أعلنت هيئة الأمن في أوكرانيا (SBU) عن اعتقال مواطن بريطاني، روس ديفيد كاتمور، بتهمة الحصول على أسلحة وذخيرة من جهاز الأمن الفيدرالي الروسي (FSB) بهدف تنفيذ عمليات اغتيال في أوكرانيا. وتواجه هذه الشخصية، التي أثارت جدلاً حول خلفيتها العسكرية، عقوبة محتملة تصل إلى 12 عامًا بالإضافة إلى مصادرة الممتلكات، وفقًا لبيانات الهيئة. هذه القضية تلقي الضوء على التوترات المستمرة والجهود الاستخباراتية المضادة في سياق الحرب الدائرة.

اعتقال روس ديفيد كاتمور: تفاصيل القضية وتهم التجسس

تم اعتقال كاتمور في كييف، بعد ورود معلومات تفيد بأنه كان يعمل سابقًا كمدرب عسكري ثم عرض خدماته على الاستخبارات الروسية مقابل مبالغ مالية. وذكرت هيئة الأمن الأوكرانية أن كاتمور وصل إلى كييف في بداية عام 2024 لتقديم التدريب للقوات الأوكرانية، لكنه توقف عن العمل كمدرب بعد بضعة أشهر وبدأ في البحث عن “أموال سهلة” من خلال التعاون مع روسيا.

تشير التحقيقات إلى أن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي تواصل مع كاتمور بعد أن نشر إعلانات على مجموعات وسائل التواصل الاجتماعي المؤيدة لروسيا. يُزعم أنه جرى تجنيده في أوديسا في سبتمبر 2024 ودفع له 6000 دولار مقابل تقديم معلومات حساسة حول القوات الأجنبية والمنشآت العسكرية في جنوب أوكرانيا. هذا يسلط الضوء على مدى استهداف الاستخبارات الروسية للأفراد الذين قد يكون لديهم وصول إلى معلومات استراتيجية.

الخلفية العسكرية لكاتمور والتحقيقات الجارية

لا تزال تفاصيل خدمة كاتمور العسكرية غير واضحة. وقد أحالت وزارة الدفاع البريطانية الاستفسارات حول سجله العسكري إلى مكتب الشؤون الخارجية والكومنولث والتنمية. وأكد متحدث باسم المكتب أنهم يقدمون المساعدة القنصلية للرجل البريطاني المعتقل في أوكرانيا، وأنهم على اتصال وثيق بالسلطات الأوكرانية. ومع ذلك، أوضح المتحدث أن مكتبهم لا يستطيع التدخل في الإجراءات القانونية المحلية.

بالإضافة إلى جمع المعلومات، يُتهم كاتمور بتلقي تعليمات لصنع جهاز متفجر محلي الصنع، بالإضافة إلى تحديد موقع مخبأ يحتوي على مسدس مزود بمخزنين مملوءين. تمكنت هيئة الأمن الأوكرانية من اعتقاله في منزله في كييف قبل أن يتمكن من تنفيذ أي من هذه المهام. هذا يشير إلى أن التخطيط لعمليات تخريبية كان قيد التنفيذ.

التداعيات الجيوسياسية وتدفق المتطوعين الأجانب

يأتي هذا الاعتقال في وقت تشهد فيه أوكرانيا حربًا مستمرة منذ الغزو الروسي في فبراير 2022. وقد دعا الرئيس فولوديمير زيلينسكي علنًا إلى قدوم المتطوعين الأجانب، بمن فيهم قدامى المحاربين، للمساعدة في الدفاع عن البلاد. وقد استجاب العديد من الأفراد لهذا النداء، مما أدى إلى تدفق متطوعين من مختلف أنحاء العالم.

تُظهر هذه القضية المخاطر المحتملة المرتبطة بتدفق المتطوعين الأجانب، واحتمالية استغلالهم من قبل أطراف معادية. كما أنها تؤكد على أهمية التدابير الأمنية المضادة التي تتخذها أوكرانيا لحماية نفسها من التجسس والتخريب. الوضع يتطلب يقظة مستمرة وتعاونًا دوليًا لمواجهة التهديدات الأمنية.

في سياق منفصل، حذر زيلينسكي من أن أوكرانيا تواجه “خيارًا صعبًا” بسبب العقبات الرئيسية التي تواجه خطة السلام الأمريكية. هذا يعكس التحديات المستمرة التي تواجهها أوكرانيا في سعيها إلى حل سلمي للصراع.

لم ترد هيئة الأمن الأوكرانية أو مكتب المدعي العام في كييف على الفور على طلبات التعليق من وسائل الإعلام. ولم يتم الوصول إلى جهاز الأمن الفيدرالي الروسي للحصول على تعليق. من المتوقع أن تستمر التحقيقات في هذه القضية، وقد يتم تقديم كاتمور إلى المحاكمة بتهمة التجسس والتحضير لأعمال إرهابية. ستراقب الأوساط الدولية عن كثب تطورات هذه القضية، خاصة فيما يتعلق بالعلاقات بين روسيا وبريطانيا، وتأثيرها على الوضع الأمني في أوكرانيا.

شاركها.