ارتفعت أسواق الأسهم الأمريكية يوم الجمعة، مدفوعة بتوقعات استمرار خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، لكن المكاسب كانت محدودة مع ترقب المستثمرين لبيانات اقتصادية إضافية. شهد مؤشر ستاندرد آند بورز 500 ارتفاعًا طفيفًا، بينما أظهر مؤشر ناسداك 100 أداءً أفضل، في حين تراجع مؤشر راسل 2000 للشركات الصغيرة بعد مكاسبه الأخيرة. يأتي هذا في ظل استقرار التضخم الأساسي الأمريكي وتوافقه مع التوقعات.
أظهرت البيانات الاقتصادية الصادرة يوم الجمعة أن مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي ارتفع بنسبة 0.2% في سبتمبر، وهو ما يتماشى مع توقعات المحللين. يُعتبر هذا المؤشر، الذي يستثني أسعار الغذاء والطاقة، مقياسًا رئيسيًا للتضخم يراقبه الاحتياطي الفيدرالي عن كثب. تشير هذه البيانات إلى أن الضغوط التضخمية لا تزال موجودة، لكنها مستقرة نسبيًا.
توقعات أسعار الفائدة وتأثيرها على الأسواق
على الرغم من البيانات الإيجابية، يظل المستثمرون حذرين قبل اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع المقبل. تتوقع الأسواق حاليًا أن يقوم الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في الاجتماع القادم، لكن هناك حالة من عدم اليقين بشأن وتيرة الخفض في عام 2024. يرى بعض المحللين أن البيانات الاقتصادية الحالية لا تدعم تسريع وتيرة الخفض.
بيانات التضخم وتأثيرها على قرارات الفيدرالي
وفقًا لإيان لينغن من بي إم أو، فإن البيانات الاقتصادية الأخيرة تدعم خفضًا للفائدة بواقع 25 نقطة أساس الأسبوع المقبل، لكنها لا تشير إلى ضرورة ملحة لتسريع وتيرة الخفض في المستقبل. في المقابل، يرى ريك ريدر من بلاك روك أن هناك احتمالًا لوجود معارضة وخلافات داخل الاحتياطي الفيدرالي بشأن قرار خفض الفائدة.
بالإضافة إلى ذلك، شهدت أسهم التكنولوجيا دعمًا إيجابيًا بعد إعلان شركة هون هاي بريسيشن إندستري، شريكة إنفيديا، عن مبيعات قوية. كما حققت شركة مور ثريدز تكنولوجي، وهي شركة صينية متخصصة في رقائق الذكاء الاصطناعي، قفزة كبيرة في أول يوم تداول لها في شنغهاي. ومع ذلك، تراجعت أسهم نتفلكس بعد الإعلان عن شراكتها مع وارنر براذرز ديسكفري.
تطورات في سوق العملات المشفرة
شهدت العملات المشفرة تقلبات ملحوظة، حيث انخفض سعر البيتكوين إلى ما دون 90 ألف دولار. سجل صندوق آي شيرز بيتكوين تراست التابع لبلاك روك أطول سلسلة من التدفقات الخارجة الأسبوعية منذ إطلاقه في يناير 2024، حيث سحب المستثمرون أكثر من 2.7 مليار دولار خلال الأسابيع الخمسة الماضية. يعكس هذا التراجع فتورًا في شهية المستثمرين تجاه أكبر عملة مشفرة في العالم.
يشير تحليل خبراء بلومبرغ إيكونوميكس إلى أن تراجع أسعار العملات المشفرة يمثل عاملًا يعرقل موجة صعود محتملة في نهاية العام. بالإضافة إلى ذلك، استقرت أسعار خام غرب تكساس الوسيط قرب 60 دولارًا للبرميل، بينما احتفظت أسعار الذهب بمكاسبها السابقة. تعتبر الاستثمارات البديلة مثل الذهب خيارًا للمستثمرين في ظل حالة عدم اليقين.
تأثير أسعار النفط والذهب على الأسواق
تعتبر أسعار النفط والذهب من المؤشرات الهامة التي تؤثر على الأسواق المالية. يمكن أن يؤدي ارتفاع أسعار النفط إلى زيادة التضخم، بينما يمكن أن يوفر الذهب ملاذًا آمنًا للمستثمرين في أوقات الأزمات. يتابع المستثمرون هذه المؤشرات عن كثب لتقييم المخاطر واتخاذ قرارات استثمارية مستنيرة.
بشكل عام، لا تزال الأسواق تنتظر قرار الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة الأسبوع المقبل. من المتوقع أن يكون هذا القرار حاسمًا في تحديد مسار الأسواق المالية في الفترة القادمة. سيراقب المستثمرون أيضًا البيانات الاقتصادية المستقبلية، بما في ذلك بيانات التوظيف ومؤشرات الإنتاج، لتقييم الوضع الاقتصادي واتخاذ قرارات استثمارية مناسبة. من المهم ملاحظة أن هناك حالة من عدم اليقين بشأن التطورات المستقبلية، وأن الأسواق قد تشهد تقلبات في الفترة القادمة.





