تشهد عمليات التجميل بالحقن، وخاصةً استخدام الحشوات التجميلية، زيادةً ملحوظة في الإقبال عليها. ومع ذلك، يثير الخبراء قلقًا متزايدًا بشأن مضاعفات نادرة ولكنها خطيرة محتملة. يدعون الآن بإجراء فحوصات بالموجات فوق الصوتية قبل الحقن لتعزيز السلامة والدقة في هذه الإجراءات.

تأتي هذه الدعوة في أعقاب أبحاث جديدة كشفت عن مخاوف بشأن حالة تعرف باسم الانسداد الوعائي، وهي من المضاعفات المرتبطة باستخدام الحشوات التجميلية. يمكن أن تؤدي هذه الحالة إلى فقدان الجلد، أو العمى، أو حتى السكتة الدماغية. وتستهدف التوصيات الجديدة بشكل خاص عيادات التجميل التي تقدم هذه العلاجات.

الحشوات التجميلية والمخاطر المحتملة: نظرة أعمق

الانسداد الوعائي يحدث عندما تسد مادة الحشو، مثل حمض الهيالورونيك، تدفق الدم في الشرايين. في معظم الحالات، تكون التأثيرات طفيفة، مثل الاحمرار أو الكدمات، ولكن في الحالات الشديدة، يمكن أن تتفاقم الأمور بسرعة، وفقًا للمجلس الأمريكي للجراحة التجميلية للوجه.

الدكتورة روزا ماريا سيلفيرا سيغريست، وهي طبيبة أشعة في جامعة ساو باولو في البرازيل، صرحت أن “حالات الانسداد الوعائي في الوجه يمكن أن تكون مدمرة، لأنه في حالة عدم علاجها بشكل صحيح، يمكن أن تتسبب في نخر الأنسجة وتشوهات في الوجه”.

أظهرت دراسة عالمية حديثة، قادتها الدكتورة سيغريست، والتي شملت 100 مريض في ست عيادات بين مايو 2022 وأبريل 2025، أن 42٪ من المرضى لم يكن لديهم تدفق دم في الأوعية الدموية المثقبة، وهي الأوعية التي تربط الشرايين السطحية في الوجه بالأوعية الأعمق. كما أن حوالي ثلث الحالات أظهرت عدم وجود تدفق دم في الأوعية الدموية الرئيسية، مشكلة مرتبطة بشكل وثيق بالشريان الأنفي الجانبي في الأنف.

الأنف: منطقة حرجة للحقن

يشير الخبراء إلى أن الأنف يعتبر منطقة صعبة بشكل خاص للحقن. وهذا يرجع إلى أن الأوعية الدموية فيه متصلة بالشرايين الرئيسية في الوجه والشرايين التي تؤدي إلى العين. وعندما تحدث مشكلة، يمكن أن يؤدي ذلك إلى العمى أو السكتة الدماغية. تتطلب هذه المنطقة تدقيقًا خاصًا بسبب تعقيد الشبكة الوعائية.

عادةً ما يستخدم الأطباء إنزيمًا يسمى هيالورونيداز لعلاج الانسداد الوعائي الناتج عن الحشوات، حيث يقوم هذا الإنزيم بتفكيك حمض الهيالورونيك. ومع ذلك، يوصي الخبراء الآن باستخدام الموجات فوق الصوتية أثناء هذا الإجراء لتحديد موقع الانسداد بدقة.

“إذا لم يكن الأطباء يسترشدون بالموجات فوق الصوتية، فإنهم يعالجون بناءً على النتائج السريرية ويحقنون بشكل أعمى”، تقول الدكتورة سيغريست. “ولكن إذا تمكنا من رؤية الانسداد بالموجات فوق الصوتية، فيمكننا استهداف المكان المحدد للانسداد.” وأضافت: “بدلاً من إغراق المنطقة بالهيالورونيداز، يمكننا إجراء حقن موجهة تستخدم كمية أقل من الهيالورونيداز وتوفر نتائج علاجية أفضل.”

بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام الموجات فوق الصوتية لتوجيه حقن الحشوات التجميلية نفسها، مما يساعد الأطباء على وضع هذه المادة الشبيهة بالجل بدقة أكبر وتقليل الحاجة إلى كميات كبيرة منها، وبالتالي تقليل خطر حدوث مضاعفات.

تأتي هذه التوصيات في وقت يشهد فيه تجميل الوجه ازدهارًا في شعبيته. ففي عام 2024 وحده، استخدم أكثر من 5.3 مليون أمريكي حشوات حمض الهيالورونيك، وفقًا للجمعية الأمريكية للجراحين التجميلين. يثني الكثيرون على هذه الحقن لقدرتها على تعزيز حجم الوجه وتنعيم التجاعيد وإضفاء مظهر أكثر إشراقًا دون الحاجة إلى جراحة.

على الرغم من ذلك، فإن الأحداث السلبية الخطيرة مثل الانسداد الوعائي تعتبر نادرة. تشير مراجعة سريرية إلى أن أقل من 0.05٪ من الحقن التجميلية تؤدي إلى أي درجة من الانسداد الوعائي، ومعظم هذه الحالات كانت طفيفة وتم حلها دون آثار دائمة. ومع ذلك، فإن الحالات التي تحدث يمكن أن تكون خطيرة للغاية.

ليدي غاليتشي، إحدى نجمات برنامج “Shahs of Sunset”، لم تكن محظوظة بنفس القدر. فبعد ساعات قليلة من تلقيها كمية صغيرة من الحشو تحت العين في عام 2021، تحول جلدها إلى اللون الأحمر والداكن. في البداية، بدت وكأنها كدمة، لكنها سرعان ما تفاقمت. تم نقلها إلى المستشفى، حيث حقنها الأطباء بالهيالورونيداز لاستعادة تدفق الدم إلى المنطقة ومنع حدوث ضرر دائم.

كتبت غاليتشي في قصتها على Instagram: “بعد أكثر من 1200 وحدة من محلول التذويب، و 24 ساعة بدون نوم، والأطباء الذين لا يمكنني شكرهم بما يكفي لمساعدتي، أنا محظوظة للغاية لأنهم تمكنوا من إذابة الحشو العالق في وعائي الدموي”.

حتى بعد هذه التجربة المرعبة، اعترفت غاليتشي بأنها قد تفكر في استخدام الحشوات مرة أخرى في المستقبل. وأوضحت: “من الصعب القيام بما أقوم به من أجل معيشي، والضغط والتوقعات غير الواقعية للجمال والشيخوخة كامرأة بشكل عام. لست متأكدة كيف سأشعر بعد 5 سنوات لأقول ‘لا’ في الوقت الحالي”.

من المتوقع أن تصدر المزيد من الإرشادات والتوصيات بشأن استخدام الموجات فوق الصوتية في عمليات حقن الحشوات التجميلية في الأشهر القادمة. ستراقب الهيئات التنظيمية عن كثب نتائج الدراسات الجارية لتقييم فعالية هذه التقنية في تقليل المخاطر وتحسين نتائج العلاج. يبقى السؤال حول ما إذا كانت الموجات فوق الصوتية ستصبح إجراءً قياسيًا في جميع عيادات التجميل أمرًا قيد المناقشة، ولكن الاتجاه الحالي يشير إلى زيادة الاهتمام بتبنيها.

شاركها.