أعلن مشروع مسام لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام، التابع لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، عن إزالة 874 لغمًا وذخيرة غير منفجرة خلال الأسبوع الثالث من شهر نوفمبر 2025. وتأتي هذه الجهود ضمن إطار العمل المستمر لـ تطهير اليمن من الألغام، بهدف حماية المدنيين وتسهيل عودة الحياة الطبيعية إلى المناطق المتضررة. وشملت عمليات إزالة الألغام أنواعًا مختلفة من المتفجرات، بما في ذلك الألغام المضادة للأفراد والدبابات والذخائر غير المنفجرة.
وقد تم انتزاع هذه الألغام والذخائر من مختلف مناطق اليمن، حيث يمثل انتشارها تهديدًا مستمرًا للسكان المحليين ويعيق جهود التنمية والإعمار. وتعتبر هذه العمليات جزءًا من برنامج أوسع يهدف إلى تطهير اليمن من الألغام، والذي بدأ تنفيذه في عام 2018. ويهدف المشروع إلى إزالة جميع الألغام والذخائر غير المنفجرة من الأراضي اليمنية، مما يساهم في تحقيق الأمن والاستقرار في البلاد.
جهود مستمرة في تطهير اليمن من الألغام
وفقًا لبيان صادر عن مشروع مسام، فإن عمليات إزالة الألغام خلال الأسبوع الثالث من نوفمبر شملت 7 ألغام مضادة للأفراد، و366 لغمًا مضادًا للدبابات، و498 ذخيرة غير منفجرة، بالإضافة إلى 3 عبوات ناسفة. وتتركز هذه الجهود في المناطق التي شهدت اشتباكات مسلحة في السنوات الأخيرة، حيث يُعتقد أن الكثافة الأعلى من الألغام والذخائر غير المنفجرة موجودة.
توزيع الألغام والذخائر
تظهر الإحصائيات أن محافظة الحديدة تشهد أكبر تركيز لعمليات إزالة الألغام، تليها محافظات مأرب والجوف وتعز. ويعزى ذلك إلى طبيعة المواجهات التي دارت في هذه المناطق، والتي أدت إلى انتشار واسع للألغام بشكل عشوائي.
تأثير الألغام على المدنيين
تعتبر الألغام والذخائر غير المنفجرة من أخطر التهديدات التي تواجه المدنيين في اليمن. فمنذ بداية الحرب، تسببت هذه المتفجرات في مقتل وإصابة الآلاف من المدنيين، بمن فيهم الأطفال والنساء. بالإضافة إلى ذلك، تعيق الألغام وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين، وتعيق جهود إعادة الإعمار والتنمية.
ومع ذلك، فإن جهود مشروع مسام ساهمت بشكل كبير في تقليل عدد الحوادث المتعلقة بالألغام. فمنذ بداية المشروع، تمكن فريق مسام من إزالة أكثر من 400 ألف لغم وذخيرة غير منفجرة من الأراضي اليمنية. ويعمل المشروع باستمرار على تطوير أساليب وتقنيات إزالة الألغام، لضمان تحقيق أقصى قدر من الكفاءة والسلامة.
بالإضافة إلى عمليات إزالة الألغام، يقوم مشروع مسام بتنفيذ برامج توعية للمدنيين حول مخاطر الألغام وكيفية التعامل معها. وتشمل هذه البرامج توزيع منشورات توعوية، وتنظيم ورش عمل، وبث رسائل توعوية عبر وسائل الإعلام المختلفة. تهدف هذه البرامج إلى زيادة الوعي لدى السكان المحليين، وتقليل عدد الحوادث المتعلقة بالألغام.
ويواجه مشروع مسام تحديات كبيرة في عمله، بما في ذلك صعوبة الوصول إلى بعض المناطق المتضررة، ونقص التمويل، والظروف الأمنية غير المستقرة. ومع ذلك، يواصل المشروع جهوده الدؤوبة لتحقيق هدفه المتمثل في تطهير اليمن من الألغام، وحماية المدنيين، وتسهيل عودة الحياة الطبيعية إلى البلاد. وتعتبر عمليات إزالة الألغام جزءًا أساسيًا من جهود تحقيق السلام والاستقرار في اليمن.
في سياق متصل، تواصل المنظمات الدولية تقديم الدعم لجهود إزالة الألغام في اليمن. وتشمل هذه المساعدة توفير المعدات والتدريب والتمويل. وتؤكد هذه المنظمات على أهمية التعاون الدولي في معالجة هذه المشكلة الإنسانية المعقدة. وتشير التقارير إلى أن هناك حاجة ماسة إلى زيادة الدعم الدولي لجهود إزالة الألغام في اليمن، لضمان تحقيق تقدم ملموس في هذا المجال.
من المتوقع أن يستمر مشروع مسام في عمليات إزالة الألغام خلال الأشهر القادمة، مع التركيز على المناطق الأكثر تضررًا. ويعتمد مدى التقدم المحرز على توفر التمويل والظروف الأمنية. وستظل عمليات إزالة الألغام في اليمن قضية رئيسية تتطلب اهتمامًا مستمرًا من المجتمع الدولي، حتى يتم تحقيق هدف تطهير اليمن من الألغام بالكامل.

