وافقت شركات الأدوية على خفض أسعار 15 دواءً ضمن برنامج الرعاية الصحية الحكومي الأمريكي “ميديكير”، بعد مفاوضات استمرت لعدة أشهر. يُعد هذا التطور خطوة مهمة في جهود خفض تكاليف الأدوية، ومن المتوقع أن يحقق وفورات كبيرة للمستفيدين من البرنامج ودافعي الضرائب على حد سواء، وفقًا لإعلانات رسمية من إدارة الرئيس الأمريكي. سيدخل هذا التخفيض حيز التنفيذ في عام 2027، كجزء من مبادرة أوسع نطاقًا للسيطرة على أسعار الدواء.
خفض أسعار الأدوية في برنامج “ميديكير”: التفاصيل والتأثيرات
يأتي هذا الاتفاق في إطار المرحلة الثانية من برنامج التفاوض على أسعار الأدوية الذي أقرته الحكومة عام 2022. يسمح هذا البرنامج لـ “ميديكير” بالتفاوض مباشرة مع شركات الأدوية لتحديد أسعار أكثر تنافسية للأدوية باهظة الثمن والمستخدمة على نطاق واسع من قبل كبار السن. بالإضافة إلى الأدوية الـ 15 الحالية، ستشمل المرحلة الثالثة من المفاوضات 25 دواءً إضافيًا، مما يزيد من نطاق التخفيضات المحتملة.
مفاوضات تاريخية وفوائد متوقعة
أشاد وزير الصحة والخدمات الإنسانية، روبرت إف كينيدي، بهذه الاتفاقيات بوصفها جزءًا أساسيًا من جهود الإدارة الحالية لمعالجة قضية القدرة على تحمل تكاليف الرعاية الصحية في الولايات المتحدة. وشدد كينيدي على التزام الإدارة بضمان حصول الأمريكيين، وخاصة كبار السن، على الأدوية التي يحتاجونها بأسعار معقولة. أسعار الدواء كانت مصدر قلق متزايد للعديد من الأمريكيين.
ومع ذلك، من المهم ملاحظة أن الأسعار المعلنة حاليًا هي أسعار تقديرية لتغطية احتياجات 30 يومًا من العلاج لكل دواء. الأسعار النهائية التي سيدفعها المستفيدون من “ميديكير” ستعتمد على تفاصيل خطط التأمين الخاصة بهم ومستوى إنفاقهم السنوي على الأدوية. هذا يعني أن التوفير الفعلي قد يختلف من شخص لآخر.
خلفية قانونية وتوسع نطاق البرنامج
يستند برنامج التفاوض على أسعار الأدوية إلى قانون التخفيضات الصادرة عام 2022، والذي يمثل تحولًا كبيرًا في سياسة الأدوية الأمريكية. على مدى سنوات عديدة، كانت الولايات المتحدة تفتقر إلى سلطة مباشرة للتفاوض على أسعار الأدوية مع شركات الأدوية، على عكس العديد من الدول الأخرى. هذا أدى إلى ارتفاع تكاليف الرعاية الصحية بشكل كبير.
تأخر تطبيق هذا البرنامج بسبب تحديات قانونية وإدارية، لكن إدارة بايدن تعهدت بتنفيذه بالكامل. وقد بدأت بالفعل في التفاوض على أسعار 10 أدوية في الجولة الأولى، ومن المقرر أن تدخل هذه التخفيضات حيز التنفيذ في يناير القادم.
وصرح كينيدي بأن هذه الجهود تعكس التزام الرئيس ترامب بتخفيف الأعباء المالية على المواطنين الأمريكيين فيما يتعلق بالرعاية الصحية. وأضاف أن الإدارة ستواصل استكشاف جميع السبل المتاحة لضمان حصول كبار السن على رعاية صحية عالية الجودة وبأسعار معقولة.
في المقابل، أعربت بعض شركات الأدوية عن قلقها بشأن التأثير المحتمل لبرنامج التفاوض على قدرتها على الاستثمار في البحث والتطوير. ومع ذلك، تؤكد الإدارة أن البرنامج مصمم لتحقيق التوازن بين خفض التكاليف والحفاظ على الابتكار في صناعة الأدوية.
كما يجدر الإشارة إلى أن هذه التطورات تأتي في سياق نقاش أوسع حول إصلاح نظام الرعاية الصحية في الولايات المتحدة. هناك العديد من المقترحات الأخرى قيد النظر، بما في ذلك توسيع نطاق التغطية التأمينية، وزيادة الشفافية في تسعير الأدوية، وتشجيع المنافسة بين الشركات المصنعة.
من بين الأدوية التي يشملها التخفيض الجديد أدوية تستخدم لعلاج أمراض مثل السكري وارتفاع ضغط الدم والسرطان. من المتوقع أن هذه التخفيضات ستكون ذات تأثير كبير على حياة الملايين من الأمريكيين الذين يعتمدون على هذه الأدوية للبقاء بصحة جيدة.
الخطوات التالية والمستقبل
الخطوة التالية هي استكمال التفاوض على أسعار الأدوية الـ 25 المتبقية في المرحلة الثالثة. من المتوقع أن تستمر هذه المفاوضات لعدة أشهر، ومن المحتمل أن تواجه معارضة من شركات الأدوية.
بالنظرة إلى المستقبل، من المهم مراقبة تأثير برنامج التفاوض على أسعار الأدوية والابتكار في صناعة الأدوية. سيكون من الضروري أيضًا تقييم ما إذا كان هذا البرنامج يمكن أن يكون نموذجًا لمبادرات مماثلة في مجالات أخرى من الرعاية الصحية. بالإضافة إلى ذلك، يجب متابعة أي تطورات قانونية قد تؤثر على مستقبل البرنامج، مثل الطعون المحتملة من شركات الأدوية.






