أقدمت شركة ميتا، عملاق التكنولوجيا، على خطوة جريئة باستقطاب اثنين من كبار المصممين من شركة آبل المنافسة، في إشارة واضحة إلى تركيزها المتزايد على تطوير أجهزة وبرامج تعتمد على الذكاء الاصطناعي. يأتي هذا التطور في وقت تسعى فيه ميتا إلى تحسين تجربة المستخدم عبر منصاتها المختلفة، وتعزيز مكانتها في سوق الذكاء الاصطناعي المتنامي. من المتوقع أن يلعب المصممان دورًا محوريًا في تصميم الجيل القادم من أجهزة ميتا الذكية.
أعلنت ميتا عن تعيين آلان داي، الرئيس السابق لقسم تصميم واجهة المستخدم البشرية في آبل، لقيادة استوديو تصميم جديد ضمن قسم الواقع المختلط (Reality Labs) التابع للشركة. كما انضم إلى ميتا بيلي سورينتينو، مدير أول في فريق تصميم آبل، والذي شغل سابقًا منصب المدير الإبداعي لمجلة WIRED. أكد مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، هذه الخطوة عبر منصته “ثريدز” (Threads).
تركيز ميتا على تصميم واجهة المستخدم والذكاء الاصطناعي
يعتبر تعيين آلان داي، الذي قاد مشاريع تصميمية رئيسية في آبل مثل نظام التشغيل watchOS ونظارة Vision Pro، بمثابة اعتراف ضمني من ميتا بضرورة تحسين تصميم واجهة المستخدم عبر منصاتها. يشير المحللون إلى أن ميتا عانت تاريخيًا من مشاكل تتعلق بتجربة المستخدم، وعدم الاتساق في التصميم بين فيسبوك وإنستغرام وواتساب ومنصات الواقع الافتراضي مثل Quest. يهدف هذا التغيير إلى معالجة هذه المشكلات وجعل منصات ميتا أكثر جاذبية وسهولة في الاستخدام.
أهمية التصميم في أجهزة الذكاء الاصطناعي القابلة للارتداء
تأتي هذه الخطوة بالتزامن مع استثمارات ميتا الضخمة في مجال الذكاء الاصطناعي، وخاصة في تطوير النظارات الذكية. أصبحت النظارات الذكية من نوع Ray-Ban Meta تحظى بشعبية متزايدة، ويرجع ذلك جزئيًا إلى تصميمها الأنيق الذي طورته شركة EssilorLuxottica الشريكة. تدرك ميتا أن التصميم يلعب دورًا حاسمًا في نجاح هذه الأجهزة، حيث أن المستخدمين لن يرتدونها إذا كانت تبدو غير جذابة.
بالإضافة إلى ذلك، تسعى ميتا إلى دمج تصميم الأجهزة والبرامج بشكل أفضل. يهدف الاستوديو الجديد الذي يقوده داي وسورينتينو إلى الجمع بين مجالات التصميم والأزياء والتكنولوجيا لإنشاء منتجات وتجارب متكاملة. هذا النهج الشامل ضروري لضمان أن الأجهزة والبرامج تعملان معًا بسلاسة وتوفر تجربة مستخدم متميزة.
في المقابل، تشهد جهود ميتا في مجال مختبرات الذكاء الاصطناعي الفائقة (Superintelligence lab) بعض التحديات، حيث غادر بعض الموظفين الجدد بعد فترة قصيرة من تعيينهم. ومع ذلك، تواصل الشركة استثماراتها في هذا المجال، مع التركيز على تطوير تقنيات جديدة يمكن أن تغير طريقة تفاعلنا مع التكنولوجيا.
يقول أنشيل ساغ، محلل تقني في Moor Insights & Strategy، إن ميتا تعاني من “كارثة برمجية” منذ فترة طويلة، وأن هناك الكثير من التناقضات عبر جميع منصات الشركة. ويضيف أن تحسين واجهة المستخدم أمر بالغ الأهمية إذا أرادت ميتا الحفاظ على مستخدميها. هذا يشير إلى أن الشركة تدرك الحاجة إلى تغيير جذري في نهجها تجاه تصميم واجهة المستخدم.
تعتبر هذه الخطوة جزءًا من اتجاه أوسع في صناعة التكنولوجيا نحو التركيز على تجربة المستخدم. تدرك الشركات أن المنتجات والخدمات التي يسهل استخدامها وتوفر تجربة ممتعة هي أكثر عرضة للنجاح. لذلك، تستثمر الشركات بشكل كبير في تصميم واجهة المستخدم والبحث عن أفضل المواهب في هذا المجال.
من الجدير بالذكر أن ميتا قد تكون بصدد إجراء تخفيضات كبيرة في ميزانية قسم الواقع المختلط (Reality Labs) في الوقت نفسه الذي تعزز فيه جهودها في مجال الذكاء الاصطناعي. هذا يشير إلى أن الشركة قد تعيد توجيه مواردها نحو المجالات التي تعتبرها أكثر واعدة للنمو. كما يعكس هذا التحول التغيرات في أولويات ميتا، حيث أصبحت الذكاء الاصطناعي تحتل مكانة مركزية في استراتيجيتها.
في المستقبل القريب، من المتوقع أن نشهد إطلاق منتجات جديدة من ميتا تعكس هذه التغييرات في التصميم والتركيز على الذكاء الاصطناعي. سيكون من المهم مراقبة كيفية دمج ميتا للذكاء الاصطناعي في منتجاتها الحالية والجديدة، وكيف ستؤثر هذه التغييرات على تجربة المستخدم. كما سيكون من المثير للاهتمام معرفة ما إذا كانت ميتا ستتمكن من التغلب على التحديات التي تواجهها في مجال مختبرات الذكاء الاصطناعي الفائقة، وتحقيق أهدافها الطموحة في هذا المجال. من المرجح أن يتم الكشف عن المزيد من التفاصيل حول خطط ميتا خلال الأشهر القادمة، خاصة مع اقتراب موعد المؤتمرات التقنية الرئيسية.
الكلمات المفتاحية الثانوية: الواقع المختلط، تجربة المستخدم، تصميم المنتجات.





