تشهد محافظة العلا نموًا ملحوظًا في قطاع السياحة البيئية، وخاصةً في مجال الهايكنج، وذلك بفضل تنوع تضاريسها الفريد وجهود تطوير المسارات واعتماد مرشدين سياحيين مؤهلين. وتستقطب المنطقة بشكل متزايد محبي المغامرة والطبيعة، وتسعى لتثبيت مكانتها كوجهة رائدة لهذه الرياضة في المملكة العربية السعودية. وتأتي هذه التطورات في إطار رؤية المملكة 2030 لتنويع مصادر الدخل وتعزيز السياحة المستدامة.

بدأت رحلات الهايكنج المنظمة في العلا في الانتشار خلال العام الماضي، مع التركيز على ضمان سلامة المشاركين وتقديم تجربة تثقيفية حول الجوانب الجيولوجية والطبيعية للمنطقة. وتُشرف على هذه الرحلات فرق متخصصة معتمدة من الاتحاد السعودي للتسلق والهايكنج، مما يضمن الالتزام بمعايير السلامة والجودة. وتستهدف هذه المبادرة جذب السياح المحليين والدوليين المهتمين بالأنشطة الخارجية.

تطوير مسارات الهايكنج في العلا

تتميز العلا بتنوع تضاريسها التي تشمل الجبال والوديان والصحاري، مما يوفر فرصًا مثالية لممارسة رياضة الهايكنج بمستويات صعوبة مختلفة. وقد قامت الهيئة الملكية لمحافظة العلا بجهود مكثفة لتطوير مسارات الهايكنج وتجهيزها، بما في ذلك وضع علامات إرشادية وتوفير نقاط استراحة ومرافق صحية. تهدف هذه الجهود إلى جعل العلا وجهة آمنة ومريحة لممارسي هذه الرياضة.

اعتماد المرشدين السياحيين

يُعد اعتماد المرشدين السياحيين المؤهلين من أهم عوامل نجاح رحلات الهايكنج. ويخضع المرشدون لبرامج تدريبية مكثفة تشمل الإسعافات الأولية وتقنيات السلامة والتعامل مع حالات الطوارئ. بالإضافة إلى ذلك، يتلقون تدريبًا على الجوانب الجيولوجية والطبيعية للمنطقة لتقديم معلومات قيمة للمشاركين. ويؤكد الاتحاد السعودي للتسلق والهايكنج على أهمية الالتزام بمعايير الاعتماد لضمان جودة الخدمات المقدمة.

أهمية الوعي البيئي

لا تقتصر رحلات الهايكنج في العلا على مجرد الاستمتاع بالمناظر الطبيعية، بل تهدف أيضًا إلى تعزيز الوعي بأهمية المحافظة على البيئة. ويقوم المرشدون بتوعية المشاركين بأهمية عدم ترك النفايات والحفاظ على النباتات والحيوانات البرية. وتشجع الهيئة الملكية لمحافظة العلا على تبني ممارسات سياحية مستدامة تساهم في حماية البيئة للأجيال القادمة. وتعتبر السياحة البيئية جزءًا أساسيًا من استراتيجية التنمية المستدامة في المنطقة.

بالإضافة إلى الهايكنج، تشهد العلا تطورات في مجالات السياحة الأخرى مثل السياحة الثقافية والتاريخية، وذلك بفضل موقعها الاستراتيجي وتراثها الحضاري الغني. وتشمل هذه التطورات ترميم المواقع الأثرية وتنظيم الفعاليات الثقافية وتطوير البنية التحتية السياحية. وتسعى الهيئة الملكية لمحافظة العلا إلى تحقيق التكامل بين مختلف أنواع السياحة لتقديم تجربة شاملة ومتنوعة للزوار.

وتشير التقارير إلى أن قطاع السياحة في العلا يساهم بشكل متزايد في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة. وقد شهدت المنطقة زيادة في عدد السياح خلال السنوات الأخيرة، مما أدى إلى خلق فرص عمل جديدة وتعزيز النمو الاقتصادي. وتتوقع الهيئة الملكية لمحافظة العلا استمرار هذا النمو في المستقبل، مع التركيز على تطوير السياحة المستدامة وتعزيز مكانة المنطقة كوجهة سياحية عالمية. وتعتبر المنطقة وجهة جاذبة لمحبي الرحلات البرية والسياحة المغامرة.

ومع ذلك، لا تزال هناك بعض التحديات التي تواجه تطوير قطاع الهايكنج في العلا، مثل الحاجة إلى المزيد من الاستثمارات في البنية التحتية وتوفير المزيد من المرشدين السياحيين المؤهلين. كما أن هناك حاجة إلى تطوير برامج توعية بيئية لضمان التزام السياح بممارسات سياحية مستدامة. وتعمل الهيئة الملكية لمحافظة العلا على معالجة هذه التحديات من خلال التعاون مع القطاع الخاص والجهات الحكومية المعنية.

من المتوقع أن تعلن الهيئة الملكية لمحافظة العلا عن خطط جديدة لتطوير مسارات الهايكنج خلال الأشهر القادمة، بما في ذلك إضافة مسارات جديدة وتطوير المسارات الحالية. كما تخطط الهيئة لإطلاق حملات تسويقية لترويج للعلا كوجهة رائدة لرياضة الهايكنج. وتعتمد هذه الخطط على نتائج الدراسات والتقييمات التي أجريت مؤخرًا، والتي تهدف إلى تحديد الاحتياجات والتحديات التي تواجه تطوير هذا القطاع. وستراقب الجهات المعنية عن كثب تأثير هذه التطورات على النمو الاقتصادي والاجتماعي في المنطقة.

شاركها.