تزايدت في الآونة الأخيرة حالات الزواج التي تثير جدلاً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي، وتحديداً فيما يتعلق بتقاسم المسؤوليات المنزلية. آخر هذه الحالات، والتي انتشرت كالنار في الهشيم، هي قصة زوجة ناشدت مستخدمي موقع “ريديت” للحصول على المشورة بعد أن طالبها زوجها بإعداد وجبات فاخرة في وقت متأخر من الليل، مما أثار تساؤلات حول الزوجية وتوقعات الأزواج في العصر الحديث.
تعود تفاصيل القصة إلى منشور كتبته الزوجة في منتدى “AmIOverreacting” على “ريديت”، حيث أوضحت أنها تتولى مهمة الطهي في معظم الأوقات، وأنها تستمتع بذلك، ولكنها شعرت بالإرهاق عندما بدأ زوجها يطلب منها إعداد وجبات معقدة مثل “النيوكلي” والفطائر واللفائف اللحمية في منتصف الليل. وأشارت إلى أن هذا الطلب يأتي بعد يوم عمل طويل وشاق، مما يسبب لها ضغطاً إضافياً.
توقعات غير واقعية وتأثيرها على العلاقات الزوجية
أعربت الزوجة عن صدمتها عندما رد زوجها بغضب على طلبها بتفهم وضعه، مدعياً أنه اعتاد على أن تقوم والدته بإعداد الطعام له في أي وقت، وأنه يتوقع نفس المعاملة من زوجته. وقد أدى هذا الرد إلى مشادة كلامية حادة، حيث أكدت الزوجة أنها لن تستمر في تلبية هذه المطالب غير المعقولة. هذه الحادثة ليست منعزلة، بل تعكس نمطاً متزايداً من السلوكيات التي تظهر عدم المساواة في الأدوار بين الزوجين.
تفاعل المستخدمون على “ريديت” بشكل كبير مع القصة، حيث عبر غالبية ساحقة منهم عن دعمهم للزوجة، وأكدوا أنها ليست مبالغة في رد فعلها. واقترح العديد منهم أن يقوم الزوج بإعداد وجباته الخاصة إذا كان لديه هذه الرغبة الشديدة في تناول الطعام في وقت متأخر من الليل. كما تساءل البعض عن سبب عدم قدرة الزوج على المساعدة في الأعمال المنزلية، خاصةً وأن زوجته تعمل بدوام كامل.
دور الأمهات وتأثيره على توقعات الأزواج
أشار العديد من المعلقين إلى أن هذه السلوكيات غالباً ما تكون نتيجة لتربية الأزواج في بيئات تقليدية، حيث كانت الأم هي المسؤولة الوحيدة عن جميع الأعمال المنزلية. وقد أدى ذلك إلى تكوين توقعات غير واقعية لدى هؤلاء الأزواج حول دور الزوجة في الزواج. هذه القضية تثير نقاشاً أوسع حول أهمية التربية على المساواة بين الجنسين، وتشكيل مفاهيم صحية عن الأدوار والمسؤوليات في العلاقات.
في قصة أخرى ذات صلة، اشتكت أم شابة من صعوبة الحصول على مساعدة زوجها في رعاية أطفالهما. وقد أوضحت أنها تتولى مسؤولية رعاية الأطفال والعمل في نفس الوقت، وأنها تحتاج إلى دعم زوجها لتخفيف العبء عنها. عندما طلبت منه المساعدة، رد عليها بغضب، متسائلاً عن سبب عدم قدرتها على إعداد الطعام في نفس الوقت الذي ترعى فيه الأطفال. هذا الموقف أثار استياءً واسعاً بين مستخدمي “ريديت”، الذين وصفوه بأنه “مخزٍ” و “غير مقبول”.
تُظهر هذه الحالات المتزايدة أهمية الحوار المفتوح والصريح بين الأزواج حول توقعاتهم ومسؤولياتهم. كما تؤكد على ضرورة تبني مفهوم الشراكة والمساواة في جميع جوانب الحياة الزوجية. وتشير إلى أن عدم معالجة هذه القضايا قد يؤدي إلى تفاقم المشاكل وتوتر العلاقات.
بالإضافة إلى ذلك، فإن هذه القصص تلقي الضوء على التغيرات الاجتماعية والثقافية التي تشهدها المجتمعات العربية، حيث تزداد نسبة النساء العاملات، وتطالب بحقوقهن في المساواة والمشاركة الفعالة في جميع المجالات. وهذا يتطلب إعادة النظر في الأدوار التقليدية للرجال والنساء، وتبني مفاهيم جديدة تعكس هذه التغيرات.
من المتوقع أن تستمر هذه النقاشات حول الزوجية وتقاسم المسؤوليات في التصاعد، خاصةً مع تزايد الوعي بأهمية المساواة بين الجنسين. ويجب على الأزواج والمجتمعات العمل معاً لإيجاد حلول لهذه المشاكل، وتعزيز علاقات صحية ومستدامة. كما يجب على المؤسسات التعليمية والإعلامية لعب دور فعال في نشر الوعي بأهمية المساواة، وتشكيل مفاهيم صحية عن الأدوار والمسؤوليات في العلاقات الزوجية. المستقبل سيشهد المزيد من التحديات في هذا المجال، ويتطلب استعداداً كاملاً لمواجهتها.
الكلمات المفتاحية الثانوية: العلاقات الأسرية، المساواة بين الجنسين، المسؤوليات المنزلية.






