سواء كان المرء يخوض تجربة تسلق جبل أو مغامرة في المناطق الجبلية المرتفعة، فإن النشاط يمنحه شعورا بالنشاط والإثارة. ولكن هذه التجارب تنطوي على خطورة غالبا ما يتم الاستهانة بها وهي: داء المرتفعات. يمكن أن يسبب التسلق بسرعة إلى ارتفاعات عالية مشاكل صحية خطيرة، ويتطلب فهمًا جيدًا للمخاطر وكيفية الوقاية منها.
وفقًا للخبراء، تزداد خطورة الإصابة بداء المرتفعات بشكل ملحوظ على ارتفاع حوالي 2500 متر. تشمل الأعراض الشائعة الصداع والغثيان والإرهاق والدوار، وقد تؤثر على نسبة كبيرة من المتسلقين، خاصة في مناطق مثل جبال الهيمالايا وكليمنجارو. يعد فهم هذه الأعراض وكيفية التعامل معها أمرًا بالغ الأهمية لضمان سلامة المغامرين.
داء المرتفعات: الأسباب وكيفية الوقاية
داء المرتفعات يحدث نتيجة لانخفاض مستويات الأكسجين في الهواء المحيط مع زيادة الارتفاع. فعلى ارتفاع 5 آلاف متر، تكون مستويات الأكسجين حوالي نصف ما هي عليه عند سطح البحر. يؤدي هذا النقص في الأكسجين إلى سلسلة من التغيرات الفسيولوجية في الجسم، مما قد يؤدي إلى ظهور الأعراض المذكورة أعلاه.
يقول الدكتور توماس جلينك، المدير العلمي لمركز طب السفر في ألمانيا، “داء المرتفعات مشكلة خطيرة ولكن يمكن تجنبها”. الطريقة الأكثر فعالية للوقاية هي اتخاذ الاحتياطات اللازمة والتخطيط الدقيق للرحلة.
التخطيط والاستعداد للرحلة
يوصي الخبراء بالتخطيط لجولة التسلق بعناية، والحصول على استشارة طبية قبل الانطلاق. يجب فحص مسار الصعود في الجولة والتأكد من أنه يتضمن فترات راحة كافية للتكيف مع الارتفاع. بالإضافة إلى ذلك، يوصى بالاستعداد من خلال القيام بجولات تسلق لارتفاعات عالية، مع النوم على ارتفاعات أقل بعد ذلك، وذلك لمساعدة الجسم على التكيف مع مستويات الأكسجين المنخفضة.
من المهم أيضًا التأكد من تناول سوائل كافية، حيث أن الجفاف يمكن أن يفاقم أعراض داء المرتفعات. يجب على المتسلقين شرب كميات كبيرة من الماء بانتظام طوال الرحلة.
نصائح إضافية أثناء التسلق
يتعين على المرء الراحة لمدة يوم بعد تسلق كل ألف متر على الأقل. البدء بتسلق تدريجي من ارتفاع 2500 متر يمكن أن يساعد الجسم على التكيف بشكل أفضل. زيادة معدل التنفس وضربات القلب هي رد فعل طبيعي للتأقلم مع صعود الجبال، ولكن يجب مراقبة الأعراض الأخرى عن كثب.
إذا شعر المرء بأعراض مثل الصداع أو الدوار، يجب التوقف عن التسلق. تختفي الأعراض عادة خلال يوم إلى 3 أيام بعد التوقف. إذا لم تختف الأعراض أو تفاقمت الحالة، يجب النزول فورا.
في الحالات الخطيرة، قد يكون من الضروري الحصول على مساعدة طبية. يمكن أن يصبح داء المرتفعات حالة مهددة للحياة إذا لم يتم علاجه بشكل صحيح، حيث يمكن أن يسبب امتلاء الرئتين بالسوائل أو تضخم المخ.
العلاج الدوائي لداء المرتفعات
أظهرت بعض الأدوية، مثل الأسيتازولاميد والديكساميثازون، فعالية في الوقاية من أعراض داء المرتفعات. ومع ذلك، يجب الحصول على هذه الأدوية بوصفة طبية من الطبيب، ويجب استخدامها تحت إشراف طبي.
وفقًا لمعهد الصحة الدولي في مستشفى جامعة شاريتيه في برلين، فإن زيادة معدل التنفس وضربات القلب تعد رد فعل طبيعيا لدى التأقلم مع صعود الجبال، وليست لها أهمية مرضية.
في الختام، يظل داء المرتفعات تحديًا صحيًا كبيرًا للمتسلقين والمسافرين إلى المناطق الجبلية المرتفعة. من المتوقع أن تزداد أهمية التوعية والوقاية مع استمرار شعبية السياحة الجبلية. ستركز الجهود المستقبلية على تطوير إرشادات أكثر تفصيلاً وتوفير التدريب المناسب للمتسلقين لضمان سلامتهم.






