أظهرت دراسة حديثة تأثيرًا اقتصاديًا إيجابيًا لافتتاح متاجر “كوستكو” (Costco) على الاقتصادات المحلية، وهو ما يُعرف بـ “تأثير كوستكو” (Costco Effect). تشير التحليلات إلى أن الشركات المحيطة بمتاجر كوستكو ترفع الأجور لجذب العمال والحفاظ عليهم، مما يؤدي إلى تحسين الظروف المعيشية وزيادة القوة الشرائية في المنطقة. هذا التأثير يختلف بشكل كبير عن تأثير سلاسل متاجر الخصم الأخرى.
ما هو “تأثير كوستكو” وكيف يؤثر على الأجور والاقتصاد المحلي؟
“تأثير كوستكو” هو ظاهرة اقتصادية تظهر عندما يؤدي افتتاح متجر كوستكو إلى زيادة الأجور في الشركات المحلية المحيطة. وفقًا لتحليل نشره موقع “Micro” على يوتيوب، فإن الشركات ترفع الأجور بما يصل إلى 40٪ للتنافس مع أجور كوستكو، المعروفة بأنها أعلى من المتوسط في قطاع البيع بالتجزئة.
على عكس ما تفعله بعض سلاسل المتاجر الكبيرة، والتي قد تؤدي إلى خفض الأجور وإغلاق الشركات المحلية، يبدو أن كوستكو يحفز النمو الاقتصادي المحلي. يرجع ذلك جزئيًا إلى أن كوستكو تدفع أجورًا جيدة حتى للموظفين الجدد، مما يضع معيارًا أعلى للأجور في المنطقة.
الفرق بين “تأثير كوستكو” و “تأثير وول مارت”
في المقابل، يُعرف “تأثير وول مارت” (Walmart Effect) بأنه ميل الشركات إلى خفض الأجور والمزايا عندما تفتح وول مارت متجرًا جديدًا في المنطقة. تشير الدراسات إلى أن معدل إغلاق الشركات يرتفع بشكل ملحوظ في المناطق المحيطة بمواقع وول مارت الجديدة، وأن وول مارت قد تدفع الأجور المحلية إلى الانخفاض عندما تصبح أكبر صاحب عمل في المدينة.
ومع ذلك، فإن افتتاح متاجر كوستكو له تأثير معاكس تقريبًا. فبالإضافة إلى رفع الأجور، تجذب كوستكو عددًا كبيرًا من المتسوقين من مناطق أوسع، مما يزيد من حركة المرور والإيرادات للشركات المحلية.
ووفقًا لتقرير صادر عن رويترز، فإن معظم الشركات المحيطة بمتاجر كوستكو تشهد زيادة كبيرة في عدد الزوار والإيرادات بعد افتتاح المتجر. يعود ذلك إلى أن كوستكو يعتبر وجهة تسوق رئيسية، مما يشجع المتسوقين على قضاء يوم كامل في المنطقة والتسوق في المتاجر والمطاعم المحلية.
تتطلب التسوق في كوستكو تخطيطًا أكبر مقارنة بالشراء من وول مارت، وهذا جزء من السبب في أن متسوقي كوستكو ينفقون مبالغ أكبر في المتوسط. فقد أظهرت دراسة أجراها موقع Business Insider أن متسوقي كوستكو يزورون المتجر نصف عدد مرات زيارة متسوقي وول مارت، لكنهم ينفقون أكثر من ضعف المبلغ في المتوسط.
هذا الإنفاق المتزايد يترجم إلى زيادة الطلب على الشركات المحلية، مما يمنحها الفرصة لرفع الأسعار. تساعد الأسعار الأعلى هذه الشركات على تعويض الزيادات في أجور الموظفين والحفاظ على الربحية.
بشكل عام، يساهم “تأثير كوستكو” في بناء سمعة قوية للشركة بين عملائها. كما أن الأجور المرتفعة تقلل من معدل دوران الموظفين، مما يوفر على الشركة المال في تكاليف التدريب والتوظيف. تستفيد الشركات المحلية أيضًا من خلال رفع الأجور للحفاظ على العمال، والقدرة على رفع الأسعار للاستفادة من زيادة الطلب.
تعتبر كوستكو من بين عدد قليل من سلاسل البيع بالتجزئة التي لها تأثير إيجابي على المناطق التي تتواجد فيها. فهي لا تستنزف الاقتصادات المحلية، بل تعتمد عليها وتساهم في نموها. الاستثمار في سلاسل مثل كوستكو (الاستثمار في قطاع البيع بالتجزئة) قد يكون له آثار إيجابية على المجتمعات المحلية.
من المتوقع أن تستمر كوستكو في التوسع في السنوات القادمة، مما قد يؤدي إلى زيادة “تأثير كوستكو” في المزيد من المناطق. ومع ذلك، من المهم ملاحظة أن هذا التأثير قد يختلف اعتمادًا على الظروف الاقتصادية المحلية والمنافسة. سيكون من المثير للاهتمام مراقبة كيفية تطور هذا التأثير في المستقبل، وما إذا كانت الشركات الأخرى ستبدأ في تبني استراتيجيات مماثلة لتحسين الأجور وتعزيز النمو الاقتصادي المحلي.






