تحصد الهواتف المحمولة دوماً الأضواء عند الحديث عن التكنولوجيا، ولكن الحواسيب اللوحية تشهد منافسةً شرسةً لا تقل أهمية. قد تبدو هذه الأجهزة متشابهة للوهلة الأولى، إلا أن الاختلافات بينها كبيرة وتستحق الدراسة المتأنية. في هذا المقال، سنستعرض الصراع المحتدم بين أبرز الشركات المصنعة، وبالأخص سامسونغ وآبل، في سوق الحواسيب اللوحية، ونحاول الإجابة على سؤال: من يتفوق على الآخر في هذا المجال؟

الصراع على الريادة في سوق الحواسيب اللوحية

تهيمن شركتا سامسونغ وآبل على قطاع الحواسيب اللوحية، وتسعيان باستمرار لتقديم أجهزة أكثر قوة وكفاءة. تتجلى المنافسة في مواصفات الأجهزة، وتصميمها، وأسعارها، بالإضافة إلى الأنظمة البيئية التي تدعمها. تعتبر هذه الشركات من الرواد في تقديم تقنيات جديدة ومبتكرة في هذا المجال، مما يجذب إليها شريحة واسعة من المستخدمين.

الصراع على الحجم الكبير

يبرز أحد الاختلافات الرئيسية بين حواسيب سامسونغ اللوحية وأجهزة آبل في أحجام الشاشات. اختارت آبل التركيز على حجمين رئيسيين فقط، وهما 11 بوصة و13 بوصة في طرازات iPad Pro، بينما تقدم سامسونغ خيارات أكثر تنوعاً. تتراوح أحجام شاشات حواسيب Galaxy Tab S11 بين 11.9 بوصة (Tab S11 FE) وصولاً إلى 14.6 بوصة (Tab S11 Ultra)، مع وجود خيارات وسيطة مثل 12.4 بوصة (S11 Plus) و 13.1 بوصة (S11 Fe+). هذا التنوع يتيح للمستخدمين اختيار الجهاز الذي يناسب احتياجاتهم بشكل أفضل.

تختلف المواصفات الداخلية قليلاً بين طرازات سامسونغ، حيث تستخدم أجهزة S11 Plus و S11 Ultra نفس المعالج، بينما تعتمد أجهزة S11 FE و S11 FE+ على معالج أضعف قليلاً من Mediatek. كما تختلف مساحة الذاكرة العشوائية (RAM) بين الأجهزة، حيث تصل إلى 16 جيجابايت في الطرازات الأكبر، و8 جيجابايت في الطرازات الأصغر. في المقابل، تحافظ آبل على اتساق المواصفات الداخلية في جميع أحجام iPad Pro، مما يضمن أداءً موحداً بغض النظر عن حجم الشاشة.

جودة الشاشة: التفوق لسامسونغ

تتفوق سامسونغ بشكل ملحوظ في جودة الشاشة المستخدمة في حواسيبها اللوحية. تعتمد الشركة على تقنية Dynamic AMOLED مع معدل تحديث متغير يتراوح بين 90 هرتز و 120 هرتز، ونسبة أبعاد 16:11. توفر هذه المواصفات تجربة مشاهدة سينمائية متميزة، بألوان زاهية وتباين عالٍ. تعتبر شاشات سامسونغ مثالية لمحبي الأفلام والمسلسلات، والألعاب ذات الرسوميات العالية.

بينما تقدم آبل شاشات عالية الجودة في أجهزة iPad Pro، إلا أنها لا ترتقي إلى مستوى شاشات سامسونغ من حيث الألوان والسطوع. تعتمد آبل على نسبة أبعاد مربعة (4:3) قد تكون أقل ملاءمة لتطبيقات الفيديو والوسائط المتعددة. بالإضافة إلى ذلك، فإن شاشات سامسونغ توفر مساحة عرض أكبر، مما يتيح للمستخدمين الاستمتاع بتجربة أكثر انغماسًا.

أداء المعالج: آبل في المقدمة

فيما يتعلق بأداء المعالج، تحتفظ آبل بميزة واضحة. تتفوق معالجات M5 المستخدمة في أجهزة iPad Pro على معالجات سامسونغ في معظم اختبارات الأداء. يعزى هذا التفوق إلى تصميم معالجات آبل المخصصة للحواسيب المحمولة والمكتبية، والتي تم تكييفها للعمل مع الأجهزة اللوحية. تظهر هذه الميزة بشكل خاص في المهام التي تتطلب قوة معالجة عالية، مثل تحرير الفيديو وتشغيل الألعاب الثقيلة.

على الرغم من أن معالجات Mediatek المستخدمة في حواسيب سامسونغ اللوحية تقدم أداءً جيدًا، إلا أنها لا تزال متخلفة عن معالجات آبل. تظهر هذه الفجوة في نتائج اختبار Geekbench 6، حيث يحقق Galaxy Tab S11 Ultra حوالي 2111 نقطة، بينما يحقق iPad Pro أكثر من 3720 نقطة في اختبار النواة الواحدة. بالإضافة إلى ذلك، فإن نظام التشغيل iPadOS من آبل مُحسّن بشكل أفضل للعمل مع معالجات M5، مما يعزز الأداء العام للجهاز.

منافسون آخرون في السوق

لا تقتصر المنافسة في سوق الحواسيب اللوحية على سامسونغ وآبل فقط. هناك العديد من الشركات الأخرى التي تقدم أجهزة لوحية بمواصفات جيدة وأسعار تنافسية، مثل Realme و Xiaomi و Huawei. تقدم هذه الشركات خيارات متنوعة للمستخدمين، وتستهدف شرائح مختلفة من السوق. تتميز حواسيب Huawei اللوحية بتقنيات مبتكرة، مثل الشاشات القابلة للطي، مما يمنحها ميزة فريدة في السوق.

نظرة مستقبلية

من المتوقع أن يستمر التنافس في سوق الحواسيب اللوحية في السنوات القادمة، مع ظهور تقنيات جديدة ومبتكرة. تشير التوقعات إلى أن الشركات المصنعة ستركز على تطوير معالجات أكثر قوة وكفاءة، وشاشات ذات جودة أعلى، وتصميمات أكثر أناقة وعملية. كما من المتوقع أن نشهد زيادة في عدد الأجهزة اللوحية القابلة للطي، والتي قد تغير قواعد اللعبة في هذا السوق. يبقى من المهم مراقبة تطورات هذه التقنيات، وكيف ستؤثر على تجربة المستخدم.

شاركها.