لقي ياسر أبو شُعباب، زعيم فصيل مسلح في قطاع غزة كان يتعاون مع إسرائيل ويحظى بدعمها المزعوم، مصرعه في رفح، وفقًا لتقارير متعددة. وقد برز أبو شُعباب لقيادته ميليشيا ساهمت في حماية المدنيين ومنع حركة حماس من إيذائهم، مما أثار جدلاً واسعًا حول دوره وتأثيره في الصراع الدائر. وتأتي هذه الحادثة في وقت تشهد فيه المنطقة تصاعدًا في العنف وتدهورًا في الأوضاع الأمنية.
صعود وسقوط ياسر أبو شُعباب: تأثيره على الوضع في غزة
يُعرف ياسر أبو شُعباب برئاسته ميليشيا “القوات الشعبية” في قطاع غزة، وهي مجموعة ظهرت في أعقاب دخول قوات الدفاع الإسرائيلية إلى رفح في وقت سابق من هذا العام. ووفقًا لمحللين، فقد اكتسبت هذه الميليشيا أهمية متزايدة بسبب تعاونها مع إسرائيل في مواجهة نفوذ حماس المتزايد في المنطقة. وقد ساعدت الميليشيا في تأمين وصول المساعدات وتوزيعها على السكان المحليين، بالإضافة إلى بسط سيطرتها على أجزاء من شرق رفح.
الخلافات الداخلية ودور العشائر
تشير التقارير إلى أن أبو شُعباب أصيب في البداية خلال اشتباك مع عشيرة أخرى في رفح، قبل أن يتم نقله إلى مستشفى في جنوب إسرائيل حيث توفي متأثرًا بجراحه. وقد أكدت “القوات الشعبية” في بيان لها مقتل أبو شُعباب، مؤكدةً أنه كان يحاول حل نزاع محلي. وتشير هذه الحادثة إلى تعقيد المشهد العشائري في غزة، وتصاعد التوترات بين الفصائل المختلفة.
يقول البروفيسور كوبي مايكل، الباحث البارز في معهد دراسات الأمن القومي (INSS) ومعهد ميسباف، إن ميليشيا أبو شُعباب ساعدت إسرائيل في حماية السكان المحليين ومنع حماس من استهدافهم. وأضاف أن حماس تعتبر هذه الميليشيات تهديدًا وجوديًا، وتسعى جاهدة لتفكيكها. ومع ذلك، فإن مقتل أبو شُعباب على يد عشيرة منافسة يشير إلى أن مجرد نزع سلاح حماس قد لا يكون كافيًا لتحقيق الاستقرار في القطاع.
في المقابل، يرى بعض المحللين أن إسرائيل لم تنظر إلى هذه الميليشيات كبديل فعال لحماس في حكم قطاع غزة، بل كأداة تشغيلية إضافية في حربها ضد الحركة. وقد أقامت إسرائيل تعاونًا مع هذه الميليشيات بناءً على مصالح محلية مشتركة، وعلى رأسها القضاء على نفوذ حماس.
تداعيات مقتل أبو شُعباب على الهدنة
يأتي مقتل أبو شُعباب في أعقاب فترة هدنة هشة بين إسرائيل وحماس، شهدت خلالها تصاعدًا في الأنشطة العسكرية من قبل فصائل أخرى في غزة. ووفقًا لوكالة رويترز، استمرت ميليشيا أبو شُعباب في العمل من المناطق التي تسيطر عليها إسرائيل في جنوب غزة بعد الهدنة التي توسطت فيها الولايات المتحدة في أكتوبر. وقد نشرت المجموعة فيديو في نوفمبر يظهر مقاتلين يستعدون لعملية أمنية “لتطهير رفح من الإرهاب”.
وقد أشار مسؤول كبير في الأمم المتحدة، جورجيوس بتروبولوس، في وقت سابق إلى أبو شُعباب بأنه “صاحب النفوذ ذاتي التعريف في شرق رفح”. وفي مقابلة سابقة مع موقع “Ynet”، قال أبو شُعباب: “لن نغادر قطاع غزة وسنواصل القتال ضد حماس حتى آخر واحد فيها”.
بالإضافة إلى ذلك، يشير المحلل مايكل إلى أن الوضع في غزة يظل هشًا وغير مستقر طالما أن حماس قادرة على العمل بحرية. ويؤكد على أن غياب بديل فعال لحكم حماس سيؤدي إلى تفاقم الفوضى في القطاع. ويعتبر الصراع بين العشائر والفصائل المسلحة مؤشرًا على هذا التدهور.
في سياق متصل، تشهد غزة تصاعدًا في العنف بين حماس والعشائر المسلحة الأخرى، مما أسفر عن مقتل العشرات من الأشخاص. وتأتي هذه الاشتباكات في إطار محاولات حماس لاستعادة سيطرتها على القطاع، وتقويض نفوذ الفصائل المنافسة.
في الختام، يمثل مقتل ياسر أبو شُعباب تطورًا مقلقًا في المشهد المعقد في غزة. ومن المتوقع أن تشهد المنطقة المزيد من التوترات والصراعات في الفترة المقبلة، خاصةً في ظل استمرار حالة عدم اليقين بشأن مستقبل الهدنة، وإمكانية تدخل أطراف إقليمية ودولية. ويجب مراقبة الوضع عن كثب، وتقييم التداعيات المحتملة على الأمن والاستقرار في المنطقة.






