أعلن المحلل بالمركز الوطني للأرصاد، عقيل العقيل، أن موسم الشتاء يبدأ فلكيًا يوم الاثنين المقبل، مع توقعات بهطولات أمطار أعلى من المعدل في مناطق مختلفة من المملكة العربية السعودية. تشير التوقعات إلى أن هذا الموسم قد يشهد ظروفًا جوية متنوعة تتطلب الاستعداد والاحتياطات اللازمة. هذا الإعلان يمثل بداية فترة مهمة من التغيرات المناخية التي تؤثر على الحياة اليومية والقطاعات المختلفة.
وستبدأ هذه الفترة الفلكية في 27 نوفمبر 2023، وفقًا للتقويم الأرصادي، وتستمر لمدة ثلاثة أشهر تقريبًا. وتشمل المناطق المتوقع تأثرها بالأمطار الغزيرة أجزاء من المناطق الشمالية والغربية والوسطى من المملكة. من المتوقع أن تؤثر هذه التوقعات على خطط السفر والأنشطة الخارجية، بالإضافة إلى احتياطات السلامة العامة.
توقعات موسم الشتاء وارتفاع معدلات الأمطار
تأتي هذه التوقعات في سياق مراقبة وتحليل دقيق للأنماط المناخية من قبل المركز الوطني للأرصاد. يعتمد المركز على بيانات الأقمار الصناعية، ونماذج الطقس العالمية، وتحليل الظروف الجوية المحلية لتقديم تنبؤات دقيقة. تشير المؤشرات الأولية إلى أن تأثيرات بعض الأنظمة الجوية ستكون أقوى من المعتاد خلال هذا الموسم.
العوامل المؤثرة في التوقعات
تتأثر المملكة العربية السعودية خلال فصل الشتاء بقدوم منخفضات جوية من البحر الأحمر والبحر المتوسط. هذه المنخفضات تجلب معها رطوبة وأمطارًا، وقد تكون مصحوبة برياح قوية وأحيانًا بسحب رعدية. بالإضافة إلى ذلك، يلعب موقع المملكة الجغرافي دورًا هامًا في استقبال هذه الأنظمة الجوية.
وفقًا للعقيل، فإن ارتفاع معدلات الأمطار المتوقعة لا يعني بالضرورة حدوث سيول واسعة النطاق، ولكنها تتطلب من الجهات المعنية اتخاذ الاستعدادات اللازمة. تشمل هذه الاستعدادات صيانة شبكات الصرف الصحي، وتجهيز الفرق الميدانية للتعامل مع أي طارئ، وتوعية المواطنين بأهمية اتباع إجراءات السلامة.
تعتبر التوقعات الجوية الدقيقة أمرًا بالغ الأهمية للعديد من القطاعات، بما في ذلك الزراعة والنقل والسياحة. فالمعلومات الصحيحة تساعد المزارعين على اتخاذ القرارات المناسبة بشأن زراعة المحاصيل وحمايتها من الصقيع والأمطار الغزيرة. كما تساعد شركات النقل على تخطيط مساراتها وتجنب المناطق المتضررة من الظروف الجوية السيئة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن التنبؤات الجوية تلعب دورًا حيويًا في الحفاظ على سلامة الأفراد والممتلكات. فالتحذيرات المبكرة من الأمطار الغزيرة والرياح القوية تساعد المواطنين على اتخاذ الاحتياطات اللازمة، مثل تجنب السفر في الظروف الجوية السيئة وتأمين ممتلكاتهم.
تشير بعض التقارير إلى أن التغيرات المناخية قد تساهم في زيادة حدة الظواهر الجوية المتطرفة، بما في ذلك الأمطار الغزيرة والفيضانات. ومع ذلك، لا يزال من الصعب تحديد مدى تأثير التغيرات المناخية على الطقس في السعودية بشكل قاطع. يتطلب الأمر المزيد من الدراسات والأبحاث لفهم هذه العلاقة بشكل أفضل.
من الجانب الآخر، يركز المركز الوطني للأرصاد على تطوير قدراته في مجال التنبؤ بالطقس، من خلال استخدام أحدث التقنيات وتدريب الكوادر المتخصصة. يهدف المركز إلى تقديم معلومات دقيقة وموثوقة للمواطنين والجهات المعنية، لمساعدتهم على اتخاذ القرارات المناسبة والاستعداد للظروف الجوية المتوقعة.
وتشمل الاستعدادات لمواجهة الأحوال الجوية خلال الشتاء أيضًا توفير الدعم اللازم للمحتاجين، وتوزيع المواد الغذائية والبطانيات على المتضررين من البرد والأمطار. تتعاون الجهات الحكومية والمنظمات الإنسانية لتوفير المساعدة اللازمة للمجتمعات الأكثر ضعفًا.
في سياق متصل، حثت مديرية الدفاع المدني المواطنين على ضرورة اتباع تعليمات السلامة الصادرة من المركز الوطني للأرصاد، وتجنب التواجد في الأماكن المكشوفة خلال الأمطار الغزيرة والرياح القوية. كما دعت إلى الإبلاغ عن أي حالات طارئة عبر أرقام الطوارئ المخصصة.
بالنظر إلى التوقعات الحالية، من المرجح أن يشهد الطقس في المملكة خلال الأشهر القادمة تقلبات مستمرة. من المتوقع أن تتناوب فترات من الأمطار الغزيرة مع فترات من الطقس المعتدل والبارد. من المهم أن يظل المواطنون على اطلاع دائم بالتطورات الجوية وأن يتخذوا الاحتياطات اللازمة لحماية أنفسهم وممتلكاتهم.
سيواصل المركز الوطني للأرصاد إصدار تحديثات دورية حول حالة الطقس خلال موسم الشتاء، مع التركيز على المناطق المتوقع تأثرها بالأمطار الغزيرة. من المتوقع أن يتم تقديم تقارير مفصلة حول تطورات الأنظمة الجوية وتأثيراتها المحتملة على مختلف القطاعات. سيتم نشر هذه التقارير على الموقع الإلكتروني للمركز ووسائل الإعلام المختلفة.






