يشهد قطاع رياضة المحركات في المملكة العربية السعودية تطوراً ملحوظاً، ويتجسد ذلك في مشاركة السائقين السعوديين في رالي السعودية 2025، الجولة الختامية لبطولة العالم للراليات. ويبرز هذا الحدث كفرصة ذهبية للمواهب الوطنية لإثبات قدراتها على الساحة الدولية، بالإضافة إلى تعزيز مكانة المملكة كوجهة رئيسية للرياضات الميكانيكية. تأتي هذه المشاركة في سياق دعم برنامج “الجيل السعودي القادم” الذي يهدف إلى إعداد أبطال قادرين على المنافسة عالمياً.
من المقرر أن تنطلق فعاليات رالي السعودية في الفترة من 13 إلى 15 مارس 2025، في مناطق مختلفة من المملكة. ويشارك في هذا الحدث نخبة من السائقين العالميين، إلى جانب السائقين السعوديين الطموحين، حمزة باخشب وسعيد الموري، اللذين يمثلان أبرز الأسماء التي تتنافس في فئتي RC2 و RC3 على التوالي. وستشكل هذه الجولة الختامية حسم لقب بطولة العالم للراليات لعام 2025.
صعود المواهب السعودية في رالي السعودية
يشهد حضور السائقين السعوديين في رياضة الراليات نمواً متزايداً، مدفوعاً بالاستثمارات الحكومية والخاصة في تطوير البنية التحتية الرياضية، وبرامج دعم المواهب. ويعتبر رالي السعودية منصة مثالية لإبراز هذه المواهب، وتقديمها للعالم.
حمزة باخشب: نجم صاعد
يُعد حمزة باخشب، المتسابق في فئة RC2، من أبرز المواهب الصاعدة في رياضة الراليات السعودية. وقد حقق باخشب سلسلة من الإنجازات المتميزة منذ عام 2023، بما في ذلك تألقه في بطولات كسر الزمن وفوزه بلقب بطل كأس الشرق الأوسط باها (FIA) في فئة (SSV) لعام 2025.
كما حقق باخشب نتائج قوية في منافسات الأوتوكروس، حيث تصدر فئة (G1) بلس في عام 2024، وفاز بفئة (CLASS 3b) في صعود الهضبة بمحافظة الطائف، بالإضافة إلى فوزه في الجولة الختامية للأوتوكروس في الأحساء. تُظهر هذه الإنجازات قدرة باخشب على التكيف مع مختلف أنواع التضاريس والتحديات التي تواجه السائقين في رياضة الراليات.
سعيد الموري: خبرة وكفاءة
بينما يمثل حمزة باخشب الجيل الصاعد، يمثل سعيد الموري الخبرة والكفاءة في رياضة المحركات السعودية. يشارك الموري في فئة RC3، ويحمل في رصيده سجلًا حافلاً بالإنجازات في مختلف أنواع السباقات، بما في ذلك سباقات الحلبات، والدرفت، وصعود الهضبة، وسباقات التحمل.
وقد حقق الموري لقب بطولة “الراديكال” في عامي 2010 و 2011، وفاز بسباق “دبي 24 ساعة” في فئته لعامين متتاليين، 2015 و 2016. تُعد مشاركته في رالي السعودية 2025 فرصة له للتنافس على أعلى المستويات الدولية، وإضافة إنجاز جديد إلى مسيرته الرياضية.
أهمية رالي السعودية في تطوير رياضة الراليات
لا يقتصر دور رالي السعودية على كونه مجرد جولة في بطولة العالم للراليات، بل يتعداه ليصبح محفزاً لتطوير رياضة الراليات في المملكة. فقد ساهم هذا الحدث في جذب الاستثمارات، وتطوير البنية التحتية، وإعداد الكوادر الوطنية المؤهلة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن رالي السعودية يساهم في تعزيز السياحة الرياضية في المملكة، وجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم. وتشير التقديرات إلى أن هذا الحدث يولد عائدات اقتصادية كبيرة، ويخلق فرص عمل جديدة.
ويعتبر برنامج “الجيل السعودي القادم” جزءاً أساسياً من هذه الجهود، حيث يهدف إلى اكتشاف وتأهيل المواهب الشابة في رياضة الراليات، وتوفير الدعم اللازم لها لتحقيق النجاح. ويشمل البرنامج التدريب والتأهيل، وتوفير المعدات والسيارات، والمشاركة في البطولات المحلية والدولية.
وتشهد المملكة العربية السعودية تحولاً كبيراً في مجال الرياضة، وذلك بفضل رؤية 2030 التي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل، وتعزيز النشاط الرياضي والشبابي. وتعتبر رياضة الراليات من بين الرياضات التي تحظى بدعم كبير من الحكومة، وذلك لما لها من شعبية واسعة، وإمكانات كبيرة للتطوير.
من المتوقع أن يشهد رالي السعودية 2025 إقبالاً جماهيرياً كبيراً، نظراً لأهمية الحدث، وحضور النجوم العالميين والمواهب الوطنية. وستكون هذه الجولة بمثابة اختبار حقيقي لقدرات السائقين السعوديين، وفرصة لهم لإثبات أنهم قادرون على المنافسة في أعلى المستويات.
وفي الختام، يمثل رالي السعودية 2025 علامة فارقة في مسيرة رياضة الراليات في المملكة العربية السعودية. ومن المنتظر أن يتم الإعلان عن تفاصيل المسار والمراحل في الأشهر القليلة القادمة. وستظل متابعة أداء السائقين السعوديين، وتطورات برنامج “الجيل السعودي القادم”، من الأمور التي تستحق الاهتمام في الفترة المقبلة.






