حذّر المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا ولبنان، توماس باراك، رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني من احتمال وقوع هجوم إسرائيلي على لبنان، وذلك خلال اجتماع بينهما مطلع الأسبوع الجاري. يأتي هذا التحذير في ظل تصاعد التوترات الحدودية بين إسرائيل وحزب الله، وتزايد المخاوف من انزلاق المنطقة نحو مواجهة أوسع.

وذكرت وسائل إعلام عبرية أن باراك أبلغ السوداني بأن الهجوم المحتمل سيكون أكثر اتساعًا من الاشتباكات السابقة، وقد يحدث خلال أيام أو أسابيع قليلة. كما طلب من السوداني اتخاذ إجراءات لمنع الفصائل المدعومة من إيران في العراق من الرد على أي هجوم إسرائيلي، محذرًا من أن أي رد عراقي قد يؤدي إلى تصعيد خطير يشمل الأردن وسوريا.

تصاعد المخاوف من هجوم إسرائيلي على لبنان

تأتي هذه التحذيرات في وقت تشهد فيه المنطقة حالة من عدم الاستقرار المتزايد، مع استمرار الصراع في غزة وتأثيراته الإقليمية. تخشى الإدارة الأمريكية من أن تستغل الفصائل الإيرانية الموالية الوضع لفتح جبهات جديدة، مما قد يؤدي إلى توسيع نطاق الصراع بشكل كبير. وتشير التقارير إلى أن واشنطن قلقة بشكل خاص بشأن نقل الأسلحة الإيرانية إلى الفصائل العراقية.

وتعتبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية نقطة اشتعال رئيسية، حيث يتبادل حزب الله وإسرائيل القصف بشكل شبه يومي منذ بداية الحرب في غزة في أكتوبر الماضي. وقد أدى هذا التصعيد إلى نزوح عشرات الآلاف من السكان من كلا الجانبين.

جهود دبلوماسية لوقف التصعيد

في سياق متصل، عقدت اللجنة الخماسية المعنية بمراقبة اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان اجتماعها الرابع عشر في منطقة الناقورة جنوبي لبنان. تهدف اللجنة، التي تضم ممثلين عن فرنسا ولبنان وإسرائيل والولايات المتحدة وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، إلى تحقيق وقف دائم للأعمال العدائية.

وقالت السفارة الأمريكية في لبنان في بيان لها إن مشاركة مسؤولين مدنيين من الجانبين اللبناني والإسرائيلي في اجتماع اللجنة تعكس التزامها بتسهيل الحوار السياسي والعسكري لتحقيق الأمن والسلام الدائمين. وترأس الوفد الإسرائيلي يوري رسنيك، المدير العام للسياسة الخارجية في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، فيما حضر من الجانب اللبناني السفير السابق سيمون كرم.

ومع ذلك، تستمر إسرائيل في انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار، مما يعيق جهود اللجنة الخماسية. ويتبادل الطرفان الاتهامات بمسؤولية هذه الانتهاكات.

وتشمل المخاوف الإضافية، بالإضافة إلى التصعيد المباشر بين إسرائيل وحزب الله، احتمال وقوع هجمات يمكن أن تستهدف القواعد الأمريكية في العراق وسوريا. وقد أعلنت العديد من الفصائل المسلحة عن تعليق هجماتها ضد القوات الأمريكية، لكن هذا التعليق ليس دائمًا.

تعتبر قضية الوضع في لبنان من القضايا المعقدة، حيث تتداخل فيها مصالح إقليمية ودولية متعددة. وتشمل التحديات الرئيسية ضعف الدولة اللبنانية، وتأثير حزب الله القوي، والأزمة الاقتصادية الخانقة.

بالإضافة إلى ذلك، يراقب المجتمع الدولي عن كثب التوترات المتزايدة بين إسرائيل وإيران. وتعتبر إيران الداعم الرئيسي لحزب الله، وأي تصعيد بين البلدين قد يكون له تداعيات خطيرة على المنطقة بأكملها.

في الوقت الحالي، لا يزال الوضع متقلبًا للغاية. من المتوقع أن تستمر الجهود الدبلوماسية للحد من التصعيد، لكن نجاح هذه الجهود غير مضمون. وستراقب الأطراف المعنية عن كثب التطورات على الأرض، بما في ذلك أي تحركات عسكرية إسرائيلية محتملة، وأي ردود فعل من جانب حزب الله والفصائل الإيرانية الموالية. من المرجح أن يكون اجتماع اللجنة الخماسية القادم فرصة لتقييم التقدم المحرز وتحديد الخطوات التالية، مع الأخذ في الاعتبار المخاطر المتزايدة التي تهدد استقرار المنطقة.

شاركها.