مع استمرار الهدنة في غزة، تظهر تقارير عن محاولات لتشكيل فصائل فلسطينية جديدة تسعى لتقديم بديل عن حركة حماس، التي تستغل فترة الهدن لتعزيز سيطرتها وإعادة تنظيم صفوفها. وتأتي هذه التحركات في ظل اتهامات متزايدة لـ حماس بالارتباط بإيران واستخدام العنف ضد الفلسطينيين أنفسهم.

تحدي سلطة حماس في غزة: ظهور فصائل جديدة

تشير مصادر إلى أن عدة مجموعات مسلحة بدأت في الظهور داخل قطاع غزة، خاصةً مع تراجع نفوذ حماس في بعض المناطق. وتشمل هذه المجموعات “القوى الشعبية في رفح”، و”الجيش الشعبي في شمال غزة”، و”قوة الردع المضادة للإرهاب في خان يونس”، بالإضافة إلى “قوات الدفاع الشعبي في الشجاعية” شرق مدينة غزة. كما تبرز شبكات عائلية قوية مثل عائلتي المجيد والدغمش.

تختلف هذه الفصائل في هيكلها وولاءاتها، وغالبًا ما تكون تحالفاتها متغيرة، ولكنها تتفق جميعًا على معارضة حماس. أحد قادة هذه المجموعات الجديدة، شوقي أبو نصيره، وهو ضابط كبير سابق في السلطة الفلسطينية قضى 16 عامًا في السجون الإسرائيلية، أكد أن الهدنة الحالية منحت حماس “قبلة حياة” وأنها تستعد بشكل أفضل لإعادة التسلح.

خلفية شكوى أبو نصيره من حماس

وفقًا لـ “جسر نيوز”، وهي وسيلة إعلامية عربية، بدأ تمرّد أبو نصيره بعد مقتل ابنه الوحيد على يد حماس، ثم سحب جثته عبر القطاع. ويقول أبو نصيره إن هذا الفعل وحشيًا عزز قراره بمعارضة الحركة.

أبو نصيره، الذي يتمركز حاليًا في المنطقة الشرقية من “الخط الأصفر” في غزة، وهي منطقة تخضع للسيطرة العسكرية الإسرائيلية، يؤكد أن لديه “عشرات المقاتلين” معه، لكنه يقر بأنهم يفتقرون إلى المعدات والدعم الكافي. ويرى أن هناك دعمًا شعبيًا كبيرًا لفكرته، خاصةً بين الفلسطينيين الذين يعيشون في مخيمات أو يعانون من الفقر والوضع الإنساني المتردي.

أبو نصيره يرى أن الفصائل بديلة لحماس قد تنجح في بناء قوة فاعلة، وأن هناك تنسيقًا جاريًا لتوحيد هذه المجموعات تحت مظلة سياسية واحدة، بهدف تشكيل “حرس وطني” لشرق غزة. ويشدد على أنه يجب على الفلسطينيين أنفسهم أن يتحملوا مسؤولية إزالة حماس من السلطة، وأنهم بحاجة إلى الدعم لتحقيق ذلك.

الارتباطات الإيرانية وتأثيرها على الوضع

يؤكد أبو نصيره أن حماس تعمل لصالح إيران، وأنها تمثل تهديدًا للعالم بأسره. ويرى أن تحالف حماس وجماعة الإخوان المسلمين والجمهورية الإسلامية الإيرانية يشكل خطرًا على الأمن والاستقرار العالميين. هذه التصريحات تتوافق مع تقارير سابقة حول الدعم الإيراني لحماس وتوفير الأسلحة والتدريب لها.

في المقابل، يرفض أبو نصيره ما يُعرف بـ “استراتيجية ديزني لاند”، والتي تقترح إنشاء مناطق مدنية عاملة شرق “الخط الأصفر” لإثارة الضغوط على حماس. ويرى أن هذه الاستراتيجية طويلة الأمد ولا تخدم الهدف المباشر المتمثل في إضعاف حماس.

تأتي هذه التطورات في ظل حالة من عدم اليقين بشأن مستقبل غزة بعد الحرب. وتشير التقديرات إلى أن حماس قد استغلت فترة الهدنة لإعادة تجميع قواتها وتأمين تدابير لوجستية جديدة. من جهة أخرى، قد يؤدي ظهور فصائل جديدة إلى تعقيد المشهد السياسي والأمني في القطاع، وإلى احتمال نشوب صراعات داخلية بين هذه الفصائل.

في الأيام القادمة، سيكون من المهم مراقبة تطورات المشهد السياسي والأمني في غزة، وتقييم مدى قدرة الفصائل الجديدة على تحدي سلطة حماس. كما يجب متابعة أي مفاوضات أو جهود دبلوماسية تهدف إلى التوصل إلى حل دائم للصراع الإسرائيلي الفلسطيني. من المنتظر أن تعلن القيادة الفلسطينية عن خطط للتعامل مع هذه الفصائل الناشئة، بالإضافة إلى موقفها من أي دعم خارجي تتلقاه.

شاركها.