أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في منتدى الدوحة اليوم السبت استمرار المفاوضات المتعلقة بإنشاء قوة إرساء في غزة، مع التركيز على تحديد صلاحياتها وقواعد الاشتباك. يأتي هذا الإعلان في ظل جهود إقليمية ودولية مستمرة لتحقيق الاستقرار الدائم في القطاع، بعد أشهر من القتال الذي أدى إلى دمار واسع النطاق. وتهدف هذه القوة، وفقاً لفيدان، إلى الفصل بين القوات الإسرائيلية والفلسطينية على طول الحدود.

كما صرح رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني بأن وقف إطلاق النار الكامل في غزة لا يمكن تحقيقه إلا بانسحاب إسرائيل الكامل من القطاع. وأضاف أن هذه الجهود لا تقتصر على وقف إطلاق النار الحالي، بل تمتد لتشمل مراحل الاستقرار وإقامة دولة فلسطين، مؤكداً أن تطبيق اتفاق غزة لم يكتمل بعد.

الخطة التفصيلية لـ قوة إرساء في غزة: التحديات والآليات

تعتمد فكرة إنشاء قوة إرساء في غزة على قرار صادر عن مجلس الأمن الدولي في نوفمبر الماضي، والذي يأذن بإنشاء قوة دولية مؤقتة للعمل تحت قيادة موحدة. تهدف هذه القوة إلى مراقبة وقف إطلاق النار، والمساعدة في إعادة الإعمار، وتسهيل الانتقال إلى إدارة مدنية مستدامة للقطاع. ومع ذلك، فإن عملية التشكيل تواجه صعوبات كبيرة تتعلق بالتمويل، والمساهمات العسكرية، وتحديد هيكل القيادة.

الصعوبات اللوجستية والسياسية

أشار وزير الخارجية التركي إلى أن التحدي الأكبر يكمن في الجوانب التأسيسية للقوة، بما في ذلك الدول المساهمة، وبنية القيادة، والشؤون اللوجستية المعقدة. وتشمل هذه الشؤون تأمين المساهمات المالية اللازمة، وتوفير المعدات والتدريب للقوات المشاركة، وضمان التنسيق الفعال بين مختلف الدول والمنظمات. بالإضافة إلى ذلك، هناك تحديات سياسية تتعلق بالحصول على موافقة جميع الأطراف المعنية، وضمان حيادية القوة وقدرتها على العمل بفعالية.

دور مجلس السلام المقترح

وفقاً لقرار مجلس الأمن، ستعمل القوة الدولية تحت إشراف “مجلس سلام” يهدف إلى وضع إطار عمل لإعادة تنمية غزة، وتنسيق التمويل اللازم. سيتولى هذا المجلس مهمة إدارية انتقالية، على أن تنتقل السلطة في النهاية إلى السلطة الفلسطينية بعد إتمام برنامج إصلاحي شامل. إلى الآن، لم يتم تشكيل مجلس السلام بشكل رسمي، مما يعيق التقدم في تنفيذ خطة القوة الدولية.

موقف تركيا وقطر من استقرار غزة

أكد هاكان فيدان استعداد تركيا لتقديم كل ما يلزم للمساهمة في تحقيق السلام والاستقرار في قطاع غزة، الذي تعرّض لحرب مدمرة استمرت لعدة أشهر. وأضاف أن أنقرة تولي أهمية قصوى لإنهاء الصراع، وتلبية احتياجات السكان المتضررين. هذا التصريح يتوافق مع جهود الدبلوماسية التركية النشطة في المنطقة، والتي تهدف إلى التوصل إلى حلول سياسية مستدامة.

من جهته، شدد الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني على أهمية استمرار التفاوض للوصول إلى مسار واضح للمرحلة التالية بعد وقف إطلاق النار. وأوضح أن الجهود التي بذلت للتوصل إلى الاتفاق الحالي ضرورية أيضاً لتحقيق الاستقرار الدائم وإقامة دولة فلسطينية. تعتبر قطر من أبرز الدول الوسيطة في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ولعبت دوراً محورياً في التوصل إلى اتفاقات تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار.

تطورات وقف إطلاق النار الحالية والآفاق المستقبلية

على الرغم من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في 10 أكتوبر الماضي، إلا أن الخروقات الإسرائيلية المستمرة تشكل عقبة أمام تحقيق الاستقرار الدائم في غزة. وتشير التقارير إلى استمرار الاشتباكات المتقطعة، والقيود المفروضة على حركة الأشخاص والبضائع. الوضع الإنساني في القطاع لا يزال صعباً للغاية، مع نقص حاد في الغذاء والدواء والمياه.

وفي حين أن الرئيس الأمريكي قال الشهر الماضي أن “القوة الدولية ستصل غزة قريباً جداً”، لم يتم تحديد جدول زمني واضح لتشكيل القوة ونشرها. الخطوة التالية المتوقعة هي الإعلان عن تشكيل مجلس السلام، وتحديد الدول المساهمة بالقوات، ووضع خطة عمل مفصلة لتنفيذ قرار مجلس الأمن. تبقى الآفاق المستقبلية غير مؤكدة، وتعتمد على إرادة الأطراف المعنية في الالتزام بالاتفاقات، والعمل بجدية نحو تحقيق السلام والاستقرار الدائم في قطاع غزة.

[Video Embedding – as per provided data]

This development concerning a peacekeeping force in Gaza continues to be monitored closely by international observers and regional stakeholders as efforts to establish lasting stability in the region persist.

شاركها.