أعرب الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، عن تقديره البالغ للجهود المبذولة من قبل وكالة الرئاسة للشؤون العلمية والتوجيهية بالمسجد الحرام في تنظيم الدورة العلمية التأصيلية. جاء الإشادة خلال إجازة الخريف الطلابية، مؤكدًا أهمية هذه المبادرات في خدمة قاصدي المسجدين الشريفين وتثقيفهم. وتأتي هذه الدورة ضمن سلسلة البرامج التي تهدف إلى تعزيز المعرفة الدينية والوعي الإسلامي.
وقعت هذه المجاملة في مكة المكرمة، خلال فترة الإجازة المدرسية الحالية، وتستهدف بشكل رئيسي الطلاب والطالبات وتوفير فرصة للاستفادة من العلم الشرعي خلال فترة فراغهم. وتعتبر هذه الدورة من المبادرات الهامة التي تطلقها الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي لخدمة رواد الحرمين الشريفين. وتسعى الرئاسة باستمرار إلى تطوير هذه البرامج لتلبية الاحتياجات المتزايدة.
أهمية الدورات العلمية في المسجد الحرام
تعتبر الدورة العلمية التأصيلية جزءًا من خطة شاملة تتبناها الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي لتعزيز الدور التوجيهي والعلمي للحرمين الشريفين. لا تقتصر هذه الدورات على الجانب النظري للدين، بل تشمل أيضًا تطبيقات عملية في الحياة اليومية. ويرى متخصصون أن هذه البرامج تساهم بشكل فعال في مكافحة التطرف وتعزيز القيم الإسلامية السمحة.
دور وكالة الشؤون العلمية والتوجيهية
تلعب وكالة الرئاسة للشؤون العلمية والتوجيهية دورًا محوريًا في تنظيم هذه الدورات وتقديم المحتوى العلمي المتنوع. وتشمل أنشطة الوكالة إقامة المحاضرات والدروس العلمية، وتنظيم حلقات التحفيظ، وتقديم الاستشارات الدينية. وتهدف الوكالة إلى توفير بيئة علمية إيجابية تساهم في تنمية الوعي الديني لدى رواد الحرمين الشريفين.
بالإضافة إلى ذلك، تستفيد الوكالة من أحدث التقنيات في تقديم المحتوى العلمي، مثل البث المباشر للمحاضرات عبر الإنترنت، وتوفير المواد التعليمية على المنصات الرقمية. ويأتي ذلك في إطار سعي الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي إلى مواكبة التطورات الحديثة وتلبية احتياجات الجمهور المتزايدة.
وتشير التقارير إلى أن عدد المستفيدين من هذه الدورات والبرامج العلمية يزداد بشكل ملحوظ كل عام، مما يعكس النجاح الكبير الذي يحققه هذا الجهد المبارك. وتحرص الرئاسة على تقييم هذه البرامج بشكل دوري لتحديد نقاط القوة والضعف والعمل على تطويرها وتحسينها باستمرار.
التركيز على التثقيف القرآني والسنة النبوية
تولي الدورة العلمية التأصيلية اهتمامًا خاصًا بتعزيز التثقيف بالقرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة. ويتم ذلك من خلال تقديم دروس متخصصة في التفسير والحديث، وعقد حلقات لمراجعة القرآن الكريم. وتعتبر هذه الجوانب من أهم ركائز التعليم الإسلامي.
ومع التزايد في المعلومات الخاطئة والمفاهيم المغلوطة، فإن مثل هذه الدورات تلعب دورًا حيويًا في تصحيح هذه المفاهيم وتقديم العلم الشرعي بصورة صحيحة وواضحة. وتسهم في بناء جيل واعٍ ومثقف قادر على فهم دينه وتطبيق تعاليمه في حياته. وتعتبر **الدروس الدينية** من بين أهم الأنشطة التي تحظى بإقبال كبير من قبل المستفيدين.
تتميز هذه الدورات بمشاركة نخبة من العلماء والمشايخ ذوي الكفاءة العالية والخبرة الواسعة في مجال العلوم الشرعية. ويقدمون المحاضرات والدروس بأسلوب علمي ومنهجي، مع مراعاة تبسيط المعلومات وتقديمها بوضوح للجمهور المستهدف. ويعتبر هذا التنوع في الكفاءات العلمية من أهم عوامل نجاح هذه البرامج.
في سياق متصل، أعلنت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي عن خطط لتوسيع نطاق هذه الدورات لتشمل المزيد من الفئات العمرية والمستفيدين. ويتضمن ذلك إقامة دورات خاصة بالنساء، ودورات للمعتمرين والزوار من مختلف أنحاء العالم. ويأتي ذلك في إطار سعي الرئاسة إلى تحقيق أقصى استفادة من الإمكانيات المتاحة لخدمة الحرمين الشريفين.
وتنطلق هذه الجهود بالتوازي مع مبادرات أخرى تشمل تطوير الخدمات المقدمة لرواد الحرمين الشريفين، وتحسين البنية التحتية للحرمين، وتعزيز الأمن والسلامة. وتعتبر هذه المبادرات جزءًا من رؤية المملكة العربية السعودية 2030، التي تهدف إلى تطوير قطاع الحج والعمرة وتحسين تجربة الحجاج والمعتمرين. وتشكل **الرعاية الدينية** جزءًا أساسيًا من هذه التجربة.
من المتوقع أن تعلن الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي عن تفاصيل الدورات العلمية القادمة خلال الأشهر القليلة المقبلة، بما في ذلك مواعيدها ومحاورها العلمية وأسماء المحاضرين المشاركين. ويترقب المهتمون هذه الإعلانات للاستفادة من هذه الفرصة القيمة للتثقيف والتعلم. وستستمر الوكالة في تقييم فعالية هذه البرامج، مع التركيز على قياس أثرها في تعزيز الوعي الديني والثقافة الإسلامية.


