، على خلفية حادث سطو مسلح تسبب في إصابة 21 شخصًا، بينهم طفل يبلغ من العمر 3 سنوات، بعد رشهم بغاز الفلفل. وقد استدعى الحادث تدخلًا أمنيًا كبيرًا في مرآب المطار، وأدى إلى تأخيرات مؤقتة في الرحلات الجوية. ويتركز التحقيق حاليًا على تحديد دوافع الجريمة والعلاقة بين الضحية والمشتبه بهم، مع التأكيد على أن السلطات لا تتعامل مع الحادث كعمل إرهابي.

حادث مطار هيثرو: تفاصيل عملية الاعتقال والتحقيقات

وقع الحادث في مرآب مطار هيثرو صباح يوم الأحد، عندما قام أربعة أشخاص بسرقة حقيبة من امرأة داخل المصعد. وخلال عملية السطو، قاموا برش مادة يعتقد أنها غاز الفلفل في وجهها، مما أدى إلى إصابة ركاب آخرين في المصعد والمناطق المحيطة. وفقًا للشرطة، تلقت فرق الإسعاف بلاغات متعددة وقامت بمعالجة الضحايا في الموقع، ونقل خمسة منهم إلى المستشفى لتلقي المزيد من الرعاية الطبية.

لم تُبلغ التقارير عن أي إصابات خطيرة بين المصابين، مما يشير إلى أن تأثير غاز الفلفل كان مؤقتًا. ومع ذلك، أدى الحادث إلى حالة من الذعر وارتباك في المطار، واستدعى استنفارًا أمنيًا مكثفًا. الشرطة عثرت على المشتبه به الأول وألقي القبض عليه، بينما لا يزال البحث جاريًا عن الثلاثة الآخرين. ووصفت شهود عيان المشتبه بهم بأنهم شبان يرتدون ملابس سوداء ويغطون رؤوسهم.

التحقيقات الأولية تشير إلى خلاف شخصي

في تصريح رسمي، أوضح قائد الشرطة بيتر ستيفنز أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن الحادث يتعلق بخلاف شخصي بين الضحية والمجموعة المشتبه بها. وأضاف أن السلطات لا تنظر إلى الحادث على أنه مرتبط بالإرهاب، في ظل الأدلة المتاحة حتى الآن. وقد أعرب ستيفنز عن شكره للجمهور على تعاونه مع الشرطة خلال التحقيقات.

يجري المحققون حاليًا فحصًا دقيقًا لمقاطع الفيديو التي سجلتها كاميرات المراقبة في المطار، بالإضافة إلى جمع أقوال الشهود، لتحديد هوية جميع المشتبه بهم وتحديد مسار هروبهم. كما أنهم يعملون على تحديد طبيعة العلاقة بين الضحية والمجموعة المشتبه بها، والكشف عن دوافع الجريمة. تعتبر مطار هيثرو من بين أكثر المطارات ازدحامًا في العالم، حيث يستقبل الملايين من المسافرين سنويًا، مما يجعل الحفاظ على أمنه أولوية قصوى.

أدى الحادث إلى تعطيل حركة المرور في مرآب المطار لعدة ساعات، مما تسبب في تأخير بعض الرحلات الجوية. ومع ذلك، أكد مطار هيثرو في منشور على منصة X (تويتر سابقًا) أن العمليات عادت إلى طبيعتها، وأن المسافرين يمكنهم المضي قدمًا في خطط سفرهم. وذكر المطار أنه يقدم المساعدة للضحايا المتضررين من الحادث.

وقد أثارت هذه الحادثة تساؤلات حول إجراءات الأمن في مطار هيثرو، وإمكانية تحسينها لمنع تكرار مثل هذه الأحداث في المستقبل. وتشير بعض التقارير الإعلامية إلى أن الشرطة قد تزيد من تواجدها الأمني في المطار خلال الأيام القادمة، لتهدئة المخاوف المتزايدة بين المسافرين. وتعد مثل هذه الحوادث تذكيرًا بأهمية اليقظة الأمنية في الأماكن العامة، وخاصة في المطارات ومحطات النقل الأخرى.

أشارت تقارير إلى أن السلطات تحقق في استخدام غاز الفلفل، وهو سلاح محظور في المملكة المتحدة. قد يواجه المشتبه بهم تهمًا إضافية تتعلق بحيازة واستخدام أسلحة غير قانونية. وتتجه أنظار المحققين الآن نحو تتبع هويات المشتبه بهم الهاربين، وفحص سجلاتهم الجنائية، بحثًا عن أي أدلة قد تساعد في كشف ملابسات الحادث.

من المتوقع أن تستمر الشرطة في جمع الأدلة وتحليلها خلال الأيام القادمة، وأن تقدم المزيد من التفاصيل حول الحادث في مؤتمر صحفي. وقد تطلب التحقيق أيضًا التعاون مع جهات إنفاذ قانون دولية، في حالة وجود أي صلات بين المشتبه بهم ودول أخرى. وستعتمد سرعة إغلاق القضية على مدى تعاون المشتبه بهم وتوفر الأدلة القاطعة.

شاركها.