في سبتمبر الماضي، حقق نيويوركي يدعى مايكل موريو إنجازاً لافتاً عندما أكمل سباحة حول جزيرة مانهاتن، وهي مسافة تبلغ حوالي 46 كيلومترًا، وهو مقيّد بالأصفاد. لم يكتفِ موريو بذلك، بل حطم بذلك رقمين قياسيين في موسوعة غينيس للأرقام القياسية، أحدهما لأطول سباحة في المياه المفتوحة بالأصفاد، والآخر كأول وأسرع سباح يطوف حول المسطحات المائية للمدينة وهو مقيد. هذه المغامرة غير العادية أثارت فضول الكثيرين حول دوافعه وتحدياتها.

يعود الفضل في هذا الإنجاز الاستثنائي، كما يرى المراقبون، إلى مجموعة من العوامل تتجاوز القدرة البدنية الهائلة، وتشمل التحدي الشخصي والرغبة في استكشاف حدود التحمل البشري. وقد ذكر موريو أن هذا السعي بدأ كنوع من البحث عن هدف يتجاوز الإنجازات الرياضية التقليدية، ويطمح إلى تقديم شيء فريد ومثير للجدل.

التحدي وراء السباحة بالأصفاد حول مانهاتن

لم تكن سباحة موريو بالأصفاد مجرد تحدٍ رياضي، بل كانت نتيجة تفكير عميق في إمكانية دفع حدود التحمل والقدرة على التكيف. وقد أشار إلى أنه استلهم من قصص سباحين آخرين تحدوا الظروف الصعبة، مثل ديانا نياد وروس إدجلي، وقرر أن يضع لنفسه هدفًا يتطلب منه بذل جهد استثنائي.

تدريب موريو كان مكثفًا وشاقًا، حيث كان يخصص ساعات طويلة للتدريب في حمام السباحة وفي المياه المفتوحة. وكان يركز بشكل خاص على تقوية عضلات الساقين، نظراً لأن حركة الذراعين كانت مقيدة بالأصفاد. بالإضافة إلى التدريب البدني، كان موريو يمارس تمارين ذهنية لتعزيز ثقته بنفسه وقدرته على التعامل مع الضغوط.

ولكن، لماذا الأصفاد تحديداً؟ يرى البعض أن اختيار الأصفاد يمثل رمزاً للتحدي والقيود التي يفرضها الإنسان على نفسه. بينما يرى آخرون أن هذا الاختيار كان بمثابة استفزاز للمجتمع والرغبة في لفت الانتباه إلى قضايا معينة.

التحديات البيئية والسلامة

لم تقتصر التحديات التي واجهها موريو على القيود البدنية، بل كانت هناك أيضًا تحديات بيئية تتعلق بالتيارات المائية ودرجة حرارة المياه والحياة البحرية. فقد واجه موريو تيارات قوية في بعض المناطق، وكان عليه أن يبذل جهدًا إضافيًا للحفاظ على مساره. بالإضافة إلى ذلك، كان عليه أن يتعامل مع خطر وجود قناديل البحر والأسماك المفترسة في المياه.

تعاون فريق الدعم مع موريو عن كثب لضمان سلامته وتوفير المساعدة اللازمة. وكان الفريق يتكون من مدرب وقارب وقوارب كاياك ومسؤول من موسوعة غينيس للأرقام القياسية. وكان الفريق يتواصل مع موريو باستمرار لمراقبة حالته الصحية وتقديم النصائح والتوجيهات.

لماذا يقوم الناس بمثل هذه المغامرات؟

تساءل العديدون عن الدوافع وراء هذه المغامرات المجنونة في عالم السباحة بالمياه المفتوحة. ويرى خبراء أن هذا النوع من التحديات يمثل وسيلة للتعبير عن الذات واكتشاف القدرات الكامنة. فالسباحة في المياه المفتوحة تتطلب الكثير من الشجاعة والعزيمة والقدرة على التكيف مع الظروف المتغيرة.

يقول كابري دياتياسمورو، سباحة ماراثون وعضو في فريق دعم موريو: “بعد السباحة، أشعر وكأنني في قمة النشوة. أعتقد أن الأشخاص العاديين، غير السباحين، يمكنهم تشبيه هذا الشعور بالنشوة التي تأتي بعد تمرين رياضي شاق أو علاقة حميمة ناجحة.”

مستقبل السباحة في المياه المفتوحة والتحديات الفريدة

تتزايد شعبية السباحة في المياه المفتوحة بشكل مستمر، حيث يشارك فيها آلاف الأشخاص في جميع أنحاء العالم في سباقات ومسابقات مختلفة. ويبدو أن هناك اتجاهًا متزايدًا نحو إضافة المزيد من التحديات الفريدة إلى هذه الرياضة، مثل السباحة في المياه الباردة أو السباحة لمسافات طويلة جدًا أو السباحة بأوزان إضافية. السباحة حول جزيرة مانهاتن، وغيرها من مسارات نيويورك المائية، اكتسبت شعبية خاصة بين المتحمسين.

بالنسبة لموريو، يمثل هذا الإنجاز نقطة تحول في حياته المهنية والرياضية. ويخطط الآن لاستكشاف المزيد من التحديات الفريدة في عالم السباحة في المياه المفتوحة، مع التركيز على التحديات التي تتطلب منه بذل جهد استثنائي واستخدام مهاراته وقدراته بشكل مبتكر. ومن المتوقع أن يعلن موريو عن مشاريعه القادمة في الأشهر القليلة المقبلة، مع التركيز على إمكانية تحقيق المزيد من الأرقام القياسية العالمية.

شاركها.