أدى استخدام الطائرات بدون طيار في الحرب في أوكرانيا وانتهاك المجال الجوي للاتحاد الأوروبي من قبل هذه الطائرات إلى الحاجة إلى إعادة تنظيم الاستراتيجية الدفاعية، وفقًا لكبار المسؤولين العسكريين في التكتل. ويشمل ذلك مبادرة جديدة للدفاع عن الطائرات بدون طيار تهدف إلى تعزيز القدرة على مواجهة التهديدات الهجينة والمتطورة، مع التركيز بشكل خاص على تطوير القدرات اللازمة لمواجهة الدفاع عن الطائرات بدون طيار. صرح الجنرال شون كلانسي، رئيس اللجنة العسكرية للاتحاد الأوروبي، بأنه يجب أن تكون جميع الهياكل العسكرية والسياسية والاقتصادية في الاتحاد الأوروبي مستعدة للدفاع عن نفسها.
أهمية تعزيز الدفاعات ضد الطائرات بدون طيار في أوروبا
أكد الجنرال كلانسي على ضرورة تعزيز التعاون بين الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو) لمواجهة هذه التحديات الأمنية الجديدة. ويرى أن هناك حاجة إلى التماسك وتجنب الازدواجية قدر الإمكان، خاصة في مجال تطوير تقنيات الدفاع عن الطائرات بدون طيار. وأضاف أن هيكل القيادة والسيطرة التابع للناتو ودوره في الدفاع عن أوروبا وردع أي تهديدات يظل أمرًا بالغ الأهمية.
أطلق الاتحاد الأوروبي “مبادرة الدفاع عن الطائرات بدون طيار” بهدف تعزيز القدرة على الصمود في وجه التهديدات العسكرية والهجينة الناشئة، مع تحسين الاستقلالية الاستراتيجية والاستعداد التشغيلي. تهدف هذه المبادرة إلى إنشاء شبكة متعددة الطبقات قادرة على اكتشاف وتتبع وتحييد الطائرات بدون طيار المعادية، بالإضافة إلى توفير القدرة على الضربات الدقيقة باستخدام منصات الطائرات بدون طيار المتقدمة.
الاستفادة من الخبرات المكتسبة في أوكرانيا
تستند المبادرة بشكل كبير إلى الخبرات المكتسبة في ساحة المعركة الأوكرانية، وستكون مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالتحالف المقترح للطائرات بدون طيار مع أوكرانيا. وقد أظهرت الحرب في أوكرانيا كيف يمكن استخدام الطائرات بدون طيار بشكل فعال في العمليات العسكرية، مما يسلط الضوء على الحاجة إلى تطوير دفاعات مضادة فعالة.
بالإضافة إلى ذلك، تتمتع المبادرة بأبعاد متعددة الاستخدامات، مما يسمح بتطبيقها في السياقات المدنية مثل حماية الحدود والاستجابة للكوارث. هذا يعكس الاعتراف المتزايد بأهمية الطائرات بدون طيار في مجموعة واسعة من المجالات، والحاجة إلى إدارة المخاطر المرتبطة بها بشكل فعال.
التحديات الهجينة وانتشار الطائرات بدون طيار
تعتبر هذه القضية ذات أهمية أوروبية واسعة، حيث تم رصد استخدام الطائرات بدون طيار لأغراض ضارة في دول مثل الدنمارك وبلجيكا وبولندا. وأشار الجنرال كلانسي إلى أن التهديدات الهجينة لا تعرف الحدود، وأنها لا تميز بين الجهات الفاعلة الخبيثة أو الإجراءات المتعمدة التي يتم اتخاذها في هذا المجال. لذلك، من الضروري وجود نهج متماسك على مستوى أوروبا.
ومع ذلك، أكد الجنرال كلانسي على أن المسؤولية الأساسية تقع على عاتق الدول الأعضاء الفردية في الاتحاد الأوروبي. يجب على كل دولة أن تستثمر في تطوير قدراتها الخاصة في مجال الدفاع عن الطائرات بدون طيار، وأن تعمل مع جيرانها لتبادل المعلومات والخبرات.
أدت الحرب في أوكرانيا إلى مزيج من الحرب الخندق وتوظيف الطائرات بدون طيار، مما أعاق التقدم الكبير في خطوط الجبهة، وفقًا للجنرال كلانسي. هذا يشير إلى أن أوروبا يجب أن تستعد للتطورات المستقبلية في الحرب، وأن تضمن امتلاكها للموارد اللازمة للبحث والتطوير والابتكار في مجال الأنظمة العسكرية.
تأثير الطائرات بدون طيار على طبيعة الحرب
يشير هذا التحول في طبيعة الحرب إلى الحاجة إلى إعادة التفكير في الاستراتيجيات الدفاعية التقليدية. لم يعد من الممكن الاعتماد فقط على القوات البرية التقليدية والدفاعات الجوية. بدلاً من ذلك، يجب تطوير قدرات جديدة لمواجهة التهديدات التي تشكلها الطائرات بدون طيار، بما في ذلك القدرة على اكتشافها وتتبعها وتعطيلها.
بالإضافة إلى ذلك، يجب على أوروبا أن تستثمر في تطوير تقنيات مضادة للطائرات بدون طيار، مثل أنظمة التشويش والرادارات المتقدمة. يجب أيضًا تطوير التدريب والتعليم اللازمين لتأهيل الجنود للعمل في بيئة تشكل فيها الطائرات بدون طيار تهديدًا كبيرًا.
من المتوقع إطلاق المبادرة في ربيع عام 2026، والوصول إلى القدرة التشغيلية الأولية بحلول نهاية عام 2026، وأن تكون مكتملة الوظائف بحلول نهاية عام 2027. ومع ذلك، لا تزال هناك بعض أوجه عدم اليقين بشأن الجدول الزمني والتكاليف المرتبطة بالمبادرة. سيكون من المهم مراقبة التقدم المحرز في تنفيذ المبادرة، والتأكد من أنها تلبي الاحتياجات الأمنية المتطورة لأوروبا.
تعتبر الاستثمارات في التكنولوجيا العسكرية، بما في ذلك أنظمة مكافحة الطائرات بدون طيار، ضرورية لضمان أمن أوروبا في المستقبل. يجب على الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي أن تعمل معًا لتطوير قدرات مشتركة، وأن تتبادل المعلومات والخبرات.






