يعتبر قضم الأظافر من العادات الشائعة، خاصةً بين الأطفال والمراهقين، لكنه قد يشير إلى مشاكل أعمق. هذه العادة، المعروفة باسم “عصبية قضم الأظافر” (bruxism)، لا تقتصر على مجرد تشويه المظهر فحسب، بل يمكن أن تؤدي أيضًا إلى مضاعفات صحية ونفسية. تهدف هذه المقالة إلى استكشاف أسباب هذه العادة وكيفية التعامل معها بفعالية.
وفقًا لخدمة الاستشارات عبر الإنترنت التابعة للمؤتمر الفدرالي للإرشاد التربوي في ألمانيا، فإن الأسباب الكامنة وراء قضم الأظافر متنوعة وتشمل عوامل نفسية وسلوكية. غالبًا ما تكون هذه العادة بمثابة آلية للتكيف مع التوتر أو القلق، ولهذا السبب تزداد حدتها في فترات الضغط العصبي.
أسباب قضم الأظافر لدى الأطفال والمراهقين
تتراوح أسباب قضم الأظافر بين البسيطة والمعقدة. من بين الأسباب الشائعة، الشعور بالملل أو الرغبة في التخلص من الطاقة الزائدة. قد يلجأ الأطفال والمراهقون إلى قضم أظافرهم بشكل لا إرادي أثناء التركيز على مهمة ما، مثل مشاهدة التلفزيون أو القراءة.
بالإضافة إلى ذلك، يمثل الضغط النفسي الناجم عن تحديات أكاديمية أو اجتماعية أو عائلية محفزًا قويًا لهذه العادة. قد يعبر الأطفال عن قلقهم أو توترهم من خلال قضم أظافرهم كوسيلة للتهدئة الذاتية. وتشير الدراسات إلى أن الأطفال الذين يعانون من تدني احترام الذات قد يكونون أكثر عرضة لقضم أظافرهم.
ومع ذلك، هناك أسباب أكثر خطورة لقضم الأظافر تتطلب اهتمامًا خاصًا. ووفقًا للمختصين، يمكن أن يكون قضم الأظافر علامة على اضطرابات نفسية مثل القلق العام، واضطراب الوسواس القهري، والاكتئاب. تترافق هذه الحالات غالبًا مع سلوكيات أخرى متكررة، مثل نتف الشعر أو حك الجلد.
التأثير المحتمل على الصحة
إن قضم الأظافر لا يعتبر فقط عادة غير مرغوب فيها من الناحية الجمالية، بل يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية حقيقية. قد يتسبب في تشوهات الأظافر، والتهابات الجلد، وزيادة خطر الإصابة بالعدوى البكتيرية أو الفطرية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي قضم الأظافر إلى تلف الأسنان واللثة.
كيفية التعامل مع قضم الأظافر
يؤكد خبراء الإرشاد التربوي على أهمية تجنب معاقبة الطفل أو توبيخه بسبب قضم أظافره. فالتعنيف قد يزيد الأمر سوءًا ويؤدي إلى تفاقم القلق والتوتر الذي يدفع الطفل إلى هذه العادة. بدلًا من ذلك، يجب على الوالدين التحلي بالصبر والتفهم، ومحاولة فهم الأسباب الكامنة وراء هذا السلوك.
من أهم الخطوات المساعدة، هو التحدث مع الطفل بهدوء ومحاولة معرفة ما إذا كان يواجه أي مشاكل أو صعوبات في حياته. يمكن للوالدين أيضًا تشجيع الطفل على إيجاد بدائل صحية لقضم الأظافر، مثل ممارسة الرياضة، أو الرسم، أو العزف على آلة موسيقية. يساعد إشغال اليدين في تقليل الرغبة في قضم الأظافر.
تقترح بعض الاستراتيجيات أيضًا استخدام طلاء الأظافر ذي الطعم المرير، أو ارتداء قفازات خفيفة، أو وضع ضمادات على الأظافر كتدابير وقائية. هذه الأساليب يمكن أن تساعد في منع الطفل من الوصول إلى أظافره وقضمها.
في الحالات الأكثر تعقيدًا، قد يكون من الضروري استشارة طبيب نفسي أو معالج سلوكي. يمكن لهؤلاء الخبراء تقديم العلاج المناسب، مثل العلاج السلوكي المعرفي، لمساعدة الطفل على التخلص من هذه العادة والتعامل مع أي مشاكل نفسية أو عاطفية قد تكون كامنة وراءها. يتضمن العلاج السلوكي المعرفي تحديد الأفكار والمشاعر السلبية التي تؤدي إلى قضم الأظافر، وتعليم الطفل مهارات جديدة للتفكير والتصرف بشكل أكثر إيجابية.
من المتوقع أن يستمر الوعي بأهمية الصحة النفسية لدى الأطفال والمراهقين في النمو، مما قد يؤدي إلى زيادة الطلب على خدمات الاستشارة والعلاج. في الوقت الحالي، لا توجد مؤشرات رسمية حول تغييرات متوقعة في سياسات دعم الصحة النفسية، لكن يُرجى متابعة تصريحات وزارة الصحة والجهات المعنية الأخرى.






