أعلنت وزارة الدفاع التركية عن تطورات هامة في الصناعات الدفاعية التركية، حيث بدأت في تصنيع أول غواصة محلية الصنع، بالإضافة إلى إتمام أول صفقة لبيع سفينة حربية لدولة عضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو). يأتي هذا الإعلان في إطار سعي تركيا لتعزيز استقلالها في مجال التسليح وتقليل الاعتماد على المصادر الخارجية، الأمر الذي يعتبر نقطة تحول في قطاع الدفاع لديها.

وقالت الوزارة في إفادة رسمية، ان إدارة المصانع العسكرية وأحواض بناء السفن (أسفات) قد أبرمت اتفاقاً مع وزارة الدفاع الرومانية لتصدير سفينة حربية، مشيرةً إلى أن هذه الصفقة تمثل أول عملية بيع من نوعها لدولة عضو في الناتو. وتؤكد هذه الخطوة على الثقة المتزايدة في جودة وتكنولوجيا الصناعات الدفاعية التركية على الساحة الدولية.

تطور الصناعات الدفاعية التركية

يأتي بدء تصنيع الغواصة “ميلدن” والمدمرة “تي إف – 2000” كجزء من خطة أوسع لتركيا لتعزيز قدراتها العسكرية وتوطين إنتاج الأسلحة والمعدات الدفاعية. تهدف هذه الخطط إلى تقليل الاعتماد على الدول الأجنبية في الحصول على هذه التقنيات الحيوية، وتحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الدفاع.

مراحل التصنيع والتطوير

أفادت التقارير بأن بناء الكتلة الأولى من المدمرة “تي إف – 2000” جرى في قيادة ترسانة إسطنبول البحرية، بينما بدأ بناء أول كتلة اختبارية للغواصة “ميلدن” في قيادة ترسانة جولجوك البحرية. ومن المتوقع أن تستغرق عمليات التصنيع والتطوير عدة سنوات قبل أن تتمكن تركيا من تسليم كلا المشروعين بشكل كامل.

النمو في صادرات الدفاع

شهد قطاع الدفاع والطيران في تركيا نمواً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، حيث ارتفعت الصادرات إلى أكثر من 7 مليارات دولار في عام 2024. وعزى هذا الارتفاع إلى تطور التكنولوجيا التركية وزيادة القدرة التنافسية للمنتجات الدفاعية التركية في الأسواق العالمية. وتُظهر البيانات الرسمية أن الصناعات الدفاعية ساهمت بنحو 1.9% في الناتج المحلي الإجمالي، ولفتت إلى أن صادراتها شكّلت 2.7% من إجمالي الصادرات التركية التي بلغت 262 مليار دولار.

وبالنظر للمستقبل، تهدف تركيا إلى مواصلة الاستثمار في تطوير المنظومات الدفاعية والتكنولوجيا العسكرية، مع التركيز على المجالات التي تعزز من أمنها القومي وتزيد من مكانتها الإقليمية والدولية. ويتوقع أن تشهد الصناعات الدفاعية نمواً مضطرداً في السنوات القادمة، مع التركيز على تطوير القدرات المحلية وإقامة شراكات استراتيجية مع دول أخرى.

من الجدير بالملاحظة أن نجاح هذه المشاريع يعتمد على استمرار الاستثمار في البحث والتطوير، وتوفير الكفاءات البشرية المؤهلة، ومواجهة التحديات التقنية واللوجستية المحتملة. وستراقب الأوساط العسكرية والاقتصادية عن كثب تطورات هذه المشاريع، وتقييم تأثيرها على الأمن القومي والاقتصاد التركي.

شاركها.